أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2021
1988
التاريخ: 5-1-2022
1458
التاريخ: 17-11-2020
2684
التاريخ: 8-1-2021
1996
|
- الأقليات:
توجد فى العالم عدة أقليات بشرية متنوعة، وتعود هذه الأقليات إما لوجود عناصر ضعيفة متخلفة قليلة العدد كانت تسكن فى منطقة من المناطق، ثم قدمت إلى هذه المنطقة جماعة أخرى أقوى منها وأكثر منها عددا وعدة وأرقى منها حضارة فتغلبت عليها واضطرتها إلى اللجوء إلى مناطق صعبة منعزلة انزوت وتقوقعت فيها مثل الهنود الحمر فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، والأستراليين الأصليين فى أستراليا، والعناصر الكلتية فى بريطانيا، والبريتون فى فرنسا، والفريزيان فى هولندا، والكتالونيين فى إسبانيا. وقد توجد الأقلية نتيجة غزو تعرضت له الدولة، وبعد نهاية الغزو تبقى بعض الموجات الصغيرة ويصبح من تبقى منها أقلية فى داخل الدولة مثل الألمان فى لوكسمبرج، وقد تكون الأقلية نتيجة نزوح جماعة كانت تقيم فى منطقة إلى منطقة أخرى مثل الأقليات العرية فى الولايات المتحدة الأمريكية أو فى الدول الأوربية وأستراليا، ومثل الألمان فى المجر وبولندا.
وقد توجد الأقلية نتيجة السياسة التى تنتهجها الدولة كما حدث بالنسبة للسياسة التى اتبعتها روسيا عند قيام الاتحاد السوفيتي، وذلك بتوزيع الروس بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي ومنحهم سلطات واسعة بهدف السيطرة على هذه الجمهوريات وصهرها وضمان استمرار ولائها. وقد أسفرت هذه السياسة عن وجود نحو ٢٢ من الروس ضمن سكان أوكرانيا، ونحو ٣٨ من سكان قازاخستان، و٣٠ من سكان ستونيا، و٢٢ من سكان قرغيزيا، و٩ من سكان لتوانيا. وتشكل هذه نسبا كبيرة من عدد السكان يصعب انصهارها لأنهم يشكلون حالة من ازدواج الولاء بين القومية التى ينتسبون إليها والدولة التى يسكنون فيها وهو ما يشكل المشكلة الكبرى فى الجمهوريات السوفيتية التى استقلت أخيرا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي, وكما حدث عندما شجعت بريطانيا على هجرة الاسكتلنديين البروتستنت إلى إيرلندا الشمالية لتقوية البروتستنت وزيادة نسبتهم بالقياس بالكاثوليك المقيمين فيها.
وكما حدث بالنسبة لهجرة اليهود إلى إسرائيل التى سعت إسرائيل من ورائها إلى زيادة أعداد اليهود داخل فلسطين ليصبح الفلسطينيون أقلية فى داخلها بعد أن كانوا يمثلون الأغلبية، ثم فى نفس الوقت ترتب على ذلك أن اليهود الذين قدموا إلى إسرائيل أصبحوا فيما بينهم يشكلون أقليات تتمثل فى اليهود القادمين من روسيا، والقادمين من أوربا ومن الدول العربية وأثيوبيا.
وللأقليات أثرها فى الدولة نتيجة بعض العوامل ومنها :
أ) التوزيع الجغرافي للأقلية: فعندما تكون الأقلية واسعة الانتشار بين سكان الدولة من الأغلبية تقل أهميتها ويضعف تأثيرها واحتمال انفصالها عن الدولة بخلاف تركزها فى منطقة واحدة مما يساعد على قوتها وتماسكها ويجعلها مثار قلق واضطراب فى داخل الدولة.
