طرق قياس الفقر

تكمن أهمية قياس الفقر في التعرف على الفقراء ومعرفة أماكن تواجدهم وحجمهم ونسبتهم إلى إجمالي السكان، والتعرف على خصائصهم الديموغرافية ومستوياتهم التعليمية والصحية والسكنية. ويتم ذلك بطريقتين، تقوم الأولى على أساس الملاحظة المجردة لواقع السكن والغذاء والخدمات، وهي طريقة تفتقد للدقة والموضوعية. أما الطريقة الثانية، فتتم من خلال أسلوب خط الفقر، وهو مصطلح يستعمل لوصف الدخل السنوي لشخص أو العائلة لمعرفة مدى قدرتها على تأمين المتطلبات الأساسية اللازمة للحياة. وخط الفقر يقاس بالإنتاج القومي للشخص داخل الدولة وبشكل عالمي، بقصد معرفة كيفية توزيع الدخل القومي. واستنادا إلى هذا الأسلوب، تم تقسيم المجتمع إلى قسمين، هما: الفقراء وغير الفقراء بالاعتماد على خط الفقر. وخط الفقر المتعارف عليه عالمية حوالي دولار أمريكي واحد في اليوم للفرد، ومع ذلك فإن العديد من الدول تضع خطوط فقر خاصة بها وفقا لظروفها الخاصة. فمثلا عام 2009 كان خط الفقر في الولايات المتحدة هو11 دولار، وفي البلدان الأوربية اتخذ خط الفقر به دولار، ورفع هذا الخط إلى 1.25 دولار بحسب البنك الدولي العام 2008 عند مستويات القوة الشرائية لعام 2005. ومنه يتم تقدير مؤشرات الفقر كنسبة الفقراء وشدة فقرهم وحجم الفجوة بينهم وبين خط الفقر. أما الدول النامية فقد حددت خطوط فقر خاصة بها تقوم على أساس الفقر الغذائي.

وبحسب البنك الدولي فإن الدول المنخفضة الدخل، أي الفقيرة، هي التي ينخفض فيها دخل السنوي للفرد عن 600 دولار، وقد بلغ عددها 45 دولة أغلبها في قارة أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا. وعند استعمال مقاييس أخرى فإن دائرة الفقر تتسع لتشمل دولا أكثر., وهناك نوعان من خطوط الفقر هما: خط الفقر المدقع، وهو مستوى الدخل أو الأنفاق اللازم للأسرة أو الفرد لتأمين الحاجات الغذائية الأساسية، أو هو المستوى الأدنى الذي يؤمن له السعرات الحرارية اللازمة لممارسة أعماله اليومية.

وهناك خط الفقر النسبي والمطلق، إذ يشير الأخير إلى معيار مطلق معين للاحتياجات الدنيا، في حين يشير خط الفقر النسبي إلى الذين يقل دخلهم عن قيمة محددة في سلم الدخل، وتعتبر هذه القيمة المحددة هي خط الفقر ويختلف تحديد هذه القيمة بحسب الدول، فبعضها يعدها الوسيط بين الدخول وبعضها الآخر يعد الشخص فقيرة فقرة نسبية إذا كان ينتمي إلى واحدة من أدنى فئات الدخل، مثلا أفقر نسبة (10% من السكان). أما الفقر المتناهي فيحدث عندما لا تتمكن الأسرة من تلبية 80٪ من الاحتياجات الدنيا من السعرات الحرارية المحددة من قبل منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية(1). وخط الفقر النسبي يتغير مع المتغيرات الاقتصادية، على العكس من خط الفقر المطلق الذي يمتاز بقيمته الثابتة في الزمان والمكان. وهناك نوعان من أساليب قياس خط الفقر هما: الطريقة المباشرة عن طريق استعمال بيانات الأنفاق الاستهلاكي لتقدير خط الفقر، أما النوع الثاني فيقوم على أساس معرفة بيانات الدخل كمتغير بديل البيانات الأنفاق الاستهلاكي، وهي الطريقة غير المباشرة.

___________

(1) عبد الله عطوي، السكان والتنمية البشرية، مصدر سابق، ص135.