أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2020
6756
التاريخ: 28-7-2016
5737
التاريخ: 31-3-2022
3796
التاريخ: 1-5-2020
3721
|
الفصل الرابع عشر
الرقابة الستراتيجية
Strategic control
اهداف الفصل
بعد قراءة الفصل ستتمكن من الاحاطة بالجوانب الاتية :
1- التحديد الواضح لمفهوم الرقابة الستراتيجية.
2- التمييز بين الرقابة الستراتيجية وبين بعض المفاهيم ذات الصلة بها كالرقابة الادارية او الرقابة التشغيلية والجهة المسؤولة عن اي منها.
3- التعرف على مرحلتي الرقابة الستراتيجية (القياس والتقويم).
4- التعرف على اساليب الرقابة الستراتيجية وادواتها المهمة.
5- التمييز بين الرقابة الستراتيجية وبين التدقيق الستراتيجي.
مفهوم الرقابة الستراتيجية
تمثل الرقابة الستراتيجية المرحلة الأخيرة من مراحل عملية الادارة الستراتيجية اذ تهدف هذه المرحلة الى التأكد من توافق العمليات السابقة للادارة الستراتيجية مع بعضها البعض وبالشكل الذي يضفي على المنظمة صفة النجاح (الكفاءة والفاعلية). وتشير ادبيات ادارة الاعمال الى وجود العديد من المفاهيم المهمة في عملية الرقابة بإطارها العام (الرقابة التنظيمية) كالرقابة الستراتيجية والرقابة الادارية والرقابة التشغيلية وعلاقة اي منها بمستويات الادارة الستراتيجية وصولاً الى تحديد الجهة المسؤولة عن القيام بعملية الرقابة على وفق اي من انواعها السابقة الذكر. وبقدر تعلق الامر بعملية الرقابة الستراتيجية فأنها تتعلق بجميع المستويات التنظيمية (المنظمة، الاقسام، الوظائف، والافراد). وهي تجري على وفق مرحلتين هما مرحلة القياس ومرحلة التقييم. ففي الوقت الذي تهتم فيه عملية القياس بتحديد المعايير المناسبة لقياس اداء المنظمة او وحدات اعمالها الستراتيجية ومن ثم المباشرة بعملية القياس، يلاحظ ان مرحلة التقييم الستراتيجي تأخذ على عاتقها مقارنة الاداء الفعلي مع المعايير الموضوعة. فاذا ما كان الاداء الفعلي متوافقاً مع المعايير فإن المنظمة تسير في الاتجاه الصحيح. اما اذا لم يكن هناك تطابق بين الاداء الفعلي والمعايير الموضوعة فان عملية التقييم تمتد الى اتخاذ الاجراءات التصحيحية الملائمة.
وبذات الوقت يُثار موضوح ذو علاقة بعملية الرقابة الستراتيجية الا وهو موضوع التدقيق الستراتيجي الذي يمثل عملية مراجعة وتدقيق لجميع مراحل عملية الادارة الستراتيجية دون استثناء مؤشراً بذلك شمول هذا المفهوم واختلافه عن مفهوم الرقابة الستراتيجية.
وتشير عملية الرقابة الستراتيجية الى عملية المقارنة بين الستراتيجية المخططة ونتائج الستراتيجية المطبقة فعلاً من حيث ادراك المديرين لما يتعين الرقابة عليه ، ومعرفة الاهداف ومن ثم استخلاص الاحكام (Schendel and Hofer,1979) . والرقابة الستراتيجية من جانب المديرين انما هي نظام مصمم اساساً لخدمتهم في تقييم الجوانب ذات الصلة بالستراتيجية التنظيمية من حيث مساهمتها في تحقيق الاهداف وتقديم الدعم للميادين التي تحتاج الى المعالجة في حالة وجود انحرافات (Harrison and John ,1998) . وعليه فان عملية الرقابة الستراتيجية انما هي عملية التأكد من ان الستراتيجية الموضوعة موضع التنفيذ في المنظمة قد ساهمت في بلوغ رسالة المنظمة واهدافها الستراتيجية (السعد والغالبي، 1999). وقصد بها (جواد، 2000) اداة لقياس وتقييم فاعلية وكفاءة الستراتيجية التي وقع عليها الاختيار وعلى النحو الذي يُمكّن من بلوغ الاهداف التنظيمية وتحقيق رسالة المنظمة. والرقابة الستراتيجية بهذه الكيفية انما هي وظيفة متممة لعملية التخطيط الستراتيجي تساعد في اجراء تقييم ورقابة لمسيرة المنظمة باتجاه الاهداف الواضحة والمحددة.