ب) وطن الأقلية: إن للوطن الذى تنتمى إليه الأقلية دورا كبيرا فى أثرها. فعندما تكون الأقلية منتمية فى أصولها التاريخية إلى دولة تحيط بها وتعد امتدادا قوميا لها فإنها تصبح مثار خطر على الدولة، وكذلك عندما تكون الأقلية تاريخيا تعود إلى أصول قديمة امتصتها الدولة الأم، فإن هذه الأقلية تسعى للمطالبة بحقوقها المغتصبة وتحاول الإبقاء على هويتها دون الانصهار فى الدولة الأم.
ج) الخصائص القومية للأقلية: عندما يكون هناك اختلاف فى بعض الخصائص للأقلية من حيث اللغة مثلا، إذ عندما تكون لغة الأقلية مختلفة وتحاول الحفاظ عليها حتى لا تفقد هويتها وأصولها وتبرز المشكلات بين الأقلية والدولة الأم.
د) القوة الاقتصادية للأقلية: قد تكون الأقلية قوية اقتصاديا مثل الأقلية اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية ذات التأثير الكبير على سياستها، ويصبح خطر هذه الأقلية كبيرا إذا كانت قوية اقتصاديا وكبيرة العدد نسبيا.
وتعد الأقليات ذات النزعة الانفصالية مصدر خطر للدولة، وتحاول الدولة من جابها اتباع سياسة التسامح فى البداة بأن تحقق لها مطالبها إذا كانت لا تتعارض مع السياسة العامة للدولة بأن تعطيها استقلالا ذاتيا مثلما أعطت إسبانيا الاستقلال الذاتي لسكان كتالونيا والباسك قبل مجيء الجنرال فرانكو الذى أنهى هذا الاستقلال، وقد ترفض الدولة تحقيق مطالب الأقلية مستخدمة معها مختلف أساليب القمع لكبح جماحها كأن تحرم من بعض الحقوق الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية والمدنية التى تطالب بها.
وتنقسم الأقليات إلى أقليات قومية وأقليات غير قومية. والأقليات القومية هى التى تدخل فى تكوين القومية الأصلية فى الدول مثل الفرنسيين فى كندا، والإيطاليين فى الأرجنتين، والألمان فى البرازيل وشيلي. وهناك أقليات عرقية مثل الزنوج فى الولايات المتحدة الأمريكية، واليابانيين فى البرازيل، والباسك فى فرنسا، والأتراك فى بلغاريا.
أما الأقليات غير القومية فبعضها قانع وراض بوضعه فى الدولة مثل الدانماركيين والهولنديين فى ألمانيا، والكروات والسلوفيين فى جنوب شرق النمسا، والأرمن فى تركيا وسوريا، والإيطاليين على الساحل الشرقي لبحر الأدرياتيك. والأقليات غير القانعة وهى التى تسعى للانفصال فهي التى تعد خطرا على الدولة كالأكراد فى العراق وإيران وتركيا، والأتراك فى قبرص، ومثل الأقليات الهندية فى كل من كينيا وأوغندا بشرق أفريقيا الذين وفدوا للتجارة، فقد طردوا من الدولتين نتيجة لما سببوه من مشكلات فى الدولة. وقد تكون الأقلية على أساس ديني مثل الأقلية المسلمة فى روسيا والهند والصين والفلبين، ومثل الكاثوليك فى إيرلندا الشمالية، أو لغوية مثل الناطقين بالفرنسية فى كندا، أو الناطقين بالألمانية فى بلجيكا وفي بولندا وسويسرا, ويمثل الأكراد مثلا حيا للأقليات ذات التأثير فى الدول التى تضمها كما يبدو مما يلى:
مشكلة الأقليات الكردية:
يشكل الأكراد شعبا متميزا فى ملامحه وخصائصه وتاريخه ولغته وثقافته، كما يدين غالبيتهم بالدين الإسلامي السنى، وهدفهم الأساسي هو إقامة دولة كردية فى منطقة كردستان تجسيدا لحلمهم القومي وخصوصيتهم التاريخية والقومية, ويتوزع الأكراد حاليا بين خمس دول (تركيا والعراق وإيران وسوريا وأرمينيا) ففي تركيا توجد أكبر نسبة من الأكراد حيث يبلغ عددهم نحو عشرة ملايين نسمة، يشغلون مساحة كبيرة من كردستان تبلغ نحو ١٩٢ ألف كم مربع، ويتركز هذا العدد فى شرق تركيا وعلى جانبي الحدود العراقية الإيرانية من الحدود التركية جنوبا حتى الخط الذى يصل خانقين العراق بمدينة كرمنشاه ويشكلون نحو20% من سكان تركيا .
