أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-24
2137
التاريخ: 8-1-2021
1741
التاريخ: 22-12-2021
3540
التاريخ: 18-1-2022
1534
|
نظريات الاستراتيجية :
رغم أن الاستراتيجية بدأت تأخذ مكانتها كنظريات وأسس تطبيقية على أساس علمى منذ أوائل القرن العشرين، إلا أن مضمونها لا يعد حديثا، فقد مهد لهذه النظريات كثيرون من بينهم المؤرخ والطبيب والعسكري والجغرافي، وفي مقدمتهم اليونانيون الذين يرجع إليهم كلمة «إستراتيجية» كما ذكرنا.
ومن الذين مهدوا لهذه الأمور بطريق غير مباشر «منتسيكيو» (١٦٨٩- ١٧٧٥) الذى خصص الجزء الأكبر من كتابه «روح القوانين» لدراسة أثر الجغرافيا على التغير السياسي والسلوك الإنساني.
ومن هؤلاء «هنريك فون ترتيسك» الذى نادى بتوسيع رقعة الدولة عن طريق الفتح العسكري، وهو أول من استخدم اصطلاح «المجال الحيوي». و أيضا «فريدريك لست» الذى شجع على التوسع في الصناعة والتجارة الألمانية، ولتدعيم الاقتصاد الألماني رأى أن ألمانيا يجب أن تمتد من بحر البلطيق شمالا إلى البحر الأسود شرقا والأدرياتيك جنوبا.
ثم جاء «راتزل» ليؤكد على مفهوم أن الدولة كالكائن الحى، وأنها تحتاج إلى النمو ولو كان ذلك عن طريق القوة باعتقاده أن المجال الإقليمي المساحي الذى تشغله الدولة له أثره في قوتها وفي قدرتها على الاستمرار عمرا طويلا والانتشار في مساحة أكبر، وبالتالي تستطيع أن تضم المناطق الهامة سياسيا كالسهول وأودية الأنهار والسواحل والأقاليم الغنية بالموارد الطبيعية. كما كان يرى أن الأرض تتسع لدولة عظمى واحدة فقط، وربط ذلك بالمناطق القارية التي كانت تتمتع بالقوة السياسية .
ثم جاء رودلف كلن (١٨٦٤- ١٩٢٢) السويدي الذى كان أول من استخدم لفظ «جيوبولتيك» ليؤكد مفهوم أن الدولة كالكائن الحى، وتعتمد في حياتها على شعبها وحضارتها وحكومتها واقتصادها، وأن أهم عنصر فيها هو عنصر القوة التي تعد في نظره أفضل من القانون، كما توقع انتقال سيادة الدولة البحرية إلى الدول القارية التي سيصبح لها التحكم في البحار مستقبلا.
أما «هوسهوفر» الألماني (١٨٦٩- ١٩٤٦) الذى روج للجيوبولتيك وخطا بها خطوات كبيرة إلى الأمام بفضل تشجيع الألمان له وفي مقدمتهم هتلر لما في ذلك من تحقيق لآمالهم وطموحاتهم، فقد كان مؤيدا لفكرة أن الدولة كائن حي وتحتاج إلى المجال الحيوي لتتنفس فيه ثم تمتد لتصبح دولة عظمى، وقد كانت هذه الفكرة تشجع على التوسع الإقليمي للسيطرة على أجزاء كبيرة من العالم.
وكان «هوسهوفر» يرى أن قوام القوة العسكرية التي تعتمد عليها الدولة في توسعها يتوقف على القوات البرية والبحرية والجوية، فالقوات البرية هي التي يتوقف عليها مصير القتال لأنهم هم الذين يستولون على المجال الأرضي، أما القوات البحرية فهي ضرورية لنجاح العمليات الحربية الواسعة، ثم يأتي دور القوات الجوية التي تعد مكملة للقوات البرية والبحرية، ولم تكن القوات النووية قد برزت إلى الوجود بشكل فعال وقتها وهي التي غيرت الاستراتيجية بشكل عام في السنوات الأخيرة.
كما كان «هوسهوفر» يرى أن الدول الموجودة في قلب الأرض يجب أن تتكتل في شكل دولة واحدة قوية تشرف على هذا الجزء من العالم، وأن ألمانيا هي التي يمكن أن تكون هذه الدولة ولم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل شيئا بالنسبة لهوسهوفر وقتها، ولذلك لم تنل منه اهتماما يذكر.
وفي ضوء هذه الأفكار والتطلعات التي تعطى لألمانيا الأمل في تحقيق طموحاتها نراها تسير في طريق التوسع الإقليمي إلى الأمام، فتقترح تقسيم العالم إلى ثلاثة أقسام وهي: العالم الجديد الذى يضم الأمريكتين، وأوربا وأفريقيا، والذى يضم أوربا وأفريقيا وجنوب غرب آسيا، ثم آسيا وأستراليا. وهذا التقسيم يؤدى إلى التكامل في الموارد والشعوب في كل قسم من هذه الأقسام باعتبار أن كل قسم منها يمتد من الشمال إلى الجنوب، وبالتالي يتنوع فيه المناخ والمظاهر التضاريسية والتركيب البرى مما يساعد على إيجاد نوع من التكامل والتوازن بين كل قسم من هذه الأقسام، وفي كل قسم من هذه الأقسام يمكن قيام دولة قوية، فالولايات المتحدة تسيطر على العالم الجديد، وألمانيا على أوربا وأفريقيا، واليابان تسيطر على آسيا وأستراليا. ولكن تحقيق مثل هذه الأفكار لا يمكن أن يتم دون خوض الحروب التي تساعد على تحقيق ذلك. وخوض الحروب يتطلب وضع الاستراتيجيات اللازمة للوصول إلى هذه الأهداف، ومن هنا برزت النظريات المتتالية سواء على مستوى القوات البرية أو البحرية أو الجوية أو النووية التي فرضت نفسها مؤخرا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|