أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2022
1571
التاريخ: 13-6-2022
1711
التاريخ: 11-6-2022
992
التاريخ: 12-6-2022
2437
|
السلالات البشرية
دراسة الأجناس البشرية من الميادين التي تشترك بها الجغرافية مع علوم أخرى، ولكن من زوايا مختلفة. ففي الوقت الذي يركز فيه الأنثروبولوجي على الجوانب المتعلقة بالروابط الموجودة لجماعة ما مع الجنس الذي تنتمي إليه، والنتائج السلوكية المترتبة عن هذا الانتماء، ونمط معيشتها، بل و تأثير الجنس على النمط المعيشي، يتركز اهتمام الجغرافي على توزيع مختلف الجماعات على المكان، وشرح أسباب هذا التوزيع على ضوء الهجرات الكبيرة، القديمة منها والحديثة، مثل التجارة بالزنوج (تجارة الرقيق)، واستيطان الأوروبيين في أمريكا، والاستعمار بصفة عامة، فضلا عن بيان أسباب التوزيع الجغرافي ونتائجه وعلاقة المجموعات البشرية ببيئاتها المحلية.
إن كلمة عرق (Race) من المفاهيم المعقدة التي لم يتم الاتفاق التام على معانيها ودلالاتها، إلا أن أغلب الباحثين يستعملون العبارة بدلالتها البايولوجية للإشارة إلى التشابه في بعض الصفات الجسدية، فضلا عن الصفات الخارجية کلون البشرة، وتركيبة الشعر، وطول الأنف وعرضه، ولون العينين ومقدار انحرافهما. وهذه الاختلافات شكلت المعيار الأساس الذي اتخذه علماء الأعراق للفصل بين البشر، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن معظم الناس يمكن تصنيفهم على أساس انتمائهم إلى مجموعة عرقية واحدة، لأن العرق النقي اضمحل بسبب الاختلاط والتزاوج على امتداد المراحل الزمنية(1)، ويستعمل الغرب مصطلح العرق للاستدلال على السلالة، حيث تشير الأخيرة إلى تجميع لعدد من الصفات القياسية والوراثية، وهو تجميع ليس دائمة، بل مؤقت ومرتبط بإقليم جغرافي معين(2). أما الإثنية فتحمل معاني ودلالات اجتماعية خالصة، فالأثنية تشير إلى مجمل الممارسات الثقافية والنظرة التي تمارسها أو تعتنقها جماعة من الناس، وتتميز بها عن الجماعات الأخرى، كما أن أعضاء الجماعات الأخرى ينظرون لهم على هذا الأساس، ومن السمات التي تميز الجماعات الإثنية: اللغة أو التاريخ أو الدين أو السلالة أو أساليب اللباس والزينة والتقاليد الثقافية (3).
وعلى الرغم من أن التقسيم العنصري أو العرقي كثيرا ما يعتمد على الاختلافات الظاهرة، مثل الاختلافات في ملامح الوجه ولون الجلد وشكل العين والأنف وغيرها، لكن هذه الاختلافات لا ترتبط أو تقترن باختلافات مناظرة في الجينات أي المكونات الوراثية، كما أنه لا يوجد رأي علمي متفق عليه يقر بأن هناك اختلافات ثابتة في الذكاء ونمط الشخصية وغيرها بين الجماعات السكانية التي تصنف على أساس تلك الاختلافات الشكلية. وتولي سوسيولوجيا العرق، أو الدراسة الاجتماعية للأعراق اهتمام واسعة بفحص الأسباب والنتائج المترتبة على التقسيم الاجتماعي للجماعات الاجتماعية طبقا لما يسمى بالأعراق(4).
قبل الحديث عن الصفات العامة والتوزع الجغرافي للسلالات البشرية The races of mankind، لابد من القول: إن الرأي الذي يتبناه المسلمون هو أن الإنسان وحيد النشأة، أي أنه كان يتصف بصفات جسمانية متماثلة، حيث خلق الله تعال سیدنا آدم عليه السلام ومنه تفرع البشر وانتشروا في بقاع ومناطق جغرافية مختلفة، فأخذت العوامل الجغرافية تصقل کل جماعة وتفرض عليهم خصائصها، وأخذت كل جماعة تتفاعل مع بيئتها الجغرافية وتطوعها لخدمتها، وتتجنب مخاطرها ومضارها وفق ما تحتويه البيئة من أسباب ووسائل وإمكانيات، فظهر التنوع البشري، كما اختلفت الأنماط الاجتماعية وطرق التفاعل بين أبناء الجماعة الواحدة، فضلا عن اختلاف التكوين البدني بفعل التباين في البيئات الجغرافية. ولا شك أن هذا الاختلاف بين بني البشر في البيئات والتكوينات واللغات والعلاقات وأنماط الحياة الاجتماعية يعد المزايا الإيجابية التي ترتبط بديمومة الحياة واستمراريتها. وقد أكد القرآن الكريم في أكثر من موضع على هذا التباين والاختلاف(*) على الرغم من التفاوت الكبير بين علماء الأجناس في تحديد السلالات، فمنهم من ذهب إلى أنها ست سلالات أو سبع، وآخرون ذهبوا إلى أنها أكثر من عشرين سلالة بشرية، إلا أن أغلب علماء الأجناس قاموا بتقسيم بني البشر إلى ثلاث مجموعات رئيسة وفقا للخصائص الجسمية، علما بأن هناك تقسيمات على أسس دينية وقومية ولغوية متعددة لسنا بصددها الآن، وهذه المجموعات هي:
1- السلالة القوقازية.
2- السلالة المغولية.
3 - السلالة الزنجية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Samuel Van Valkenbury and Carl L. Stotz, (1955), Elements of political geography, Second edition, United States of America, pp. 247.
(2) محمد أحمد بيومي، الأنثروبولوجيا الثقافية، الدار الجامعية، بيروت، 1983، ص256.
(3) أنتوني غدنز، مصدر سابق، ص312.
(4) جوردون مارشال، موسوعة علم الاجتماع، ترجمة محمد الجوهري وآخرون، الطبعة الثانية، المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، 2007، ص588.
(*) قال تعالى {ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألونه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلم إن الله عزيز غفور} - فاطر - الآية - 28.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|