أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
2978
التاريخ: 7-03-2015
3502
التاريخ: 19-10-2015
3492
التاريخ: 7-4-2016
4078
|
بعد توقيع الصلح بين الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ومعاوية اتّفقا على مكان يلتقيان به ، ليكون هذا اللقاء تطبيقا عمليا للصلح ، وليعترف كلّ منهما على سمع من الناس بما أعطى صاحبه من نفسه وبما يلتزم له من الوفاء بعهوده ، فاختارا الكوفة فقصدا إليها ، وقصدت معهما سيول من الناس غصّت بهم العاصمة الكبرى ، وكان أكثر الحاضرين جند الفريقين ، تركوا معسكريهما وحفّوا لليوم التاريخي الذي كتب على طالع الكوفة النحس أن تشهده راغمة أو راغبة .
ونودي في الناس إلى المسجد الجامع ، ليستمعوا هناك إلى الخطيبين الموقّعين على معاهدة الصلح ، وكان لابدّ لمعاوية أن يستبق إلى المنبر ، فسبق اليه وجلس عليه[1] ، وخطب في الناس خطبته الطويلة التي لم ترو المصادر منها إلّا فقراتها البارزة فقط .
منها : « أمّا بعد ، ذلكم فإنّه لم تختلف امّة بعد نبيّها إلّا غلب باطلها حقّها ! ! » . قال الراوي : وانتبه معاوية لما وقع فيه ، فقال : إلّا ما كان من هذه الامّة ، فإنّ حقّها غلب باطلها[2].
ومنها : « يا أهل الكوفة ! أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنّكم تصلّون وتزكّون وتحجّون ؟ ولكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم وألي رقابكم ، وقد آتاني اللّه ذلك وأنتم كارهون ! ألا إنّ كلّ دم أصيب في هذه الفتنة مطلول ، وكلّ شرط شرطته فتحت قدميّ هاتين ! ! . . . »[3].
وروى أبو الفرج الأصفهاني عن حبيب ابن أبي ثابت مسندا : أنه ذكر في هذه الخطبة عليّا فنال منه ، ثمّ نال من الحسن[4].
ثمّ قام الإمام الحسن ( عليه السّلام ) فخطب في هذا الموقف الدقيق خطبته البليغة الطويلة التي جاءت من أروع الوثائق عن الوضع القائم بين الناس وبين أهل البيت ( عليهم السّلام ) بعد وفاة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، ووعظ ونصح ودعا المسلمين - في أوّلها - إلى المحبّة والرضا والاجتماع ، وذكّرهم - في أواسطها - مواقف أهله بل مواقف الأنبياء ، ثم ردّ على معاوية - في آخرها - دون أن يناله بسبّ أو شتم ، ولكنّه كان بأسلوبه البليغ أوجع شاتم وسابّ .
وكان ممّا قاله ( عليه السّلام )[5]: « أيّها الذاكر عليّا ! أنا الحسن وأبي عليّ ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأمي فاطمة وأمك هند ، وجدّي رسول اللّه وجدّك عتبة بن ربيعة ، وجدّتي خديجة ، وجدّتك فتيلة ، فلعن اللّه أخملنا ذكرا ، وألأمنا حسبا ، وشرنا قديما وحديثا ، وأقدمنا كفرا ونفاقا » .
[1] قال جابر بن سمرة : « ما رأيت رسول اللّه يخطب إلّا وهو قائم ، فمن حدّثك أنّه خطب وهو جالس فكذّبه » رواه الجزائري في آيات الأحكام : 75 ، والظاهر أن معاوية أول من خطب وهو جالس
[2] تاريخ اليعقوبي : 2 / 192 .
[3] صلح الإمام الحسن : 285 عن المدائني .
[4] شرح نهج البلاغة : 4 / 16
[5] نقل نص الخطاب الشيخ آل ياسين في « صلح الإمام الحسن » : 286 - 289 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|