المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الاتجاهات العامة في تحديد طبيعة القرض العام
20-5-2022
مقابلة مع العالم الفلكي « ترين تيان »
23-11-2014
Genetic Disease
12-5-2016
لقاء لله تعالى.
2024-03-18
دور القاضي في تكييف دعوى ضمان مطابقة المبيع
2023-03-11
application (n.)
2023-05-25


 الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وحصار عثمان  
  
1936   04:58 مساءً   التاريخ: 5-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص71-75
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

نقل بعض المؤرّخين : أنّه حينما حاصر الثائرون عثمان ؛ بعث الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بولديه الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) للدفاع عنه ، بل قالوا : إنّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) قد جرح وخضّب بالدماء على باب عثمان من جرّاء رمي الناس عثمان بالسهام ، ثم تسوّر الثائرون الدار على عثمان وقتلوه ، وجاء الإمام علي ( عليه السّلام ) كالواله الحزين ، فلطم الحسن وضرب صدر الحسين ( عليه السّلام ) وشتم آخرين ، منكرا عليهم أن يقتل عثمان وهم على الباب[1].

وقد استبعد مؤرّخون آخرون ذلك ؛ استنادا إلى أنّ سيرة عثمان تبعد كلّ البعد عمّا نسب إلى عليّ وولديه ( عليهم السّلام ) ، كما ويبعد منهم أن يتّخذوا موقفا يخالف موقف البقية الصالحة من الصحابة ، وينفصلوا عنهم . ويضيف هؤلاء المؤرّخون بخصوص دفاع الحسن عن عثمان ، ولو فرض صحة ذلك ، فإنّه لم يكن إلّا لتبرير موقفه وموقف أبيه من الاشتراك في دمه ، وأن لا يتّهمه المغرضون بشيء[2].

ويشكّ السيّد الشريف المرتضى في إرسال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ولديه للدفاع عن عثمان ، إذ يقول : « فإنّما أنفذهما - إن كان أنفذهما - ليمنعا من انتهاك حريمه وتعمّد قتله ، ومنع حرمه ونسائه من الطعام والشراب ، ولم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع »[3].

وأما العلّامة الحسني ( رحمه اللّه ) فيقول : « من المستبعد أن يزجّ بريحانتي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في تلك المعركة للدفاع عن الظالمين ، وهو الذي وهب نفسه وكلّ حياته للحقّ والعدالة وإنصاف المظلومين »[4].

في حين يرى باحث آخر : « أنّ الخليفة كان مستحقّا للقتل بسوء فعله ، كما أنّ قتلته أو الراضين بقتله هم جمهرة الصحابة الأخيار ، ولا يعقل أن يقف الحسنان في وجه هؤلاء وصدهم »[5].

وهنا نقدّم جملة من الملاحظات :

أ - إنّ ما ذكره هؤلاء من أنّ الصحابة الأخيار كانوا هم قتلة عثمان أو أنّهم الراضون بقتله فهذا صحيح ، ولكن ممّا لا شك فيه هو أنّه كان من بينهم أيضا من ثأر على عثمان ، من أمثال : عائشة والزبير وطلحة وغيرهم ، لا لأجل الانتصار للحقّ وإنّما من أجل المكاسب الدنيوية ، كما أثبتت ذلك مواقفهم من حكومة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) بعد أن بايعوه عقيب مقتل عثمان .

ب - وأمّا ما ذكر من أنّ عليّا قد ضرب الحسن ( عليه السّلام ) ودفع صدر الحسين فهذا ما لا اتّفاق عليه ؛ لأنّ عليّا ( عليه السّلام ) قد كرّر وأكّد أنّ قتل عثمان لم يسره ولم يسؤه[6] ، كما أنّه لم يكن ليتّهم الحسنين ( عليهما السّلام ) بالتواني في تنفيذ الأوامر التي يصدرها إليهما ، وهما من الذين نصّ اللّه سبحانه وتعالى على تطهيرهم ، وأكّد النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) على عظيم فضلهم وباسق مجدهم وعلى محبته العظيمة لهم .

