أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2018
978
التاريخ: 9-08-2015
847
التاريخ: 9-08-2015
933
التاريخ: 11-08-2015
1595
|
الصِّراط في اللغة : الطريق ، أو السبيل الواضح ، وهو لغة في ( السِّراط ) بالسين ، والصاد أعلى لمكان المُضارعة(1) ، وإن كانت السين هي الأصل ، والصاد لغة قريش التي جاء بها الكتاب ، وعامة العرب تجعلها سيناً ، قال تعالى : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } [الفاتحة: 6] أي ثبّتنا على المنهاج الواضح(2).
والصراط
من منازل المعاد ، ويراد به الجسر الذي يُنصَب على جهنّم ، ويُكلّف جميع الخلق المرور
عليه ، ويكون أدقّ من الشعرة ، وأحدّ من السيف ، فأهل الجنة يمرون عليه لا يلحقهم
خوف ولا غمّ ، والكفار يمرون عليه عقوبةً لهم وزيادة في خوفهم ، فإذا بلغ كلّ
واحدٍ إلى مستقره من النار سقط من ذلك الصراط(3).
وتتفاوت
سرعة العابرين على الصراط بحسب ما قدّموا من أعمال في الدنيا ، فالمؤمنون يعبرونه
كالبرق الخاطف ، والكافرون يتعثّرون من أول قدم ، ويتهافتون إلى النار ، قال
الإمام الصادق عليه السلام : «الناس يمرون على الصراط طبقات ، والصراط أدق من
الشعرة ، وأحدّ من السيف ، فمنهم من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل عدو الفرس
، ومنهم من يمر حبواً ، ومنهم من يمرّ مشياً ، ومنهم من يمرّ متعلقاً ، قد تأخذ
النار منه شيئاً وتترك شيئاً»(4).
وقيل
: الصراط في الآخرة هو نموذج يُعبّر عن صراط الدنيا ، فمن استقام في هذا العالم
على الصراط المستقيم ، خفّ على صراط الآخرة ونجا ، ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا
، وأثقل ظهره بالأوزار وعصى ، تعثّر في أول قدمٍ من الصراط وتردّى(5).
قال
الإمام الصادق عليه السلام في بيان معنى الصراط : « هو الطريق إلى معرفة الله عزَّ
وجلَّ ، وهما صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة ، وأمّا الصراط الذي في الدنيا
فهو الإمام المفترض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه ، مرّ على الصراط
الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا ، زلّت قدمه عن الصراط في
الآخرة ، فتردّى في نار جهنم »(6).
ويدلّ
عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا كان يوم القيامة ، ونُصب الصراط
على شفير جهنّم ، لم يجز إلا من معه كتاب علي بن أبي طالب »(7).
وطريق
الأئمة عليهم السلام هو منهاجهم الواضح المعبّر عن الاستقامة والاعتدال في محبّتهم
، والتمسك بالحدّ الوسط الذي يقع بين الأفراط والتفريط ، أو الغلو والتقصير ، وهو الحبّ
الذي أُمرنا به ، وعلينا أن ندين به ونلقى الله عليه.
قال
الإمام الحسن العسكري عليه السلام : « الصراط المستقيم هو صراطان : صراط في
الدنيا، وصراط في الآخرة ، فأمّا الصراط المستقيم في الدنيا ، فهو ما قصر عن
الغلوّ ، وارتفع عن التقصير ، واستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل ، أما الصراط
الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنة ، الذي هو مستقيم لا يعدلون عن الجنة إلى النار
، ولا إلى غير النار سوى الجنة »(8).
عقبات الصراط :
الصراط
من المنازل المروّعة ، لما فيه من العقبات التي لا بدّ للعبد من المرور عليها ،
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « واعلموا ان مجازكم على الصراط ، ومزالق
دَحْضِهِ ، وأهاويل زللهِ ، وتارات أهواله »(9).
قال
الشيخ الصدوق : وعلى الصراط عقبات تسمّى بأسماء الأوامر والنواهي كالصلاة ،
والزكاة، والرحم، والأمانة ، والولاية ، فمن قصّر في شيءٍ منها حُبِس عند تلك
العقبة ، وطُولب بحقّ الله فيها ، فإن خرج منها بعملٍ صالح قدّمه أو رحمةٍ تداركته
، نجا منها إلى عقبة اُخرى ، فلا يزال كذلك حتى إذا سلم منها جميعاً انتهى إلى دار
البقاء ، فيحيا حياة لا موت فيها أبداً ، ويسعد سعادة لا شقاوة معها أبداً ، وإن
لم يسلم زلّت قدمه عن العقبة فتردّى في نار جهنّم(10).
وقال
الشيخ المفيد : العقبات : عبارة عن الأعمال الواجبة والمُساءلة عنها ، والمواقفة
عليها ، وليس المراد بها جبال في الأرض تُقطَع ، وإنما هي الأعمال شُبّهت بالعقبات
، وجعل الوصف لما يلحق الانسان في تخلّصه من تقصيره في طاعة الله كالعقبة التي
يجهد صعودها وقطعها ، قال الله تعالى : {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: 11 - 13] فسمّى سبحانه
الأعمال التي كلّفها العبد عقبات ، تشبيهاً لها بالعقبات والجبال ، لما يلحق
الانسان في أدائها من المشاقّ ، كما يلحقه في صعود العقبات وقطعها.
قال
أمير المؤمنين عليه السلام : « إن أمامكم عقبة كؤوداً ومنازل مهولة ، لا بدّ لكم
من الممر بها ، والوقوف عليها ، فإمّا برحمةٍ من الله نجوتم ، وإمّا بهلكةٍ ليس
بعدها انجبار » أراد عليه السلام بالعقبة تخلّص الإنسان من التبعات التي عليه (11).
____________
(1) أي مضارعة الطاء.
(2) لسان العرب ـ سرط ـ 7
: 313 ـ 314.
(3) كشف المراد /
العلاّمة الحلي : 453.
(4) الأمالي / الصدوق : 242/257
، تفسير القمي 1 : 29.
(5) إحياء علوم الدين /
الغزالي 5 : 363.
(6) معاني الأخبار /
الصدوق : 32/1.
(7) الصواعق المحرقة /
ابن حجر : 149 ، مناقب علي بن أبي طالب / ابن المغازلي : 242/289 ، فرائد السمطين
/ الجويني 1 : 289/228 ، الأمالي/ الطوسي : 290/564.
(8) معاني الأخبار / الصدوق :
33/4.
(9) نهج البلاغة / صبحي
الصالح : 111 ـ الخطبة (83).
(10) الاعتقادات / الصدوق
: 71 ـ 72.
(11) تصحيح الاعتقاد / المفيد :
112 ـ 113.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|