أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-10-2018
1839
التاريخ: 19-6-2017
2643
التاريخ: 12-3-2022
1887
التاريخ: 7-7-2021
1608
|
البطالة(*)
يرتبط العمل والإنتاج بوجود الإنسان وبقائه(**)، فخلال مراحل التطور الحضاري من مرحلة الجمع والالتقاط والصيد إلى مراحل الزراعة ثم الصناعة والإنسان يبذل جهده لتوفير غذائه وتلبية احتياجاته، ومتطلبات المجتمع الذي يعيش فيه. ومع مرور الزمن وتطور الحضارات تغيرت طبيعة العمل بشكل كبير.
فنمو المعرفة واختراع التقنيات الحديثة وتزايد التخصص وتقسيم العمل، بالإضافة إلى التحولات الاقتصادية والمجتمعية، أدت إلى توسع احتياجات الإنسان وتزايد قدرته على الإنتاج، وبالتالي إحداث تغيرات في حجم الأعمال التي يقوم بها الإنسان ونوعيتها وخصائصها ومقدار الجهد المبذول فيها ونوعه، إذ يقسم الجهد المبذول في العمل إلى جهد عقلي أو بدني يؤدي إلى إنتاج سلع وخدمات(1).
إن آثار البطالة لا تقتصر على البعد الاقتصادي فقط، إذ أن للبطالة ثلاثة أبعاد أساسية، هي: البعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، ثم البعد الفردي أو الشخصي، إذ يمثل العمل الوسيلة الشرعية المتعارف عليها للحصول مستوى معيشة لائق، أما البعد الاجتماعي فيتمثل بكون العمل وسيلة للحصول على المركز الاجتماعي، ومن خلاله يتم اكتساب التفاعل الاجتماعي وتحديد نوع المهنة والنشاط الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية. أما البعد الثالث فيتمثل بكون العمل وسيلة لتحقيق الذات وإظهار الإبداعات والشعور بالمسؤولية ووجود الدور المناسب في المجتمع.
وتقسم القوى البشرية إلى قسمين: فهناك القوى غير العاملة أي خارج قوة العمل، وهناك القوى العاملة الداخلة labor force، أي الداخلة ضمن قوة العمل، والتي تعمل في قطاعات الإنتاج production sector أو قطاع الخدمات service sector، وهي جزء هام من السكان الذين يعملون مقابل أجر أو مرتب يتقاضونه، وعليها تعتمد الدولة اعتماداً حتمياً في تحقيق أهدافها(2). علماً بأن القوى العاملة تقسم إلى: المشتغلين Employed، وقطاع غير المشتغلين .un Employed
إن البطالة Unemployed ظاهرة اقتصادية اجتماعية سياسية، وهي في الوقت نفسه مشكلة اجتماعية ونفسية وأمنية، ظهرت كمشكلة مع تطور الصناعة، إذ لم يكن لها وجود في المجتمعات البدائية التقليدية، وبحسب تعريف منظمة العمل الدولية، فإن العاطل هو: كل من يكون قادراً على العمل وراغباً فيه، و يبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى. ومن الناحية الاقتصادية، فإن البطالة تعد إحدى المؤشرات الهامة لتخلف اقتصاديات البلدان النامية.
ومن الناحية التطبيقية ليس كل من يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة العاطلين، لأن العاطل عن العمل يجب أن يكون عمره يتراوح ما بين 15 و64 عاماً، وأن يتوفر فيه شرطان أساسيان، هما: أن يكون قادراً على العمل وباحثاً عنه في الوقت نفسه، فبعض الأفراد زاهدون في العمل بسبب الثراء وعدم احتياجهم للعمل، وهناك آخرون أصيبوا بالإحباط discouraged فلم يعودوا يبحثون عن عمل، وهناك من يعمل لكنه يبحث عن عمل أفضل، و بالتالي لا يمكن إدراجهم ضمن العاطلين. ومما تقدم يتضح أنه ليس كل من لا يعمل عاطلاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) البطالة لفظ مقابل للعمالة والعامل والعاطل يكونان على طرفي نقيض (ابن منظور، لسان العرب، الجزء الأول، بيروت، 1988، ص227
(**) أكدت الشريعة الإسلامية على العمل والاكتساب من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة:
{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وسيردون إلى عالم الغيب والشهدة فينبئكم بما كنتم تعملون}- التوبة - الآية-105.
{ يأيها الذين امنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} - الجمعة - الآية - 9.
{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه، وإليه النشور} – الملك - الآية - 15.
(1) صادق مهدي السعيد، العمل وتشغيل العمال والسكان والقوى العاملة، مؤسسة الثقافية العالمية، بغداد، 1979، ص11.
(2) مجلة العمل الدولية، قاموس مصطلحات العمل، العدد 58، الأمم المتحدة، 1994، ص216.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|