توزيع الجماعات البشرية ونظم حياتها- قبائل الماساي - النظام الاجتماعي لقبائل الماساي |
1375
04:26 مساءً
التاريخ: 12-6-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-03
78
التاريخ: 12-6-2022
1589
التاريخ: 9-11-2021
2044
التاريخ: 12-6-2022
6474
|
النظام الاجتماعي لقبائل الماساي
قبيلة الماساي الإفريقية تسكن المناطق الحدودية المشتركة بين تنزانيا وكينيا. وهي من القبائل البدائية الإفريقية. التي لم تخضع أو تستجب لعروض الإرساليات التبشيرية للديانات الثلاث. أي هي قبائل، حسب تعبير بعضهم، (ملحدة). ويعاون كبير السحرة رأس القبيلة على إدارة أمورها الحياتية الأرضية. يعيش أفرادها على الرعي والصيد. وأحد أبرز عاداتهم شرب دماء الذبيحة المقدمة كقربان للطبيعة الأم. وكدليل على النضج الجسدي لمحارب الماساي، وقوفه منتصبة على ساق واحدة متكئا على رمحة ساعات طويلة بانتظار مرور غنیمته من الحيوانات. أعيادهم ليست ذات طابع طقسي ديني، بل تتمحور حول الزواج بواحدة فقط، وهو أهم الأعياد، حيث تجري احتفالات جميلة راقصة تعبر عن الفرح والحب والسلام(1).
الماساي من أشهر القبائل الرعوية التي تسكن المنطقة المدارية في هضاب شرقي إفريقية. وقد تأثر الماساي سلالية باختلاطهم بالشعوب الحامية التي تنتمي إلى سلالة البحر المتوسط في الشمال، والتي تتميز بالرأس الطويل والتقاطيع المنسجمة والقامة القصيرة والبنية الرقيقة، بل إن الأثر يظهر في الثقافة واللغة. لذلك يمكن أن نطلق عليهم أنصاف حاميين، تميزه لهم عن أولئك الذين لم يتأثروا إلا قليلا بالعناصر الحامية. ولكن هذا الاختلاط بين السلالة الزنجية والشعوب الحامية ليس حديثا، كما أنه ليس في طبيعته بسيطة كما يعتقد، فالأرجح أنه تم على مراحل خلال زمن طويل، وأن ظهور الماساي كان نتيجة الاختلاط عناصر حامية بعناصر نیلية زنجية سبق لها أن اختلطت ببعض الدماء الحامية، لذلك فقد يكون أسلم وصف للماساي هو أنهم نیلیون حاميون، ويمثل الماساي الحقيقيون آخر موجة من ثلاث موجات وافدة يتشابهون من حيث اللغة والعادات، ولقد ساهم الماساي منذ أن وصلوا بطرد من سبقوهم من قبائل الواندوروبو الرعوية من المناطق الغنية إلى جهات أفقر في الغرب والجنوب. وبمرور الزمن اختلط الواندوروبر بعناصر زنجية وقزمية زنجية، وهجروا الرعي إلى القنص. أما اللمبو فقد اختلطوا بعناصر أكثر زنجية، ووجهوا اهتمامهم نحو الزراعة. وحدث صراع بين اللمبوا والماساي في الجزء الأخير من القرن الماضي انتهى بانتصار الماساي.
ويتصف الماساي بأنهم طوال القامة، نحاف، طوال الأيدي والأرجل، صغار الكفوف والأقدام، لون البشرة ما بين البني الفاتح والبني القاتم، لهم رؤوس ضيقة عالية ووجوه ضيقة دقيقة التقاطيع. أما الشفاه فهي أقل سمكا وأقل انفراجا من الشفاه الزنجية، والشعر على وجوه الرجال قليل لكنه يطول على الرؤوس ولايلتوي كثيرة على نفسه كشعر الزنوج، ويعمد الشباب من الرجال إلى تهيئة شعورهم في شكل ضفائر تتدلى على أعناقهم، أما البنات والنساء والكهول من الرجال فيحلقون فروات رؤوسهم، ولا يزيد مجموعهم على 10 آلاف نسمة في أراضي کينيا وتنزانيا، ويعزى نقص عددهم إلى الأوبئة المهلكة.
ومجتمع الماساي مجتمع أبوي يخضع للنظم العشائرية فيما يتصل بالزواج ورعي الحيوانات والملكيات الأخرى. وللعشيرة أهمية عائلية أكثر منها سياسية، كما أن حدود أرضها ليست واضحة. و تتقارب منازل الأفراد متى حلوا، ويخرج الكل، أو على الأقل القسم الأكبر، سوية في رحلاتهم الفصلية بحثا عن الكلأ. و ربما تخطب البنت عندهم للرجل وهي طفلة، أو ربما قبل أن تولد. فالرجل لا يتزوج إلا بعد أن ينهي حياة الجندية في الخامسة والعشرين أو الثلاثين، ويدخل في زمرة كبار السن. ومهر العروس لا يقدم قبل أن يولد الطفل الأول، وهو عبارة عن بعض المواشي والأغنام وكمية من بيرة العسل، والرجل من الماساي مزواج قد يجمع بين أكثر من أربع زوجات في وقت واحد، وتعد الزوجات أمينات على مواشي الرجل. وفي حالة وفاته توزع على أولادة بعده وتكون العائلة كبيرة مكونة من الأب الشيخ وزوجاته وأبنائه المتزوجين وأحفاده .
والماساي لا يعترفون بقيادة سياسية، وهم يدينون بالولاء لزعيم ديني أكبر يدعى ليبون (Laibon)، وعلى الرغم من ضعف هذه الزعامة من الناحية التنفيذية، إلا أنها استطاعت لمدة طويلة أن تحث على وحدة العمل، خاصة الحربي بين الداني والبعيد، بالرغم من الإحساس القوي بالفردية والاستقلال الذي يميز حياة الماساي. ويرجع نفوذ الليبون وتأثيره إلى الإيمان بتنبؤاته ورؤاه، والثقة في سحره وقدرته على الاتصال بإله الماساي الواحد الأحد. ووظيفة الليبون وراثية، أو كانت هكذا حتى عهد قريب، وقد ضعف مرکز هذا الزعيم وانقسم الماساي حول وراثته لهذا المركز منذ أن دخل الرجل الأبيض إلى أرضهم. وقبل أن يفقد الليبون بعض سلطتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سیمون خوري، قبيلة الماساي، 2010، http www.ahewar.org/m.asp.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|