أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2018
2045
التاريخ: 2023-07-06
1090
التاريخ: 17-7-2022
1742
التاريخ: 2023-02-20
1090
|
كما ينتفض الضمير عندما يرتكب الإنسان الجريمة، كذلك ينتفض حينما يقدم على معصية الله، فماذا يجب أن نفعل حيال ذك؟
هنالك ثلاثة مواقف مختلفة تجاه انتفاضة الضمير، هي:
أولا: أن لا يلتفت صاحبه إلى ضميره مهما انتفض ضد الخطأ.
ثانياً : أن يشهّر المذنب بنفسه، وأن يعترف بكل ما اقترف أمام كل بر وفاجر.
ثالثاً: أن يتآكل من الداخل، ويحاكم نفسه.
ترى ما هو الصحيح من هذه المواقف؟
والجواب: إن أول ما يجب علينا فعله إزاء المعصية هو الاعتراف بالخطيئة ولكن بشرط أن يكون الاعتراف صامتاً، فالإشهار ليس مطلوباً ولا محبذاً لأنه يشيع الفاحشة بين الناس، فماذا ينفع الإعلان عن الخطيئة مادام الشخص، لم يفعل شيئاً لتلافيها؟
إن الاعتراف أمام الناس بالذنب قد يسبب ضرراً للمذنب، لأن هناك العديد من ضعاف النفوس الذين يستغلون سقطات الناس للترويج ضدهم وفضحهم، بالإضافة إلى أنه يزيل قبح الخطايا. والاستثناء الوحيد هنا هو الاعتراف أمام من يمكن أن يساعد المذنب على تجاوز الخطيئة وتلافيها فهو قد يكون أمراً جيداً.
مطلوب إذن أن يقول صاحب الخطيئة مع نفسه: لقد أخطأت، لأن أفضل الطرق لتصحيح الخطأ هو الاعتراف به أمام النفس بشجاعة وصراحة، وأن يقرر في داخله أن لا يكرره فيما بعد.
إن الإذعان القلبي لحقيقة الخطأ يدفع إلى تحريك الإرادة الذاتية لمحاولة تصحيحه، واستفزاز الإرادة يعتبر بمثابة الخطوة الأولى في مواجهة الذنب.
فلا التآكل من الداخل أمر نافع، ولا عدم الالتفات إلى الأخطاء، ولا التشهير بالنفس، وإنما الطريق السليم هو اعترافنا أمام أنفسنا وأمام الله بما ارتكبنا من أخطاء ثم نطلب من الله (عز وجل) أن يساعدنا لتجاوز هذه الأخطاء وتلافيها، ومن ثم التصميم على عدم تكرار الخطايا.
فكلنا يندم على ارتكاب الخطيئة، ويعاتب نفسه بسبب تقريع الضمير، لكن لا أحد يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ليصحح موقفه ويغير ما ارتكبه. ولهذا فمن الأفضل هو ترك الذنب قبل ارتكابه، فلو تعلمنا أن نندم على الخطيئة قبل أن نرتكبها فسوف نجنب أنفسنا أمرين.
الأول: الخطيئة وما يترتب عليها.
الثاني: الندم الذي لا يترتب عليه أي شيء.
لقد جاء في الحديث الشريف : «شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره»(١).
إن لحظة من التفكير في عواقب الذنب وقد ارتكب وانتهت لذته قبل ارتكابه، يستطيع أن يبعد عنا آلاماً مادية مبرحة وتقريعاً جارحاً من الضمير.
إذن تعالوا نتعلم كيف نندم على الذنب قبل ارتكابه.. فهذا هو الندم المفيد الذي يدفعنا إلى الصلاح والصراط المستقيم، ويجنبنا الآلام، خاصة وإننا لا يمكن أن نركن إلى وجداننا وضميرنا لأن الضمير، قد يصاب بالانحراف من وقت إلى آخر، حسب النيات والأعمال، فمن يرتكب الذنوب باستمرار، قد تتبدل القيم عنده، فبعد أن كان يرى السرقة مثلاً رذيلة، يراها بعد ممارستها مجرد شطارة..
وعندما كان يرى الوجدان السرقة رذيلة، يكون الحاكم هو العقل الطبيعي، وبعد ممارسة السرقة طويلاً ينسحب العقل، وتحل محله النفس الأمارة بالسوء فيرى الرذيلة مكسباً وفضيلة.
__________________________________
(١) بحار الأنوار، ج ٧١، ص ١٨٩.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|