المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



في معركة صفّين  
  
4418   04:56 مساءً   التاريخ: 7-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص92-97
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2017 2478
التاريخ: 5-6-2022 1882
التاريخ: 5-03-2015 3092
التاريخ: 6-4-2016 3590

احتشد الجيشان في صفيّن ، وبذل الإمام علي ( عليه السّلام ) العديد من المساعي لتفادي وقوع الحرب مع معاوية ، إلّا أنّها لم تفلح ، ممّا اضطرّ الإمام عليّا ( عليه السّلام ) لخوض غمار حرب استمرت عدة أشهر ، وراح خلالها - ضحية لسلطوية معاوية - الآلاف من المسلمين والمؤمنين .

وكان للإمام الحسن ( عليه السّلام ) دور بارز في حرب صفّين ، فقد نقل المؤرّخون : أنّ الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) عندما نظّم صفوف جيشه جعل الميمنة بقيادة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وأخيه الإمام الحسين ( عليه السّلام ) وعبد اللّه بن جعفر ومسلم بن عقيل[1] ، وفي هذه الأثناء أراد معاوية أن يجسّ نبض الإمام الحسن ( عليه السّلام ) فبعث اليه عبيد اللّه بن عمر يمنّيه بالخلافة ويخدعه حتى يترك أباه ( عليه السّلام ) فانطلق عبيد اللّه ، فقال له : لي إليك حاجة .

فقال له ( عليه السّلام ) : نعم ، ما تريد ؟

فقال له عبيد اللّه : « إنّ أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا ، وقد شنؤوه فهل لك أن تخلفه ونولّيك هذا الأمر ؟ »[2].

فأجابه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بكلّ حزم : « كلا واللّه لا يكون ذلك »[3] ، ثم أردف قائلا : « لكأنّي أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك ، أما إنّ الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلقا بالخلوق[4] وترى نساء أهل الشام موقفك ، وسيصرعك اللّه ويبطحك لوجهك قتيلا »[5].

ورجع عبيد اللّه إلى معاوية وهو خائب حسير قد أخفق في مهمته ، وأخبره بحديث الإمام ( عليه السّلام ) فقال معاوية : « إنّه ابن أبيه »[6].

وخرج عبيد اللّه في ذلك اليوم إلى ساحة الحرب يقاتل مع معاوية ، فلقي حتفه سريعا على يد رجل من قبيلة همدان ، واجتاز الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في ساحة المعركة ، فرأى رجلا قد توسّد رجلا قتيلا وقد ركز رمحه في عينه وربط فرسه في رجله ، فقال الإمام ( عليه السّلام ) لمن حوله : انظروا من هذا ؟ فأخبروه أن الرجل من همدان وأنّ القتيل عبيد اللّه بن عمر[7].

ومن الواضح أنّ هذا الحادث من كرامات الإمام الحسن ( عليه السّلام ) حيث أخبر عن مصير عبيد اللّه قبل وقوعه ، وأنبأه بنهايته الذليلة ، وقد تحقّق ذلك بهذه السرعة .

9 - إملكوا عنّي هذا الغلام :

لم تكن المواجهة في صفّين على وتيرة واحدة ، فكانت تارة على شكل مناوشات بين الفريقين ، وتارة أخرى كانت بصورة التحام كامل بين الجيشين ، وأول مواجهة حيث اتّخذت شكل الالتحام العام رأى الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ابنه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) يستعدّ ليحمل على صفوف أهل الشام ، فقال لمن حوله : « إملكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني[8] فإنّني أنفس[9] بهذين الغلامين - يعني الحسن والحسين - لئلّا ينقطع بهما نسل رسول اللّه »[10].

10 - الإمام الحسن ( عليه السّلام ) والتحكيم :

بعد أن مضت عدّة أشهر على المواجهة بين جيش الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وجيش معاوية ، وبعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بالجانبين ، أو شك جيش الحقّ بقيادة أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) على تحقيق النصر ووضع حدّ لهذا النزف الذي أوجده معاوية في جسم الامّة الإسلامية ، إلّا أنّ عمرو بن العاص أنقذ جيش معاوية من الهزيمة المؤكدة ، عندما دعا هذا الجيش إلى رفع المصاحف على الرماح والمطالبة بتحكيم القرآن بين الجانبين .