ويضم العراق نحو مليوني نسمة من الأكراد يشغلون نحو ٧٢ ألف كم مربع من كردستان الواقعة شمالي العراق، ويتركزون فى المحافظات الشمالية (السليمانية وأربيل ودهوك) كما يشكلون نحو نصف سكان محافظة كركوك بالإضافة إلى وجود بعضهم فى بغداد والكوت ومحافظة العمارة.
وفى إيران يعيش الأكراد فى مساحة تبلغ ١٥ألف كم مربع من كردستان، ويبلغ عددهم نحو المليون نسمة، يتركزون فى ولايتي كرمنشاه وأذدلان ومقاطعة لورستان. ولوقوع هؤلاء فى شمال شرق العراق فإنهم يشكلون نزاعا مستمرا بين العراق وإيران.
أما أرمينيا فتضم نحو150ألف نسمة من الأكراد يتركزون فى أريفان وأردهان, ومنطقة كردستان التى تضم الأكراد والموزعة بين الدول الخمس، عبارة عن منطقة جبلية وعرة، تقع فى جنوب غرب آسيا، وتبلغ مساحتها نحو٢٩٨ ألف كم مربع، يقع معظمها فى تركيا (٦٥)، بينما يضم العراق نحو١٥ من مساحتها؛ وإيران نحو ٧,٥، وسوريا نحو٢، وأرمينيا ١.
وتوزيع هذا التجمع الكردي الذى تضمه قومية واحدة وله خصائص متميزة رغم تمزقه بين أكثر من دولة، ولكنها تأخذ شكل حزام حدودي متقارب أعطى الفرصة فى إمكان توحيد هذا الشتات فى دولة واحدة. وقد كان هذا سببا فى كون هؤلاء عامل توتر وقلق للدول التى يقيمون فيها، بل سببا من أسباب النزاع بين هذه الدول، ومن جاب آخر، فهم يشكلون سببا أساسيا فى النزاع بين العراق وإيران، وبين العراق وتركيا، وبين تركيا وسوريا، وبين إيران وتركيا.
ويمثل الأكراد أكبر مشكلة بالنسبة لتركيا بصفة خاصة حيث يشكلون نحو ٦٥ من جملة أكراد كردستان، كما يشكلون جزءاً كبيرا من سكان تركيا يبلغ نحو20 من سكانها. ومما زاد من هذه المشكلة تعقيدا فى تركيا عدم اعتراف تركيا بالقوميات والطوائف الموجودة فى تركيا ومن بينهم الأكراد، بل سعت الحكومة التركية إلى اضطهاد الأكراد والتنكيل بهم مما دفع الكثيرين منهم إلى الهروب إلى الدول المجاورة. وقد ظل هذا الوضع المتوتر إلى أن اعترفت تركيا بالقومية الكردية، وسمحت لهم بتعلم اللغة الكردية أخيرا، كما سمحت لهم بطرح قضيتهم فى إطار ديمقراطي، وكما أنشأت شريطا حدوديا بعمق نحو ٥كم وبطول الحدود التركية العراقية بدعوى حماية أكراد تركيا وعدم اندماجهم مع أكراد العراق، وفى نفس الوقت أبرمت اتفاقا مع العراق يعطى الحق لأى من الدولتين فى تعقب الأكراد الفارين إلى الدولة الأخرى.
ويتركز هدف الدول الخمس فى منع قيام دولة كردية وعدم إحياء القومية الكردية، وهذا هو السبب الرئيسي الذى يحارب الأكراد من أجله والذى يسبب التوتر المستمر بين الدول التى تضمهم، وبالتالي المشكلات الحدودية بين هذه الدول.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|