ج - وأمّا بالنسبة للدفاع عن عثمان فإنّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وإن كان لا يرى خلافة عثمان شرعية من الأساس ، وكان على اطّلاع تامّ بالنسبة لجميع المخالفات والانتهاكات التي كانت تصدر عن الهيئة الحاكمة باستمرار إلّا أنّه ( عليه السّلام ) لم يكن يرى أنّ علاج الأمر بهذا الأسلوب الانفعالي هو الطريقة المثلى والفضلى ، وقد نقل عنه ( عليه السّلام ) قوله عن عثمان : « إنّه استأثر فأساء الإثرة ، وجزعوا فأساءوا الجزع »[7].

وما ذلك إلّا لأنّ هذا الأسلوب بالذات وقتل عثمان في تلك الظروف وعلى النحو الذي كان لم يكن يخدم قضية الإسلام ، بل كان من شأنه أن يلحق بها ضررا فادحا وجسيما ، إذ أنّه سوف يعطي الفرصة لأولئك المتربّصين من أصحاب المطامع والأهواء لاستغلال جهل الناس ورفع شعار الأخذ بثارات عثمان .

وإذا كان عليّ ( عليه السّلام ) لا يرغب في قتل عثمان بالصورة التي حدثت ؛ فإنّه لم يكن يريد أن يكون الدفاع والذبّ عن عثمان موجبا لفهم خاطىء لحقيقة رأيه في عثمان وفي مخالفته ، فكان يذكر تلك المخالفات تصريحا تارة وتلويحا أخرى ، كما أنّه كان يجيب سائليه عن أمر عثمان بأجوبة صريحة أحيانا ومبهمة أخرى ، أو على الأقل بنحو لا تسمح بالتشبّث بها واستغلالها من قبل المغرضين والمستغلين[8].

ولم يكن الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ليسكت عن تلك المخالفات الشنيعة التي كانت تصدر عن عثمان وأعوانه ، بل كان ( عليه السّلام ) وباستمرار يجهر بالحقيقة مرّة بعد أخرى ، وقد حاول إسداء النصيحة لعثمان في العديد من المناسبات حتى ضاق عثمان به ذرعا ، فأمره أن يخرج إلى أرض ينبع[9].

كما أنّ عثمان واجه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وبصريح القول بأنّه لا يرغب بنصائح أبيه ، وذلك لأنه « كان عليّ كلما اشتكى الناس إليه أمر عثمان ؛ أرسل ابنه الحسن ( عليه السّلام ) إليه ، فلمّا أكثر عليه قال : إنّ أباك يرى أنّ أحدا لا يعلم ما يعلم ؟ ونحن أعلم بما نفعل ، فكفّ عنّا ! فلم يبعث علي ( عليه السّلام ) ابنه في شيء بعد ذلك . . . »[10].

وهكذا يتّضح أنّ نصرة الحسنين ( عليهما السّلام ) لعثمان بأمر من أبيهما الإمام علي ( عليه السّلام ) وقد كانت منسجمة كلّ الانسجام مع خطّهم ( عليهم السّلام ) الذي هو خطّ الإسلام الصافي والصحيح ، وهو يدخل في عداد تضحياتهما الجسام - وما أكثرها - في سبيل هذا الدين ! كما أنّه دليل واضح على بعد النظر والدقّة والعمق .

 

 

[1] راجع الصواعق المحرقة : 115 - 116 ، ومروج الذهب : 2 / 344 - 345 ، والإمامة والسياسة : 1 / 44 و 42 و 43 ، وأنساب الأشراف : 5 / 69 و 70 و 74 و 93 و 95 ، والبدء والتاريخ : 5 / 206 ، وتاريخ مختصر الدول 105 .

[2] راجع : حياة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) للقرشي : 1 / 115 - 116 .

[3] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3 / 8 .

[4] سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 428 .

[5] صلح الإمام الحسن لآل ياسين : 50 - 51 .

[6] الغدير : 9 / 69 - 77 عن مصادر كثيرة .

[7] نهج البلاغة : 1 / 72 بشرح عبده ، الخطبة رقم 29 .

[8] راجع هذه الأجوبة في كتاب الغدير : 9 / 70 .

[9] نهج البلاغة بشرح عبده : 2 / 261 ، والغدير : 9 / 60 .

[10] نهج البلاغة بشرح عبده : 2 / 261 ، والغدير : 9 / 60 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.