المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



في الافعال وان العبد فاعل بالاختيار  
  
705   09:17 صباحاً   التاريخ: 6-08-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 103
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /

[اولا]:

ﺃﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻓﻐﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻗﺴﺎﻣﻪ ﻓﻤﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺻﻔﺔ ﻟﻪ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻲ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ.

ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﺣﺴﻦ ﺃﻭ ﻗﺒﻴﺢ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻨﻪ ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ، ﻭﻳﺮﺳﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻣﺪﺡ ﻭﻻ ﺫﻡ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺑﺘﺮﻛﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺬﻡ ﺑﺘﺮﻛﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺃﻭ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ، ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ.

[ثانيا]: ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻞ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ:

ﺍﺗﻔﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻞ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺎﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ. ﺛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﺮﻉ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺊ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘﺼﻮﺩﻧﺎ ﻭﺩﻭﺍﻋﻴﻨﺎ ﻭﻣﻨﺘﻔﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺻﻮﺍﺭﻓﻨﺎ، ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻳﺰﺟﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻳﻌﺪﻩ ﻭﻳﻠﻮﻣﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻓﺎﻋﻼ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ.

(ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ) ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺎﺻﻞ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﻣﺎﻩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺂﺟﺮﺓ ﻳﺬﻡ ﺍﻟﺮﺍﻣﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺟﺮﺓ، ﺑﻞ ﻟﻠﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻳﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﺁﺫﺍﻩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺍﻟﻨﺨﻠﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺁﺫﺍﻩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ: ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺸﺤﻮﻧﺎﻥ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺫﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﻣﺪﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ.

ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻭﺍﻗﻌﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻘﺪﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﺃﺻﻼ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺟﺮﻯ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺧﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﻦ، ﻭﺳﻤﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻜﻨﺔ ﻛﺴﺒﺎ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺒﺪ. ﺣﺠﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺃﻭﻟﻴﺲ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻼ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺟﺢ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﺃﻭ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺟﺢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ. ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﻴﻦ، ﻓﻴﻔﺘﻘﺮ ﺭﺟﺤﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺟﺢ ﺁﺧﺮ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻓﻴﺎ، ﻭﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ. ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎﻑ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﺸﺊ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻭﺗﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻗﺼﺪ ﻛﻠﻲ، ﻷﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻼ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻷﺣﺪﻫﻤﺎ ﺇﺫﻥ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺩ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﺪ ﺟﺰﺋﻲ، ﻭﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﺷﻌﻮﺭ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﻛﺤﺮﻛﺎﺕ ﺃﺟﻔﺎﻧﻪ ﻭﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻲ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍ ﺃﻣﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺒﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻷﻧﻪ ﺇﺧﻼﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ، ﺃﻭ ﻳﻘﻌﺎ ﻣﻌﺎ ﻭﻫﻮ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ، ﺃﻭ ﻳﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺩﻩ، ﻓﻠﻴﺲ ﻭﻗﻮﻉ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺑﻄﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺟﺢ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻫﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺗﺘﺒﻊ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻓﻴﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻪ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ﺃﻭ ﻳﻘﻈﺘﻪ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻋﺮ ﺑﻬﺎ. ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺑﺸﻌﻮﺭﻩ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻼ ﻣﻨﺎ ﻓﻴﻪ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ، ﻓﻴﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺗﻴﻦ ﺑﻞ ﺗﺘﻔﺎﻭﺗﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ، ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻘﻮﻱ. ﺃﻭ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻫﻴﺄﻩ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻮﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻴﺴﺘﺤﻖ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﺟﺒﺎﺭﻩ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻣﻊ ﺗﺤﻘﻘﻬﻤﺎ.

ﻗﻠﺖ: ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻓﻠﻢ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺄﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﻬﻮ ﺍﺳﻢ ﺑﻼ ﻣﺴﻤﻰ، ﻷﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﻋﻞ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﻮ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ﻓﻴﻪ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.