المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



نتائج التقييم للسلوك  
  
1232   01:22 صباحاً   التاريخ: 20-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص95 ـ 97
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

لا بد ان يكون التعامل مع الطفل في البيت والمدرسة بعد التقييم بنحو يشعر فيه الطفل بكفاءته، بأن يحيي في نفسه الشعور بالكرامة والشخصية وعزة النفس، فالطفل مثلاً عندما يقوم بأداء واجباته المدرسية على أفضل وجهٍ لا بد أن يعامله ابواه والمعلمين معاملةً يشعر من خلالها بكفاءته ومنزلته لديهم، وأن ما قام به مهم في نظرهم، فيشعر بالنجاح فيما قام به، وهذا الشعور باعث على ابتهاجه وسروره، ويكون سبباً في الاستمرار في أداء واجباته وباعثاً على رغبته في الدراسة.

ولكن من المؤسف أن معاملة الكثير من الآباء والمدارس والطبقات المثقّفة للطفل والشاب بنحو يشعران فيه بالعجز وحقارة النفس وعدم الكفاءة، فان تعاملهم على ضوء ما يأخذ الطفل من درجات في الامتحان يقوي في الطفل الشعور بالعجز والضيعة، فإن التلميذ لو أخذ درجة سبعين من مائة مثلاً ترى عائلته تتعامل معه بشكلٍ وكأنه قد ارتكب ذنباً ومن ثم يأخذون بقياسه مع غيره من الاطفال، ويكيلون له التوبيخ والتعبير كيلاً، لماذا لم تقدر على كسب درجة مائة مثل فلان فيكون حبهم له واهتمامهم به مشروطاً بكسبه درجة المائة في الامتحان.

فالتلميذ الذي يأخذ درجةً اقل من مائة لا يرى في نفسه خيراً وينعدم لديه شعور الثقة بالنفس تماما، لأنه لا يتمكن من تحقيق آمال أبويه.

فعندما يقيس أبواه به غيره من التلاميذ فيقولون له مثلاً: كن مثل فلان، حينئذٍ بكلامهم هذا يضعفون فيه قواه وطاقته، ولو أفرطوا في القول له: انك ضعيف، حينئذ لا يرى في نفسه قدرةً، ويثبت له عجزه، إذ أن الأبوين بتصورهم يريدون إنقاذ طفلهم، غافلين عن أن مثل هذه التصرفات تعطيهم نتيجة معاكسة، فإن قياس بعض الاطفال الى غيرهم امر مشكل لإمكان ان يكون ذلك سبباً في الحقد والعداء بين المقيس والمقيس اليه، لأن التلميذ يشعر بفشله وحقارته، وهذا يكون داعياً لعدم اهتمامه بوصايا ورغبات والديه أو معلميه، ويسلب منه الرغبة في الدراسة وفي اداء واجباته، ويحاول عن طريق عدم قيامه بواجباته  أن يجلب الأنظار اليه، ويتلافى ذلك من أبويه، وليس ذلك بين التلاميذ بعزيز، لوجود نماذج كثيرة من هذا النوع.

ان معنى شعور التلميذ بالحقارة هو: أني ضعيف، ويؤدي ذلك بالتدريج الى ان يكون جباناً وكسولاً في دروسه، فيحاول الهروب من الاجابة حتى عمّا يعرفه، واذا تكلّم يتكلّم بصوتٍ ضعيف، لشعوره بعدم كفاءته، فلا ينبغي قياسه بغيره أو التأكيد على نقاط الضعف لديه، بل لا بد من ذكر نقاط القوة الإيجابية فيه، وتنبيهه على طاقاته الدفينة في وجوده، ليتكامل ويرغب في التقدم العلمي أكثر، انه لا بد من تشويقه والوقوف الى جانبه ليرى ان له وجوداً ويحاول رفع مشاكله بنفسه، اما لو قلنا له: انك ضعيف، فلا يرى لنفسه القدرة بل يكون عاجزاً عن اداء واجباته اليومية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.