اللهجات:

ورد في لسان العرب ان اللهجة واللهجة: طرف اللسان. جرس الكلام. ويقال فلان فصيح اللهجة وهي لغته التى جبل عليها فاعتادها ونشأ عليها. وورد ايضاً اللهجة: اللسان. وان للغة: للسان، وحدها نها اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم. وورد في (العين) نفس السابق، وكرر ذلك ايضا (المعجم الوسيط) وجاء في الاخير ان اللغة: اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم.

وعرف على غالب اللهجة اصطلاحاً بانها مجموعة من الخصائص اللغوية، تنتمي الى بيئة معينة، ويشترك فيها جميع افراد هذه البيئة التي تعد جزءا من بيئة اكبر، تضم لهجات عدة وتتميز عن بعضها بظواهرها اللغوية، غير انها تتفق فيما بينها بظواهر أخرى تسهل اتصال افراد تلك البيئات بعضهم ببعض، وفهم ما يدور بينهم من حديث.

وعرف عبد القادر خليل اللهجة بنفس المعنى السابق، اذ يقول بان اللهجة في المعنى الاصطلاحي الحديث تعني مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي الى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع افراد البيئة، وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة اوسع واشمل، بحيث تضم عدة لهجات لكل منها خصائصها وصفاتها، ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال افراد هذه البيئات بعضها ببعض، ليتسنى لهم التواصل والتفاهم فيما بينهم. فاللهجة اخص من ل للغة، وهي مجموعة من الظواهر اللغوية تسود في بيئة محددة ويشترك فيها جميع افراد هذه البيئة، واما اللغة فتشمل عددا من اللهجات وتخضع لقواعد وقوانين تضبطها.

ويتضح مما سبق ان مفهوم اللغويين القدامى للهجة يختلف عما هو متعارف عليه بين المحدثين، اذ استعمل القدامى كلمة (لغة) او (لحن) للدلالة على اللهجة بمفهومها الحديث.

وتباين اللهجات العربية موجود منذ القدم، فا لقراءات السبع للقران الكريم انعكاس للهجات العربية التي كانت ساندة فى الجزيرة العربية .

وذكر جونستون بان الباحثين متفقون على ان اللغة العربية فى العصر الجاهلي قبيل الاسلام، كانت على مستويين: لغة شعبية تتمثل في لهجات الخطاب السائدة بين ابناء الجزيرة في مناطقها وبيئاتها المتباينة الى جانب ذلك كان هناك لغة ادبية فصحى ذات مستوى رفيع، اتخذها الصفوة من ادباء الجزيرة وبلغائها وادى نزول القرآن باللغة الفصحى الى ترسيخها في اذهان الناس وترسيخه في نفوسهم، فأصبحت لغة الثقافة والعلم بين العرب والمسلمين، ووسيلة من وسائل الاتصال بين العرب في مختلف بيئاتهم واماكنهم مع وجود لهجة محلية في كل بيئة وعندما انتقلت اللغة العربية الى البلاد المفتوحة تأثرت باللغات المحلية في كل بلد، مما اوجد بعض الفروق بين قطر واخر، وبقيت في الجزيرة العربية قل تأثرا بتلك الغات.

واللغة العربية الحالية السائدة في العالم العربي تختلف عن اللغة القدية، وهي في تطور مستمر، مما يؤدي الى انحسار اللهجات التقليدية في البيئات المختلفة، لإفساح المجال للغة الجديدة .

واللغة واللهجة كائن حي متقلب، متطور بفعل مؤثرات اجتماعية وثقافية وبيئية، ويرى ابراهيم انيس أن اللهجات مهما كانت عزلة متحدثيها، تتعرض للتغير والتبدل والتطور المستمر الى ان تصبح مختلفة عن سلفها كل الاختلاف، وخلال قرنين من الزمان على الاكثر. ويبدو هذا واضحا في جميع اللهجات السائدة في الوطن العربي، فلهجة الابن تختلف عن لهجة الأب، ولهجة الأب تختلف عن لهجة الجد وهكذا.