أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1063
التاريخ: 12-08-2015
3783
التاريخ: 12-08-2015
6336
التاريخ: 29-03-2015
3377
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذه جمل من أصول التصريف يقرب تأملها، وتقل الكلفة على ملتمس الفائدة منها، قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني.
في القول على معنى قولنا "التصريف"(1) :
معنى قولنا: "التصريف" هو أن تأتي إلى الحروف الأصول -وسنوضح قولنا: الأصول- فتتصرف فيها بزيادة حرف أو تحريف بضرب من ضروب التغيير, فذلك هو التصرف فيها والتصريف لها، نحو قولك: "ضرب" فهذا مثال الماضي، فإن أردت المضارع قلت: "يضرب"، أو اسم الفاعل قلت: "ضارب"، أو المفعول قلت: "مضروب"، أو المصدر قلت: "ضربا"، أو فعل ما لم يُسم فاعله قلت: "ضُرِبَ"، وإن أردت أن الفعل كان أكثر من واحد على وجه المقابلة قلت: "ضارب"، فإن أردت أنه استدعى الضرب قلت:
ص125
"استضرب"، فإن أردت أنه كثّر الضرب وكرّره قلت: "ضرَّب"، فإن أردت أنه كان فيه الضرب في نفسه مع اختلاج وحركة قلت: "اضطرب"؛ وعلى هذا عامة التصرف في هذا النحو من كلام العرب. فمعنى التصريف هو ما أريناك من التلعب بالحروف الأصول لما يراد فيها من المعاني المفادة منها, وغير ذلك.
فإذا قد ثبت ما قدمناه, فليعلم أن التصريف ينقسم إلى خمسة أضرب: زيادة, وبدل, وحذف, وتعبير حركة أو سكون, وإدغام.
القول على حروف الزيادة:
وهي عشرة أحرف: الألف والياء والواو والهمزة والميم والتاء والنون والهاء والسين واللام، ويجمعها قولك: "اليوم تنساه" ويقال أيضا: "سألتمونيها". ويحكى أن أبا العباس سأل أبا عثمان(2) عن حروف الزيادة, فأنشده أبو عثمان:
هويت السمان فشيبنني ... وما كنت قدما هويت السمانا
فقال أبو العباس: "الجواب" فقال: "قد أجبتك دفعتين" يعني قوله: هويت السمان.
معرفة قولنا: الأصل والزائد
الأصل عبارة -عند أهل هذه الصناعة- عن الحروف التي تلزم الكلمة في كل موضع من تصرفها ... إلخ.
ص126
واعلم أن لكل حرف من هذه الحروف موضعا تكثر فيه زيادته، وموضعا تقل فيه، وربما اختص الحرف بالموضع لا يوجد زائدا إلا فيه. فاعرف تلك الأماكن بما أذكره لك، وليكن الحكم على الأكثر لا على الأقل.
فأما الألف والياء والواو فالحكم عليهن أنهن متى كانت واحدة منهن مع ثلاثة أحرف أصول فصاعدا -ولم يكن هناك تكرير- فلا تكون إلا زائدة، عرفت الاشتقاق أو لم تعرفه؛ فإن عرفته كان على ما ذكرنا لا محالة، وإن لم تعرفه حملت ما جهل من أمره على ما علم.
من ذلك: "كوثر" الواو فيه زائدة؛ لأن معك ثلاثة أحرف أصول لا يشك فيها, وهي: الكاف والثاء والراء، فالواو زائدة؛ هذا طريق القياس.
فأما طريق الاشتقاق فكذلك أيضا، ألا تراه من معنى الكثرة، يقال: "رجل كوثر" إذا كان كثير العطاء، قال الشاعر:
وأنت كثير يابن مروان طيب ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا(3)
وكذلك الياء في "كثير"، والألف في "كاثر"، الحكم فيها ثلاثتها واحد، قال الأعشى:
ولست بالأكثر منهم حصًى ... وإنما العزة الكاثر
ص127
__________
(1) ص2-7 من الطبعة الأولى بمطبعة شركة التمدن الصناعية بمصر سنة 1331هـ. وقد أثبتنا فاتحة الكتاب البليغة الموجزة مع شرحه معنى التصريف, وبعض كلامه على حروف الزيادة, وتمثيله لزيادة الألف والواو والياء ص7.
(2) أبو العباس هو المبرد، وأبو عثمان هو المازني شيخ المبرد.
(3) نسب البيت للكميت. عقيلة كل شيء: خياره، العقائل: كرائم النساء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|