أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016
3206
التاريخ: 2023-03-01
926
التاريخ: 20-10-2020
2179
التاريخ: 13-12-2021
4816
|
- بعض مشكلات الحدود السياسية فى آسيا- مشكلة لواء الإسكندرونة:
تعد المنطقة المعروفة بلواء الإسكندرونة الواقعة بين سوريا وتركيا محل نزاع كامن بين الطرفين، فهي تختفى تحت السطح لاعتبارات عديدة لا تسمح بإثارتها من قبل سوريا فى الوقت الحاضر، ولكنها فى نفس الوقت تعد مشكلة قابلة للانفجار فى أى وقت تبعا لسير الأحداث بين الدولتين وللظروف المحيطة بكل منهما. ويرجع النزاع على هذه المنطقة إلى القرار الذى أعلنه قائد الحملة الفرنسية على الشام فى عام1920 بتقسيم منطقة الانتداب الفرنسي فى الشام إلى أربع وحدات وهى: لبنان الكبير، ودولة حلب (وتشمل الإسكندرونة)، وأراضي اللاذقية ثم دمشق. وبعدها بفترة توحدت ألوية حلب ودمشق واللاذقية فى دولة واحدة هى سوريا، وبذلك تعد منطقة الإسكندرونة باعتبارها جزءا من حلب ضمن دولة سوريا.
وقد أصبحت منطقة الإسكندرونة مثار قلق لسوريا حيث كان يسكنها خليط من العرب والأتراك والأكراد، ولذلك فإن تركيا كانت ترى أن ضمها لسوريا يعد ضربة موجهة لها. وعندما تم التوقيع على المعاهدة الفرنسية السورية عام ١٩٣٦ كان من بين نصوصها التأكيد على وحدة سوريا السياسية التى تضم الإسكندرونة، فأعلنت تركيا اعتراضها على هذه المعاهدة وأعلنت العداء الصريح والرفض لأن تكون الإسكندرونة جزءا من سوريا.
وقد استمر التوتر قائما إلى أن تم عرض القضية على عصبة الأمم التى أوصت بمنحها حكما ذاتيا، وعلى أن تقوم سوريا بعلاقاتها الخارجية. وقد استمرت توصية عصبة الأمم إلى أن عقدت معاهدة بين تركيا وفرنسا فى ٢٣ يونية عام ١٩٣٩ تنازلت بمقتضاها فرنسا عن لواء الإسكندرونة حسب حدوده من قبل عصبة الأمم ليكون تابعا لتركيا، وذلك بعد أن ظهرت بوادر قيام الحرب العالمية الثانية، والتي كانت فرنسا تسعى لتأييد تركيا وانغماسها فى الحرب، ولذلك فإن فرنسا كانت ترى أن تنازلها عن الإسكندرونة يعد مكافأة لتركيا لكسبها إلى جانب الحلفاء. ولكن سوريا لم تعترف بهذه المعاهدة، وتعد الإسكندرونة جزءا من سوريا حتى لآن.
وعندما كانت الإسكندرونة تابعة للدولة العثمانية كان هناك تعايش بين القوميات المختلفة فى المنطقة من العرب والأتراك والأكراد، ولكن عقب قيام دولتين (سوريا وتركيا) ولكل منهما قومية ولغة مختلفة بدأ الصراع على الإقليم وخاصة أن سوريا ترى أن التصرف الفرنسي فى تسليم الإسكندرونة لتركيا يعد خطأ كبيرا لحدوثه بعد قرار عصبة الأمم، ولعدم القيام باستفتاء بين أهلها.
ولكن سوريا رغم اعتراضها وعدم اعترافها بضم الإسكندرونة لتركيا فإنها لا تثير هذه القضية فى الوقت الحاضر، نظرا للتحديات التى تواجهها من قبل إسرائيل، والدور الإقليمي لسوريا، والبناء الداخلي. ولكن هذه القضية رغم أنها تعد خامدة وغير مثارة فى الوقت الحاضر، إلا أنها يمكن إثارتها فى ضوء المتغيرات الدولية والإقليمية، وخاصة أن تركيا تستخدم قضية مياه نهرى دجلة والفرات كعوامل ضغط للتأثير على سوريا وللمساومة مستقبلا إذا ما أثيرت هذه القضية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|