المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



نظرة سريعة عن حياة الباقر "عليه السّلام"  
  
1920   05:53 مساءً   التاريخ: 26-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص320-323
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2016 2658
التاريخ: 16-8-2016 2848
التاريخ: 15-8-2016 3937
التاريخ: 15-04-2015 3765

الاسم: محمد عليه السلام

اللّقب: الباقر

الكنية: أبو جعفر

اسم الأب: علي بن الحسين

اسم الأمّ: فاطمة بنت الحسن

الولادة: 1 رجب 57 هـ

الشهادة: 7 ذو الحجة 114 هـ

مدّة الإمامة: 19 سنة

مكان الدفن: المدينة المنورة/البقيع

 

من الولادة حتـّى تولّي الإمامة

امتاز الإمام الباقر عليه السلام بأنّه ابن فاطميّين فأبوه عليّ بن الحسين عليه السلام ، وأمّه فاطمة بنت الحسن عليه السلام . عاش مع جدِّه الحسين الشهيد حوالي أربع سنين، شهد فاجعة كربلاء، وعايش كلّ مراحلها، وعاين المواقف البطوليّة لأبيه عليه السلام ، ولعمّته السيّدة زينب عليها السلام ، ثمَّ عاش مع أبيه 35 عاماً، ينهل من علومه، حتّى أصبح مرجعيّةً علميّةً، يعترف بها الجميع، حتّى من هم ليسوا من شيعته، والذين كانوا يرجعون إليه طيلة 19 عاماً وهي مدّة إمامته.

الإمام وعلاقته بالـسـّلطة

امتازت المرحلة الأولى من حياة الإمام عليه السلام، والتي كانت في ظلّ أبيه زين العابدين عليه السلام ، بشدّة ظلم بني أميّة للناس.

بدأت ولاية الإمام الباقر عليه السلام ، وإمامته الفعليّة، في عهد الوليد بن عبد الملك، الّذي أعقبه في الحكم عمر بن عبد العزيز، الّذي اتّسمت مواقفه ببعض الإنصاف تجاه أهل البيت عليهم السلام، فمنع سبّ الإمام عليّ‏ عليه السلام من على المنابر، وكان بنو أميّة قد اتّخذوها سنّةً بأمر معاوية. ثمَّ جاء من بعده يزيد بن عبد الملك الّذي انصرف إلى حياة التَّرف، واللهو، والمجون.

كانت علاقة الإمام عليه السلام بالخلفاء، علاقة رصدٍ وتوجيهٍ وإرشادٍ، كما كانت علاقة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام بخلفاء عصره. وكثُرَتْ الرسائل المتبادلة بين الإمام عليه السلام وعمر بن عبد العزيز حيث ضمّنها توجيهاتٍ سياسيّةً وإرشاداتٍ هامّةً.

وهكذا نجده يقدّم النصح لعبد الملك بن مروان، الّذي استشاره في مسألة نقود الروم المتداولة بين المسلمين، والتي كانوا يضغطون من خلالها على الخلافة، ورواية ذلك أنّ مشاحنةً وقعت بين عبد الملك وملك الروم، فهدّده ملك الروم بأنّه سوف يضرب على الدنانير عباراتٍ يسبّ فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إذا هو لم يرضخ لأمره، ويلبّي طلباته. ضاق عبد الملك بهذا الأمر ذرعاً، ولم يدرِ ما يفعل، فأشار الإمام‏ عليه السلام عليه بأن يضرب نقوداً إسلاميّةً ما أدّى إلى تخليص المسلمين من التبعيّة للروم، وأضحى لهم نقدهم الخاصّ.

 

الدور العلميّ للإمام الباقر عليه السلام

إذا أردنا أن نتعرّف إلى الدور العلميّ للإمام عليه السلام ، فعلينا أن نرجع إلى لقبه الّذي اشتهر به (الباقر)، والذي سمّاه به رسول الله. فقد روى الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله الأنصاريّ: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يوشَكُ أَنْ تَبْقى حَتَّى تَلْقى وَلَداً لي مِنَ الحسين عليه السلام ، يُقالُ لَه:ُ "مُحَمَّدٌ" يَبْقَرُ الْعِلْمَ بَقْرَاً (يشقّه شقّاً)، فَإِذا لَقيتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنّي السَّلام"[1]. فلمّا كَبُرت سنّ جابر، وخاف الموت، جعل يقول: يا باقر يا باقر أين أنت؟ حتّى رآه فوقع عليه يقبّل يديه ورجليه، ويقول: بأبي وأميّ شبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنّ أباك يُقرِئك السلام.

الدور الرساليّ للإمام عليه السلام

لقد سعى كلّ واحد من أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وبالقدر الّذي تسمح به الظروف المحيطة بهم، لحفظ الإسلام، ونشر تعاليم الدين الإسلاميّ، وبيان الحقائق للناس، وهذا ما سار عليه الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، وتمثّل ذلك بالخطوات التالية:

1- الإصلاح الفكريّ والعقائديّ: لقد قام الإمام عليه السلام ، بالردّ على الاتّجاهات الفكريّة المنحرفة كافّة، الّتي انتشرت في زمانه كالغلاة والزنادقة ما ساهم في هداية بعضهم، كما أنشأ حلقات للحوار مع الأديان الأخرى، والمخالفين من علماء المسلمين كالحسن البصريّ.

2- تأسيس مدرسة أهل البيت عليهم السلام: لقد تمكّن الإمام أن يُظهِرَ وبوضوح لدى الناس كافّة - حتّى من لا يعتقد بإمامته - المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهم السلام ، فكانت له مدرسةٌ فقهيّةٌ، تخرّج منها آلاف العلماء من مختلف المذاهب وأبرز الرّواة من الشيعة، زرارة بن أعين ومحمّد بن مسلم الثقفيّ وجابر بن يزيد الجُعفيّ وغيرهم.

3- العمل السياسيّ: سلك الإمام عليه السلام طريقاً غير مباشرٍ في معارضة النِّظام السياسيّ الحاكم، وذلك من خلال تربية الناس على معرفة دورهم ووظيفتهم في ظلّ الظروف القائمة، فاعتمد سياسة الحثّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتمثَّل ذلك في نشر المفاهيم السياسيّة الصحيحة كالنهي عن معاونة الظالمين، وفضح الانحراف عن الخطّ الإسلاميّ في ممارسات السلطة.

ولم يكن للإمام عليه السلام موقفٌ معلنٌ من الثورات المسلّحة الّتي قامت بوجه السلطة، لتقديره عدم نجاح تلك الثورات في تغيير الواقع القائم.

 

شهادة الإمام الباقر عليه السلام

بتولِّي هشام بن عبد الملك الحكم عاد الإرهاب والضغط إلى الواجهة، وأدّت سياسة الملاحقة والتنكيل إلى انتفاضة الشهيد زيد بن عليّ السجّاد عليه السلام الّذي استشهد هو وأصحابه وأُحرقت جثّته... كما قام هشام بملاحقة تلامذة الإمام عليه السلام ‏. ولكنّ هذه الإجراءات التعسّفيّة، لم تمنع تنامي الصحوة الإسلاميّة، والوعي الدّيني لدى النّاس، الأمر الّذي زاد من مخاوف هشام بن عبد الملك، فأمر بدسّ السمّ للإمام عليه السلام ، فتوفيّ سلام الله عليه صابراً محتسباً مجاهداً وشهيداً.

 

[1]  العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج 46، ص 222.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.