تأتي اهمية الأسماء، الجغرافية من علاقتها بالاتي:

علاقتها بالتاريخ: الاسماء الجغرافية مصدر من مصادر التاريخ وخاصة التاريخ القديم والحضارات، لما لها من أهمية في إعطاء صورة عن النواحي الدينية والاجتماعية والسياسية السائدة, فمن النواحي الدينية يمكن معرفة اسماء الالهة التي كانت سائدة في فترة ما ومناطق سيادتها، إذ قد يكون الاسم الجغرافي او مقطع من اسماء الالهة او قديسين، مثل الاسماء الجغرافية التي تحتوي الله، إيل، بعل، دير، سانت اوسان ..الخ, ويوجد في لبنان العديد من القرى التي تحوي اسماؤها مقطعا لآلهة كون هذه الأسماء لم تتعرض للتغيير او التحريف كثيراً. ويرى كمال الصليبي ان اسماء آلهة كانت سائدة في جنوب الجزيرة العربية ما زالت ماثلة في اسماء بلدانها الحالية.

و تعكس الاسماء الجغرافية التي اطلقها الرومان المسحة العسكرية اذ نجد ا ن العديد من أسماء البلدان انتهى بكلمات بمعنى: المعسكر، البرج القلعة،.... وعند الاحتلال قد تفقد الشعوب المحتلة استقلالها السياسي وتختفي لغتها الأصلية ، ويحدث اندماج بين الشعب الغالب والشعب المغلوب، ولكن الاسماء الجغرافية تحتفظ بآثار تلك اللغة وان يكن قد يحدث بها بعض التغيير والتحريف.

ولعل الاسماء الجغرافية في سوريا ولبنان وبلاد الشام عموما ولبنان بالذات، خر شاهد على ذلك، فالأسماء الجغرافية تعود في اصولها الى الغات السامية البحتة، كالامورية والكنعانية والفينيقية والآرامية، وجذور هذه اللغات مشتركة، والأسماء العربية فيها قليلة جداً، وذلك لأن العرب عندما دخلوها قدموا بلاداً آهلة بالسكان عامرة بالمدن والقرى، ولكل بقعة جغرافية اسمها.

واذا كان الفاتح قد يحاول تغيير الأسماء الجغرافية لأسباب سياسية او اجتماعية كما فعل الاغريق والرومان عندما قاموا بتغيير العديد من اسماء المدن والاماكن في بلاد الشام ، إلا ان العرب لم يقوموا بذلك، واطلقوا اسماء جديدة على مدن وقرى عمروها هم، ولكن كتابة الاسماء بالحروف العربية قد أثر في هذه الاسماء، فأوجد بعض التغيير او التبديل، وهذا ما حدث بالنسبة للبلاد الاخرى التي فتحها العرب.