واضطرّ الإمام عليّ ( عليه السّلام ) لقبول التحكيم بعد أن مارس جمع من المقاتلة ضغوطا كبيرة عليه ، فقد انطلت عليهم خدعة ابن العاص بسبب جهلهم ، كما وظّف المنافقون والانتهازيون القضية لتدعيم ضغوط الجهلة على الإمام المظلوم ( عليه السّلام ) .

وبعد أن انخدع أبو موسى الأشعري - ممثّل العراقيّين - بحيلة عمرو بن العاص - ممثّل الشاميين - في قضيّة التحكيم ؛ التفت الذين فرضوا التحكيم على الإمام ( عليه السّلام ) إلى الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه ، فتوجّهوا إلى الإمام علي ( عليه السّلام ) يطلبون منه أن ينقض تعهداته التي أمضاها استجابة لضغوطهم ، وأن يستأنف الحرب مع معاوية ، وفوق ذلك كلّه اعتبروا أنّ الإمام ( عليه السّلام ) أخطأ بقبوله التحكيم ، فرفعوا شعار « لا حكم إلّا للّه » ، الأمر الذي بات ينذر باضطراب آخر وفاجعة جديدة في أوساط جيش الإمام عليّ ( عليه السّلام ) .

ومن هنا رأى الإمام ( عليه السّلام ) ضرورة الحيلولة دون وقوع الفاجعة ، وذلك بأن يدعو شخصا يتمتّع بثقة الجميع واحترامهم ليلقي فيهم خطابا يتضمّن إبطالا لحكم أبي موسى الأشعري بالدليل والبرهان ، ويبيّن لهم مشروعية القبول بأصل التحكيم ، فاختار الإمام ( عليه السّلام ) ابنه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) فقال له : قم يا بنيّ ، فقل في هذين الرجلين عبد اللّه بن قيس ( يعني : أبو موسى الأشعري ) وعمرو بن العاص ، فقام الإمام الحسن ( عليه السّلام ) فاعتلى أعواد المنبر ، وهو يقول :

« أيّها الناس ! قد أكثرتم في هذين الرجلين ، وإنّما بعثا ليحكما بالكتاب على الهوى ، فحكما بالهوى على الكتاب ، ومن كان هكذا لم يسمّ حكما ولكنّه محكوم عليه ، وقد أخطأ عبد اللّه ابن قيس إذ جعلها لعبد اللّه بن عمر فأخطأ في ثلاث خصال : واحدة أنّه خالف أباه إذ لم يرضه لها ولا جعله من أهل الشورى ، وأخرى أنّه لم يستأمره في نفسه[11] ، وثالثها أنّه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار الذين يعقدون الإمارة ويحكمون بها على الناس .

وأمّا الحكومة فقد حكّم النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) سعد بن معاذ في بني قريضة فحكم بما يرضى اللّه به ، ولا شك لو خالف لم يرضه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) »[12].

لقد عرض الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في خطابه الرائع أهم النقاط الحسّاسة التي هي محور النزاع ومصدر الفتنة ، فأبان ( عليه السّلام ) أنّ المختار للتحكيم إنّما يتبع قوله ، ويكون رأيه فيصلا للخصومة فيما إذا حكم بالحقّ ، ولم يخضع للنزعات والأهواء الفاسدة ، وأبو موسى لم يكن في تحكيمه خاضعا للحقّ ، وإنّما اتّبع هواه فرشّح عبد اللّه بن عمر للخلافة ، مع أنّ أباه كان لا يراه أهلا لها ، مضافا إلى أنّ الشرط الأساسي في الانتخاب اجتماع المهاجرين والأنصار على اختياره ولم يحصل ذلك له ، كما أعرب ( عليه السّلام ) في خطابه عن مشروعية التحكيم بالأمر الذي أنكرته الخوارج ، مستدلا عليه بتحكيم النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) لسعد بن معاذ في بني قريضة .

 

[1] مناقب ابن شهرآشوب : 3 / 168 .

[2] حياة الإمام الحسن : 1 / 492 .

[3] المصدر السابق : 1 / 492 - 493 .

[4] الخلوق : الطيب .

[5] المصدر السابق : 1 / 492 - 493 .

[6] المصدر السابق : 1 / 492 - 493 .

[7] المصدر السابق : 1 / 492 - 493 .

[8] يهدّني : أي يهلكني .

[9] أنفس : أبخل .

[10] حياة الإمام الحسن : 1 / 497 .

[11] وفي رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 144 « أنه لم يستأمر الرجل في نفسه ولا علم ما عنده من رد أو قبول » .

[12] حياة الإمام الحسن : 1 / 530 - 532 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.