ما هي قصة قتال الامام علي عليه السلام لعمرو بن عبد ودّ في الخندق ؟ وما هي الأبيات الشعرية التي قالها الإمام ؟ |
2788
11:27 صباحاً
التاريخ: 12-7-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-8-2022
3826
التاريخ: 2-7-2022
1306
التاريخ: 29-7-2022
3869
التاريخ: 25-5-2022
11141
|
السؤال : لقد سمعت عن قصّة الإمام علي عليه السلام في معركة الخندق أنّه خرج إلى المسلمين أحد كبار أبطال الكفّار ، وخاف أن يبارزه أحد ، فخرج إليه الإمام علي عليه السلام ، فألقى إليه بأبيات شعرية ، وقتله.
الرجاء أُريد معرفة هذه القصّة بالتفصيل ، وما هي الأبيات الشعرية التي قالها الإمام؟
الجواب : لقد خرج عمرو بن عبد ودّ العامريّ في معركة الخندق ( الأحزاب ) ، ونادى هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد من المسلمين ، فقال الإمام علي عليه السلام : « أنا له يا رسول الله » ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله : « إنّه عمرو » ، فسكت ، فكرّر عمرو النداء ثانية ، وثالثة ، والإمام علي عليه السلام يقول : « أنا له يا رسول الله » ، والرسول صلى الله عليه وآله يجيبه : « إنّه عمرو » ، فيسكت ، وفي كلّ ذلك يقوم علي عليه السلام فيأمره النبيّ صلى الله عليه وآله بالثبات ، انتظاراً لحركة غيره من المسلمين ، وكأن على رؤوسهم الطير لخوفهم من عمرو.
وطال نداء عمرو بطلب المبارزة ، وتتابع قيام أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا لم يقدم أحد من الصحابة ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله : « يا علي امض لشأنك » ، ودعا له ، ثمّ قال : « برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه » (1).
فسعى الإمام علي عليه السلام نحو عمرو حتّى انتهى إليه ، فقال له : « يا عمرو ، إنّك كنت تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلاّ قبلتها ، أو واحدة منها » ، قال : أجل ، قال عليه السلام : « إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأن تسلم لربّ العالمين ».
قال : يا بن أخي أخّر هذا عنّي ، فقال عليه السلام : « أما أنّها خير لك لو أخذتها » ، ثمّ قال عليه السلام : « ها هنا أُخرى » ، قال : وما هي؟ قال عليه السلام : « ترجع من حيث أتيت » ، قال : لا ، تتحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبداً ، فقال عليه السلام : « فها هنا أُخرى » ، قال : وما هي؟ قال عليه السلام : « أُبارزك وتبارزني ».
فضحك عمرو وقال : إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي ، وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك نديماً لي ، فقال عليه السلام : « وأنا كذلك ، ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحقّ ».
فحمى عمرو ، ونزل عن فرسه ، وضرب وجهه حتّى نفر ، وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام مصلتاً سيفه ، وبدره بضربة ، فنشب السيف في ترس الإمام عليه السلام ، فضربه أمير المؤمنين عليه السلام.
قال جابر الأنصاريّ عليه السلام : وتجاولا ، وثارت بينهما فترة ، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ، ولا سمعت لهما صوتاً ، ثمّ سمعنا التكبير ، فعلمنا أنّ علياً عليه السلام قد قتله ، وسرّ النبيّ صلى الله عليه وآله سروراً عظيماً ، لمّا سمع صوت أمير المؤمنين عليه السلام بالتكبير ، وكبّر وسجد لله تعالى شكراً ، وانكشف الغبار ، وعبر أصحاب عمرو الخندق ، وانهزم عكرمة بن أبي جهل ، وباقي المشركين ، فكانوا كما قال الله تعالى : {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [الأحزاب: 25].
ولمّا قتله الإمام علي عليه السلام احتزّ رأسه ، وأقبل نحو النبيّ صلى الله عليه وآله ووجهه يتهلّل ، فألقى الرأس بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله ، فقبّل النبيّ رأس علي ووجهه ، وقال له عمر بن الخطّاب : هلاّ سلبته درعه ، فما لأحد درع مثلها؟
فقال : « إنّي استحييت أن أكشف سوأة ابن عمّي » ، وكان ابن مسعود يقرأ من ذلك اليوم كذا : {كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25] ـ بعليّ ـ {وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25].
وذكر أنّ عمرواً قال في المعركة أبياتاً ، هي :
ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز * ووقفت إذ وقف الشجاع مواقف القرن المناجز
وكذاك إنّي لم أزل متترعاً قبل الهزاهــــــز * إنّ الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز.
فأجابه علي عليه السلام :
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نبهة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أُقيم عليك نائحة الجنـــــــائز * من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز (2).
وقال صاحب مستدرك الصحيحين : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام عمرو بن عبد ودّ أنشأت أُخته عمرة بنت عبد ودّ ترثيه ، فقالت :
لو كان قاتل عمرو غير قاتله بكيته ما أقام الروح في جسدي
لكن قاتله من لا يــــــعاب به وكان يدعى قديماً بيضة البلد (3) .
_________________
1 ـ شرح نهج البلاغة 13 / 261 و 285 و 19 / 61 ، شواهد التنزيل 2 / 16 ، ينابيع المودّة 1 / 281.
2 ـ تاريخ مدينة دمشق 42 / 79 ، البداية والنهاية 4 / 121 ، المستدرك 3 / 33 ، السيرة النبوية لابن كثير 3 / 204 ، سبل الهدى والرشاد 4 / 378.
3 ـ لمستدرك 3 / 33.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|