أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2021
1407
التاريخ: 29-12-2021
2160
التاريخ: 11-1-2022
1956
التاريخ: 22-1-2022
1261
|
مشكلة سبته ومليلية:
لقد كان لموقع المغرب المتميز أثره فى ظهور المطامع الاستعمارية التى سعت إلى السيطرة على مداخل البحار والمحيطات. فالمغرب يطل على مضيق جبل طارق، كما كان معبرا للاستعمار الأوربي نحو أفريقيا. وقد انفردت المغرب بميزة خاصة بين المستعمرات، فقد قسمت بين أكثر من قوة استعمارية، فمدينة طنجة بحكم تحكمها فى مدخل مضيق جبل طارق خضعت للإدارة الدولية، كما أن فرنسا لم تستطع تمهيد طريقها إلى المغرب إلا بعد أن وقعت اتفاقيات مع كل من إيطاليا وإنجلترا وأسبانيا التى أدى تدخلها إلى تدويل المسألة المغربية. كما قامت بريطانيا أثناء مفاوضاتها مع فرنسا بتوقيع اتفاق ودى فى عام ١٩٠٤ تم بموجبه إبعاد فرنسا عن الشمال المغربي المتحكم فى مضيق جبل طارق وذلك بإعطائه لإسبانيا.
وقد كانت مدينة «سبته» ذات أهمية كبيرة مثل طنجة، فقد كانت القاعدة التى انطلق منها المسلمون عبر المضيق إلى إسبانيا وذلك بحكم موقعها الجغرافي الممتاز وقربها من شواطئ إسبانيا.
وكذلك كانت أهمية مدينة مليلية التى لعبت دورا هاما فى اقتصاد المغرب. ومن هنا جاءت أهمية كل من سبته ومليلية للمغرب بخلاف مناطقه الأخرى. ولم يجد المغرب صعوبة فى استرجاع مناطقه المستعمرة كما وجد فى محاولاته المستمرة لاسترجاع سيطرته على سبته ومليلية لتمسك إسبانيا بهما.
ففي عام ١٥٥ استعاد المغرب مدن «الصويرة»، وفى عام ١٥٤١ استعاد «أغادير»، وفى عام ١٥٤٩ استعاد «أسفى وأزمور وأصيلة" فى عام ١٥٥٠. كما استطاع بعد حصوله على الاستقلال فى عام ١٩٥٦ تحرير المناطق التى كانت خاضعة لإسبانيا مثل «طرفاية» فى عام ١٩٥٨، وافنى فى عام ١٩٦٩، والصحراء الغربية فى عام ١٩٧٥ . ولذلك تعد قضية استرجاع سبتة ومليلية غاية فى الأهمية للمغرب الذى يسعى لاسترجاعهما من إسبانيا التى احتلت سبتة فى عام ١٤١٥، ومليلية فى عام ١٤٩٧.
و مدينة سبتة تعد مدينة ساحلية تبعد عن إسبانيا بنحو ٢ ٢ كم، وتمتد من الشرق إلى الغرب بنحو كيلومترين، ومن الشمال إلى الجنوب بنحو ١,٥ كم، وتضم نحو ٧٥ ألف نسمة، ويبلغ السكان المغاربة نحو40، حصل بعضهم على الجنسية الإسبانية، ويسكن معظمهم فى الأحياء الشعبية ويعملون بالأعمال الشاقة، وتعتمد المدينة فى توفير حاجتها من المياه الصالحة للشرب على الينابيع المغربية. أما مدينة مليلية فتقع شمال شرق المغرب على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها نحو ٢ ١ كم وتعانى هذه المدينة أيضا من نقص المياه الصالحة للشرب، ولذلك تحصل عليها من الينابيع المغربية، وتضم نحو ثلاثين ألف نسمة من السكان المغاربة يشكلون نحو نصف سكانها .
ولم يتوقف المغرب عن مطالبته بالمدينتين، وبصفة خاصة بعد استقلاله، فقد طلب المغرب رسميا فى عام ١٩٦٠ عودة مناطقه لمحتلة، ولكن إسبانيا ترفض ذلك بحجة أن لها حق الملكية للمدينتين لطول مدة الاحتلال، ولأن معظم سكانهما من الإسبان، وأنهما غير مسجلتين ضمن الأراضي غير المستقلة التى سجلتها الأمم المتحدة عام ١٩٤٧ ، كما تستند على حيازتها المستمرة غير المتقطعة بهما (حق التقادم المكتسب) . ولكن المغرب ترى أن احتلال إسبانيا للمدينتين هو احتلال استعماري، وأن المغرب لم تتوقف عن المطالبة بهما، كما أن إسبانيا هى التى قامت بطرد السكان الأصليين من المغاربة واستبدلتهم بالإسبانيين، وهؤلاء لا يمكن اعتبارهم سكانا أصليين تبعا للفصل ٧٣ من ميثاق الأمم المتحدة.
وقد عرض المغرب هذه المشكلة رسميا على الأمم المتحدة فى يناير عام ١٩٧٥، على أساس طرح مشكلة سبتة ومليلية باعتبارهما من الأراضي التى يجب تصفية الاستعمار فيهما، الأمر الذى رفضته إسبانيا ولكن مجلس الأمن طلب منكل من إسبانيا والمغرب تطبيق البند ٨٣ من ميثاق الأمم المتحدة الذى يقضى بتسوية الخلافات الثنائية عن طريق الحوار بينهما.
وفى عام ١٩٨٥ ظهرت فى سبتة ومليلية مشكلتان، وهما: محاولة السكان الإسبانيين الحصول على الحكم الذاتي وتسيير الحكم فى المدينتين وعلى ألا يكون للمغاربة أى حقوق فى تسيير المدينتين، والمشكلة الثانية تتمثل فى القانون المنظم للأجانب الذى أصدرته إسبانيا والذى يلزم الأجانب فى إسبانيا بالحصول على إذن إقامة يجدد كل خمس سنوات وذلك للتخلص منهم عند الحاجة. والمشكلة هنا فى أن الإسبانيين يعتبرون المغاربة أجانب يتوجب عليهم الحصول على إذن بالعمل، والمغاربة يرفضون ذلك باعتبارهم السكان الأصليين، وبالتالي فهم لا يحصلون على تصاريح للعمل كأجانب، كما أن إسبانيا لا تعترف بهم كمواطنين أصليين من حقهم الحصول على جوازات سفر تثبت هويتهم. ولا تمانع إسبانيا فى حصول المغاربة على الجنسية الإسبانية للتمتع بحق المواطنة والتملك المحرومين منه حاليا، لكن السكان المغاربة يرفضون ذلك.
ولكن المغرب يحاول أن يجد حلا لهذه المشكلة بالطرق الودية، فهو يسعى للحفاظ على العلاقة الطيبة مع إسبانيا للإبقاء على حسن الجوار والمصالح المشتركة، وكذلك تفعل إسبانيا التى تحرص على عدم تصعيد الموقف مع المغرب كما يبدو من مساعدتها للمغرب فى تنازلها عن الصحراء الغربية التى كانت تحت سيطرتها، كما تعلم إسبانيا أن المدينتين تعتمدان على المياه من المغرب، وكذلك الأيدي العاملة والسوق، كما تعتمد إسبانيا اعتمادا أساسيا على الثروة السمكية فى المغرب حيث تعمل سفن الصيد الإسبانية فى المياه الإقليمية المغربية, لكل هذا بقيت مشكلة سبتة ومليلية خامدة وخصوصا أن المدينتين ليس لهما مردود اقتصادي هام سواء بالنسبة للمغرب أو إسبانيا.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|