علاقة الجغرافية الاجتماعية بالعلوم الأخرى - الجغرافية الاجتماعية وعلم الاجتماع |
3346
04:51 مساءً
التاريخ: 30-5-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2017
4875
التاريخ: 14-6-2022
2357
التاريخ: 29-5-2016
2134
التاريخ: 22-10-2016
2168
|
الجغرافية الاجتماعية وعلم الاجتماع
إن المنهج الحديث والمعاصر في الجغرافية يركز على دراسة مختلف الظواهر الطبيعية والبشرية وبحثها، بأبعادها المكانية والاجتماعية والاقتصادية والسلوكية، دون الخروج من المحتوى الجغرافي الذي يركز على بديهيات جغرافية مهمة؛ كالتباين والتوزيع والعلاقات المكانية. وبذلك أصبح سطح الأرض بما عليه من ظواهر مسرحاً هاماً لعلم الجغرافية. والشخصية الجغرافية تنبع من دراستها لعدد كبير من الملامح والعلاقات المتفردة للمكان (Unique). والدراسات الاجتماعية وتحليل عواملها وأسبابها من المواضيع الحديثة التي تناولها علم الجغرافية بحثا وتحليلاً وتوزيعاً. وعلى الرغم من الاختلاف الكبير في إعطاء تعريف محدد لعلم الاجتماع، إلا أنه يمكن القول إن الهيكل العام لهذا العلم، أو المساحة التي يتحرك فيها، هي دراسة الإنسان والمجتمع دراسة تعتمد على المنهج العلمي(1).
على الرغم من العلاقة المتبادلة بين الجغرافية وعلم الاجتماع من حيث المواضيع والمصطلحات، الا أن الفروق بينهما تأتي من خلال مفهوم الجغرافية التي تتعامل مع المكان باعتباره مسرحاً للتفاعل بين مكونات البيئة المختلفة بما فيها الإنسان، بينما يتركز اهتمام علم الاجتماع على التفاعل الاجتماعي باعتباره محور الدراسة الاجتماعية، ومن هنا ظهر فرع الجغرافية الاجتماعية التي تتعدد أهداف الدراسة فيها لتشمل توزيع الأنظمة الاجتماعية ومعرفة تباينها المكاني فضلاً . عن تحليل العلاقة بين الظواهر الاجتماعية والعوامل البيئية.
ويشير جونز واليس إلى هذه العلاقة بقوله إن الصلة الاكاديمية الواضحة إنما هي بين الجغرافية وعلم الاجتماع، وأن النظرية الجغرافية الاجتماعية ماهي إلا اجتماعية في أصلها واشتقاقها. ويشير أيضاً إلى أن دراسة المجموعات أو الطبقات الاجتماعية تشكل المصادر الاجتماعية للجغرافية الاجتماعية. اما الهيكل البنائي للجغرافية الاجتماعية فيقوم على دراسة ثلاث مواضيع أساسية هي(2):
1- التركيب البنيوي للمجموعة أو الطبقة.
2- التصنيف الطبقي للمجموعة.
3- الجماعات في المجتمع بصورة عامة.
وإذا كان علم السكان من الميادين الهامة في الجغرافية، فإنه في الوقت نفسه مجال هام للبحث في علم الاجتماع للاعتبارات الآتية(3):
أولا: أن موضوع دراسة علم الاجتماع هو المجتمع من حيث بناؤه وتغيره، وحيث أن السكان يشكلون العنصر الأساس في المجتمع فإنهم بالتالي يدخلون في دائرة اهتمام علم الاجتماع.
ثانياً: يعتمد علماء الاجتماع عند تحليلهم للظواهر الاجتماعية على المعطيات الديموغرافية والمتغيرات السكانية، ويستفيدون منها على المستويات المتباينة وخاصة الأسرة والمدينة، وجماعات الأقليات، والطبقات الاجتماعية، والتدرج
الاجتماعي، والنسق السياسي، والنظام القيمي، والمكانة الاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك من الموضوعات التي تقع في بؤرة اهتمام علم الاجتماع.
