العلاقات العامة واعادة بناء الوطن

غالبا ما يتركز جهود الحكومات على تحقيق الأهداف المحلية والدولية. فعلى الصعيد المحلي، تبذل الحكومات جهودها لتحقيق الوحدة الوطنية، أو إيجاد حالة من الإجماع نحو قضية أو غاية وطنية. أما على الصعيد الدولي، فإن بناء الأوطان يمثل جهدا تسعى الدول من خلاله إلى تحقيق المصداقية والوعي للحصول على الدعم الاقتصادي من الحكومات الأخرى ومنظمات الإغاثة. وهناك توجه بأن عددا من الدول النامية بما فيها روسيا والفلبين ونيجيريا - التي كانت مؤسسات للعلاقات العامة مبنية على أساس غربي، قد قامت بتطوير وتنفيذ حملات العلاقات العامة لبناء الأوطان.

وحيث أن هناك دول جديدة قد ظهرت نتيجة للاستعمار أو الغزو، والتي غالبا ما تكون أرضا خصبة لعمليات الإرهاب والدمار وصراعات القوى، فإن تضارب المصالح المتنافسة للسيطرة عليها يؤدي إلى تقويض بنية حكوماتها الناشئة. وذكرت (وكالة المخابرات الأمريكية CIA عام 2006) أنه في تيمور الشرقية - على سبيل المثال - تم توجيه اللوم إلى المسلحين المؤيدين لإندونيسيا لقتلهم ما يقرب من 1400 شخص أثناء مقاومتهم لشعب تيمور الشرقية الطامح لنيل الاستقلال. وفي مثل هذه الحالات، فإن بناء الدولة الجديدة يكون عرضة للخوف والقلق بشأن حقوق الإنسان.

تتكون القارة الأفريقية من أكثر من 50 دولة وبأكثر من 1000 لغة مختلفة وفقا لما ذكره المركز الثقافي الأفريقي) وتتفاوت مستويات التنمية. ففي السودان وحدها - على سبيل المثال - يفترض أن يكون هناك أكثر من 400 لغة ولهجة

وحدة الأبحاث الفيدرالية). وإذا ما فكرنا مليا كيف يمكن أن يكون بمقدور أحد العاملين في مجال العلاقات العامة أن يطلق حملة لتعزيز الوحدة الوطنية في السودان حيث العدد الكثير اللغات حسب إحصائيات التنمية، وهذا العائق يضعف من جهود الدول الغربية في مجال العلاقات العامة لتحقيق التنمية.

وحسب تقرير نشرته وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA (عام 2006)، فإن كتيب الحقائق وما حمله عن إحصائيات خاصة بالسودان اعتبارا من عام 2003، يشير إلى أن نسبة 40% من السكان أميون و40%منهم يعيشون تحت خط الفقر و0.9% من المواطنين يمكنهم الدخول إلى شبكة الإنترنت وأن معدل الدخل القومي في السودان قد بلغ 115328.90 دينارا سودانيا في العام (أي ما يعادل 460 دولار أمريكي). (Van Leuven and Prabt, 1996, p95) . وعندما بدأت هاراري وزمبابوي حملة شاملة للعلاقات العامة من أجل تحسين صورة المدينة، قال أحد المعارضين: لن تستطيع أي علاقات عامة إصلاح أعطال خطوط الصرف الصحي وتطوير أعمال الحفريات، وأوضح أن العلاقات العامة أمر قليل الأهمية مقارنة بالاحتياجات الأساسية للإنسان. وتنطبق نفس التأثيرات في أجزاء أخرى من العالم، حيث تواجه العلاقات العامة أرضية تختلف إلى حد كبير عما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية - صاحبة الحق الأصيل في تطبيق العلاقات العامة.

|