ووصفها (Wheelen and Hunger ,2004) بأنها عملية التأكد من ان المنظمة قد حققت ما خططت له عبر مقارنة الأداء مع النتائج المرغوبة وحصول الاداء على التغذية العكسية الخاصة بتقييم النتائج وتحديد الافعال التصحيحية ازائها. واشار لها (Wright et al.,1996) بالعملية الهادفة الى التأكد من قدرة المنظمة على تحقيق اهدافها الممكنة التحقيق وبالشكل الذي يطور من استراتيجية المنظمة (التغذية العكسية). ووصف (Hill and Jones,2009) الرقابة الاستراتيجية بعملية تحديد الهدف الرسمي، ونظم القياس، والتغذية العكسية التي تمكن المديرين الاستراتيجيين من تقييم انجاز المنظمة وفيما اذا كانت قد نفذت استراتيجيتها بنجاح.
ومما سبق يمكن القول بان عملية الرقابة الستراتيجية هي عملية ذات جانبين هما القياس (تحديد ما يتعين قياسه، وتحديد معايير القياس، وقياس الاداء) والتقييم الستراتيجي (مقارنة الاداء الفعلي مع المعيار، واتخاذ الاجراء التصحيحي). وهذه العملية تتأتى ثمارها في بلوغ المنظمة حالة النجاح (الكفاءة والفاعلية) ، الشكل (14-1).
وتجدر الاشارة الى اهمية التفريق في هذه المرحلة بين الرقابة التنظيمية، والرقابة الستراتيجية، والرقابة المالية. فالرقابة التنظيمية هي مفهوم شامل يتضمن كل من الرقابة الستراتيجية والرقابة المالية (Hitt et al., 2004) ، والرقابة المالية تركز على النتائج المالية قصيرة الامد، في حين ان الرقابة الستراتيجية تركز على محتوى التصرف الستراتيجي بدلاً من نتائجه داعين في ذلك الى ضرورة الموازنة بين هذين النوعين من جانب القائد الستراتيجي.
وميّز (الدوري، 2005) بين ثلاثة انواع من الرقابة هي الرقابة الستراتيجية والرقابة الادارية والرقابة التشغيلية. فالرقابة الستراتيجية من وجهة نظره تتعلق باستراتيجية المنظمة، في حين تتعلق الرقابة الادارية باستراتيجية وحدات الاعمال الستراتيجية اما الرقابة التشغيلية فتختص بالستراتيجيات الوظيفية.
كما وميز (جواد، 2000) بين الرقابة الادارية والرقابة التشغيلية على النحو الاتي :
1- تبرز الرقابة الادارية ضمن سياسات واجراءات نظام الرقابة الستراتيجية ، بينما تبرز الرقابة التشغيلية ضمن سياسات واجراءات كل من الرقابة الستراتيجية والرقابة الادارية.
2- تتميز الرقابة الادارية بكونها اكثر تعقيداً من الرقابة التشغيلية لعدم احتوائها على مواصفات عملية محددة لقياس الاداء الفعلي.
3- يميل نظام الرقابة التشغيلية الى كونه نظام هيكلي، اذ ان تطبيق القوانين يتم بشكل آلي، بينما يميل نظام الرقابة الادارية الى كونه نظام سايكولوجي تميل فيه عملية اتخاذ القرار الى ان تكون ذاتية.
الشكل (14-1)
عملية الرقابة الستراتيجية
4- تتصف معلومات نظام الرقابة التشغيلية بكونها مسهبة ودقيقة وذات صلة بالوقت الراهن، اما معلومات نظام الرقابة الادارية فانها معلومات تقديرية وذات صلة بالماضي او المستقبل.
5- تسهم الادارة العليا بالرقابة الادارية بشكل واضح حين يكون اسهامها محدوداً في الرقابة التشغيلية.
6- تستعمل الرقابة التشغيلية الحاسوب في عملية اتخاذ القرار، في حين تعتمد الرقابة الادارية على الجهد البشري بشكل كبير.
7- تنبع الرقابة التشغيلية من العلوم الصرفة فهي حالة علمية، اما الرقابة الادارية فانها ترتبط بالعلوم الاجتماعية والانسانية وهي بذلك حالة فنية يتداخل العلم فيها قليلاً.
8- يمتد الافق الزمني للرقابة التشغيلية الى افق زمني يومي قصير، في حين يمتد الافق الزمني للرقابة الادارية الى اسابيع او شهور او حتى سنين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|