ثالثاً: أن تحليل العلاقة بين الظواهر السكانية والظواهر الاجتماعية ودراستها يثري علم الاجتماع، ويساعده في الوصول إلى قدر عال من التعميم وتجريد المعطيات والوقائع.
أما الفرق بين الجغرافيا الاجتماعية وعلم البيئة الاجتماعية، فيعود إلى أن الجغرافيا تركز على تأثير البيئة على الإنسان. فالجغرافي يتعامل مع التفاعل المكاني لمكونات البيئة بما فيها الإنسان، بينما يتعامل علماء الاجتماع مع الظاهرة الاجتماعية المجردة. بعبارة أخرى: تركز الجغرافيا على التفاعل المكاني، بينما يهتم علم الاجتماع بالتفاعل في الحياة (في المجتمع)، وبتركيز الجغرافيا على دراسة الأقاليم بدلاً عن المجتمعات بحد ذاتها فانما يسلط الضوء على العوامل الاجتماعية ضمن مجموعة العوامل الأخرى الأكبر التي يتأثر بها مجتمع الدراسة، والتي تعطي الإقليم شخصيته وسماته المميزة. والجغرافيا الاجتماعية لها هدف أكبر من توزيع الأنظمة الاجتماعية على الخرائط؛ إنها تحلل الكيفية التي تختلف فيها الأنظمة الاجتماعية عن بعضها بعضاً في أنحاء مختلفة من العالم، وعلاقة ذلك بعدد كبير من العوامل الأخرى(4)، وبما أن الجغرافية هي علم المكان الذي يزودنا بتفسير منطقي ومعقول لتوزيع الظاهرات بمختلف أنواعها في حيز المكان فالشخصية الجغرافية تنبع من دراستها لعدد كبير من الملامح والعلاقات المتفردة للمكان (Unique)(5). ومن هنا تأتي أهمية دراسة الأبعاد المكانية لأي ظاهرة على سطح الأرض، ومنها الظاهرة الاجتماعية بأبعادها المختلفة التي ستخلق اختلافات وتباينات مختلفة، تشكل مادة خصبة للدراسات الجغرافية، باعتبار أن علم الجغرافية هو علم التوزيعات كما يحلو لبعضهم تسميته، إذ التوزيع من المفاهيم الجغرافية الهامة، والتي لا يمكن للجغرافي أن يتخطاها، لما لها من أثر بالغ في تحديد مفهوم الجغرافية كعلم اتسعت آفاقه المعرفية ليتناول خصائص ومؤشرات وظواهر مختلفة، كانت حتى الأمس القريب حكراً على علوم معينة، ولم يكن لأحد إمكانية الولوج إلى معالمها والخوض في غمارها.(6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الباسط عبد المعطي، اتجاهات نظرية في علم الاجتماع، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1981، ص15.
(2) وليد عبد الله المنيس، التخطيط الحضري والإقليم مطبوعات جامعة الكويت، 1985، ص 97 – 98.
(3) مصطفى خلف عبد الجواد، دراسات في علم اجتماع السكان، دار المسيرة، الاردن 2009، ص8.
(4) مضر خليل العمر و محمد أحمد عقلة المومني، جغرافية المشكلات الاجتماعية، دار الكندي للنشر والتوزيع، اربد، 2000، ص13-21.
(5) هارتشورن، طبيعة الجغرافيا، ترجمة د. شاكر خصباك، ج2، الطبعة الثانية، مطابع جامعة الموصل 1985 ج 2، ص 339.
(6) حسين عليوي ناصر الزيادي، التوزيع الجغرافي وتغيره في الجمهورية اليمنية للمدة 2004-1994 (دراسة في جغرافية السكان باستعمال GIS)، المجلة الجغرافية العراقية، 2011.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|