المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
الصحافة العمالية
2024-11-24
الصحافة العسكرية العالمية والعربية
2024-11-24
الرقابة على الصحافة العسكرية
2024-11-24
الأدوات الصحفية للمحرر العسكري
2024-11-24
اخذ المشركون لمال المسلم
2024-11-24

dependence (n.)
2023-08-08
Fermat,s Divisor Problem
24-11-2020
اسماك البلطي وانواعها
31-7-2016
تعيين الفلوريد في معجون الأسنان باستخدام القطب الأيوني المنتخب
2024-02-19
ملوك الطوائف ومن بعدهم
30/11/2022
جواز تأخير السعي بعد الطواف.
27-4-2016


الأسرة في الآخرة  
  
1281   11:05 صباحاً   التاريخ: 8-8-2022
المؤلف : حبيب الله طاهري
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة وطرق حلها
الجزء والصفحة : ص140ــ145
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23 178
التاريخ: 19/12/2022 1270
التاريخ: 29-1-2023 985
التاريخ: 2024-05-01 753

يتضح من الرجوع إلى الآيات القرآنية والروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن الحياة الأخرى ليست كالحياة الدنيا، لأن الأخرى فردية وليست اجتماعية أي أن الفرد ليس بحاجة إلى تأمين احتياجاته(1).

لذا فإن المرء في العالم الآخر لا يحتاج أي جهد وعناء وتحصيل المستلزمات الدنيوية كالملبس والمأكل وشؤون الحياة المادية الأخرى، كما أنه ليست في الحياة الأخرى قضايا اجتماعية كالتعاون وتبادل المعاملات، قال تعالى :

{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} [المزمل: 20] لذا فإن كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية في الدنيا لا وجود له في الآخرة لأن المرء يجد في الآخرة ثمار ما عمل في الدنيا، قال تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

نشير هنا إلى بعض مظاهر الحياة الفردية في العالم الاخر ليتضح أن ما عمله المرء في الحياة الدنيا الاجتماعية ذو تأثير ومصدر كمال واطمئنان له :

١- وكما أن الإنسان يأتي إلى هذا العالم وحيداً فكذا يكون في الاخرة، قال تبارك وتعالى:

{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 94].

وقال تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 95].

وكذا نرى أن القرآن الكريم يؤكد حقيقة كبرى هي أن المرء مسؤول عن أعماله فقط وليس أعمال الآخرين، قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].

أجل هناك في العالم الآخر تنقطع العلاقات السببية والنسبية وليس هناك من دور للعلاقات الموجودة في الدنيا كالأبوة والبنوة والأخوة وغير ذلك، إذ يقول القرآن الكريم:

{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101].

٣- من بين العلاقات الاجتماعية والمظاهر الموجودة في الدنيا القوم والعشيرة والأفراد الذين يربط بينهم رابط ما، وهم يتأثرون للفراق الذي يحصل بينهم ويفرحون باللقاء ويشتاق بعضهم للبعض الآخر، اضافة إلى مد يد العون والمساعدة فيما بينهم، لكن الأمر غير ذلك في يوم القيامة، إذ يقول القران الكريم:

{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34 - 37].

وقال تعالى: {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ} [المعارج: 11 - 14].

٤- من مظاهر الحياة الاجتماعية في هذه الدنيا المساعدات التي يقوم بها الأهل والأقرباء فمثلا إذا قتل أحدهم شخصاً ما على أثر اصطدام وأودع القاتل السجن ولم يكن لديه أموال يدفعها كدية لأهل القتيل، ففي هذه الحالة يسعى الأهل والأقرباء للعمل على اخراجه من السجن، لكن مساعدات كتلك غير موجودة في ظل الحياة الفردية وليس هنا أب يدفع الأذى عن بنه أو ابن يسارع لتقديم العون لأبيه لأن الجميع هناك في شغل شاغل عمن تربطهم بهم العلاقات المختلفة في الحياة الدنيا، قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [لقمان: 33].

وقال تعالى: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الممتحنة: 3].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [آل عمران: 10].

وقال تعالى : {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89].

نفهم من الآيات المتقدمة ان يوم القيامة ليس يوم تعاون أو مشاركة بل ليس هناك أحد يقدم الدعم والعون والمساعدة للآخر حتى ولو كان هذا الشخص من الأهل والأقارب.

٥- ومن مظاهر الحياة الاجتماعية في الدنيا أن الأصدقاء يسعون للسؤال عن أصدقائهم، وكذا الأقرباء من أجل رفع المشاكل التي يواجهونها ولكن في الآخرة ليس الأمر كذلك فليس هناك أحد يسأل عن الآخر حتى لو كان قريباً له وكثيراً ما يصبح الأصدقاء أعداء في الآخرة وهذا ما ذكره القرآن الكريم: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} [المعارج: 10].

وفي آية أخرى يقول تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

وقال تعالى: {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 28، 29].

٦- وهنا تنقطع الأواصر والعلاقات والروابط لأن هنا لا مجال للتوسل بالعلل والأسباب العادية التي يتصور الإنسان أنها ذات دور مهم في تحقق أشياء بل:

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166].

٧- ومن مظاهر الحياة الفردية في الآخرة عدم وجود أي نوع من التبادل التجاري أو استخدام الأموال، قال تعالى : {يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ} [البقرة: 254].

٨- ومن مظاهر الحياة الفردية في يوم القيامة عدم جدوى المستوى الذي يصل إليه الإنسان من العلوم المادية إذ لا قيمة لذلك في العالم الآخر فلا حاجة هناك لهندسة المهندسين أو طب الأطباء إذ ليس هناك طرق يقوم بشقها المهندسون أو عمارات يبنونها، ولا مرضى بحاجة لمعالجة الأطباء، لكن العلوم الميتافيزيقية وعلوم التوحيد والمعارف الإلهية ليست فقط لا تعدم الفائدة بل لا ينتهي أثرها لأنها تنتقل مع روح الإنسان إلى ذلك العالم.

(يراجع رسالة محي الدين بن عربي إلى فخر الدين الرازي تحت عنوان - تواصوا بالحق).

٩- ومن مظاهر الحياة الفردية في العالم الآخر كيفية العقاب والثواب الأخروي ففي الدنيا يألم الإنسان إذا تعرض ولده لأذى ويفرح لفرحه ولكن في الآخرة على العكس تماماً فواحد في سرور دائم والآخر في عذاب وألم مستمر.

فبالإضافة إلى الجنة والنعيم والسعادة الدائمة، والنار وعذابها وآلامها الدائمة هناك سلسلة من النور والكمالات في وجود الإنسان المؤمن وأخرى من العذاب والظلمات في وجود الإنسان الكافر، قال تعالى .

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد: 12].

وقال تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89].

وبالإضافة إلى هذا وذاك فإن أهل الجنان يتنعمون بمنزلة القرب الإلهي وعن الكفار والمفسدين يقول تعالى:

{فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24].

وقال تعالى في آية أخرى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15].

فعلاوة على جهنم والعذاب الموجود فإن الكافرين يحملون معهم العذاب بل هم العذاب بنفسه، ومما تقدم من نقاط تسعة نفهم أن نظام الحياة الإنسانية في المعاد نظام فردي وليس اجتماعياً فمن الطبيعي أن لا توجد أسرة بالمفهوم السائد في الحياة الدنيا.

___________________________________

(١) سورة المزمل/٢٠.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.