المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

فرص العمل بالصحافة
13-6-2021
Radioactive isotopes of the group 2 metals
17-1-2018
معنى كلمة قبض‌
10-12-2015
شعر لابن الزقاق
2024-02-17
اصناف الكرنب (الملفوف)
10-5-2021
لماذا أُكّد على : التمر والعنب والزيتون؟
8-10-2014


أسس التعلّم والعمل بالأصول الأخلاقية  
  
1195   02:51 صباحاً   التاريخ: 20-6-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص69 ـ 71
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 2067
التاريخ: 18-1-2016 2326
التاريخ: 2023-03-21 1256
التاريخ: 21-4-2016 2825

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار، وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار)(1).

يمكن تبلور التعلم والعمل بالقيم الخلقية في مراحل ثلاث:

المرحلة الأولى: إن طاعة الاطفال وعملهم بأصول الاخلاق - من الفضائل او الرذائل -واقتداءهم بسلوك آبائهم ومعلميهم تكون تابعاً لعواقب وآثار تلك الاصول الآنية على جسمهم، فمنشأ اطاعتهم لذلك في الواقع نابع من احساسهم باللذة الحاصلة من ذلك أو الألم اللذين يكونا محسوسين لديهم، فإن الطفل لا يعرف ولا يهتم بما لتلك القيم والمبادئ من قيمة اعتبارية، بل ينظر اليها من منظار: صحيح وخطأ، حسن وقبيح، فيقيّم كل منها على اساس ما يلمسه من آثار كل واحدة من هذه القيم.

ومن علائم هذه المرحلة البارزة، اطاعة الطفل لذوي القدرة والسلطة واحترامه لهم - وهم الابوين والمعلمين - والسرّ في اطاعته لهم يكمن في الخوف من عقوبتهم، وفي الاقتراب من الشعور باللذة والسرور.

المرحلة الثانية: ان اطاعة الطفل للأصول الاخلاقية انما يكون قائماً على اساس ميل ورغبة الاب، الام، المعلم، الجماعة والمجتمع، فإن تأييد الآخرين أو انكارهم عليه يشد من عزمه أو يثبطه، إلا أنه يحاول الاطاعة العمياء من أجل اجتناب التوبيخ والانتقاد الذي يوجه له من زملائه مثلاً فإن العمل الصحيح في نظره هو العمل الموافق للميل العام، وان المهم لديه هو ما يفرضه ذلك الجمع لا الآثار الفعلية للعمل الذي يقوم به، فيكون السبب في تلك الطاعة هو موافقة الغير والحفاظ على المنزلة في المجتمع، فالهدف من القيام بفعل ما يتبلور على اساس نوع من الميل الجماعي ليكون بذلك مقبولاً، فيكون الحاكم على الموقف حينئذٍ هو الشعور بالعزة الجماعية والاجتماعية بدلاً من الشعور بالعزة الفردية، فالاهتمام بالميل العام للجماعة وتحسس مظلوميتها هو العامل المشجع على القيام بالعمل والطاعة.

فالطاعة في الحقيقة أو العصيان والتمرد على الاصول الخلقية مآله الى الشعور باللذة الجماعية، او الى الشعور بتحسس الألم نتيجة المظلومية للجماعة، وهذا غاية ما يتوخى من الطاعة، مع الفارق بين هذه المرحلة والمرحلة السابقة، فإن الشعور الفردي هو الحاكم في تلك المرحلة، والشعور الجماعي هو الحاكم على احساس الطفل في هذه المرحلة.

المرحلة الثالثة: ان طاعة الاطفال والتزامهم بالأخلاق تكون نابعة من ثقتهم الباطنية بأنفسهم، ليكون ما يقومون به صادراً عن رغبتهم لا بسبب الإكراه - من الخارج - سواء كان من المعلم والابوين ولأجل متابعة الجماعة، أو نابعاً من اهتمامه بما يوليه المجتمع لفعله من رد أو قبول، بل تكون نفس القيم الخلقية والالتزام بها في السلوك مطلوبةً للإنسان، لثقته بأصالتها، فاختارها عن علمٍ تامٍ بها، فالسبب في قيامه بذلك العمل او السلوك انما هو نتيجة شوقه النابع من اختياره عن علم.

وهذا النحو من التعلم والطاعة من اقوم ما يبلور الادراك في ضرورة الالتزام بالأخلاق، فيكون ذلك سلوكاً خالداً لكونه نابعاً من صميم الانسان، خلافاً لما في المرحلتين السابقتين - الاستبداد الفردي والجماعي - حيث كان السبب في الالتزام عاملاً خارجياً.

ان للتعلم والطاعة جذوراً في صميم قلب ونفس الانسان، ومثل هذا الالتزام بالضوابط يكون الانسان منفذاً له عن طيب نفسٍ ورضاً تام، سواء كان هناك من يراقبه أو لا، بل حتى لو تغيرت الظروف والعوامل الخارجية لا يرفع الانسان يده عن القبول والعمل بما يعتقده من القيم والمبادئ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نهج البلاغة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.