- الشكل المندمج (المنتظم):

إن الدول المندمجة تتميز بتماسك أجزائها بحيث لا يفصل بينها مناطق بحرية أو يكون بها أو لها جيوب بالدول الأخرى أو تكون لها أجزاء معزولة فى أراضي دولة أخرى. وحدود الدولة المندمجة ليست طويلة بالنسبة لمساحتها، مما يسهل عملية الدفاع عنها، والمحافظة على وحدتها واستقلالها. ومن الدول ذات الشكل المثالي فرنسا وسويسرا وبلجيكا ورومانيا وبولندا والمجر ومصر وأورجواي,

والشكل المثالي للدولة يوفر لجيوشها المساحة الكافية للحركة والمناورة أو التقهقر ونقل الإمدادات بسهولة ويسر فى حالة الحرب، كما يساعد على إنشاء شبكة نقل ومواصلات جيدة بالدولة؛ وفى حالة السلم تسهل حركة النقل والتجارة، كما تستطيع الحكومة التحكم فى كل أجزاء الدولة بسهولة وبالتالي تحول دون انفصال أجزاء منها، كما أن الدولة المندمجة تساعد على انصهار السكان فى بوتقة واحدة مما ينمى الشعور القومي فى الدولة.

وبعض الدول تبدو مندمجة، لكن يظهر فيها البروز مما يجعلها تواجه بعض المشاكل إما لأن الجزء البارز يكون أهم جزء فى الدولة أو لأنه بعيد عن المركز كما يبدو من الكونغو الديمقراطية حيث تأخذ الشكل المندمج فيما عدا منطقتين حيويتين، بل تعدان أهم مناطق الكونغو الديمقراطية وهما: كاتنجا فى جنوب شرق الدولة حيث يوجد النحاس واليورانيوم وهما أهم موارد الدولة، والمنطقة الأخرى فى الغرب حيث تقع العاصمة والجهاز الإداري. وتبدو هذه المنطقة فى شكل بروز يصلها بالمحيط الأطلنطي عن طريق متادى، وعادة يرجع السبب فى وجود البروز أو النتوء إلى ما يلى:

1- حرمان الدولة من الوصول إلى الساحل مثل الكونغو الديمقراطية كما ذكرنا من قبل ومثل بولندا عندما أعطيت الممر البولندي (ممر دانزج) للوصول إلى بحر البلطيق.

2- أن يفصل بين مناطق نفوذ دولتين كبيرتين مثل نتوء واخان بأفغانستان الذى أنشئ ليفصل الاتحاد السوفيتي فى الشمال عن مناطق النفوذ البريطاني فى الهند فى الجنوب.

3- أن يحرم دولة من الوصول إلى البحر كنتوء بروسيا قبل الحرب العالمية الأولى الذى كان يفصل بولندا عن بحر البلطيق.

4- أن يصل دولة بنهر دولي مثل نتوء كابريفس الذى يصل بين أفريقيا الجنوبية الغربية (ناميبيا) بنهر الزمبيزي والذى يسمى بقرن الماعز، وقد أصبح هذا الجزء هاما جدا بعد أن أنشأت فيه دولة جنوب أفريقيا العنصرية قاعدة عسكرية للدفاع عنها وذلك قبل تحرر جنوب أفريقيا من سيطرة البيض.