- الشكل المستطيل :

يؤدى شكل الدولة المستطيل إلى كثير من المشكلات، حيث تطول الحدود السياسية مما يجعل احتمال تعرضها للخطر ممكنا إذ يصعب مراقبتها والدفاع عنها، كما أن الصلة بين العاصمة وبقية أجزاء الدولة قد تعترضها بعض العقبات الطبيعية ويصعب أن تكون على أبعاد متساوية من أطرافها وخاصة إذا كانت الدولة شديدة الاستطالة مثل شيلي أو النرويج أو إيطاليا.

ويؤدى الشكل المستطيل إلى التباين الحضاري كما يبدو بين جماعات اللاب فى شمال النرويج وبقية سكان الدولة، وأحيانا يؤدى هذا التباين الحضاري إلى الاختلاف السياسي كما يبدو من اختلاف جماعات الإيوى الموجودة فى جنوب توجو فى نظرتها السياسية عن تلك الموجودة فى الشمال، وكذلك تؤدى شدة الاستطالة إلى تنوع فى البيئات الطبيعية مما يؤدى إلى التباين فى الإنتاج الزراعي والحيواني. وقد يترتب على هذا نزعة انفصالية لبعض أجزاء الدولة وخاصة فى غياب السلطة القادرة على السيطرة فى حالة تباعد أطراف الدولة.

والدول المستطيلة بعضها يمتد على طول الساحل مثل شيلي والنرويج والأرجنتين وفيتنام، وهذه الدول وخاصة شيلي والنرويج تعانى من عدم وجود خطوط سكك حديدية تغطى الدولة، ولذلك تعتمد على الملاحة البحرية فى الاتصال بأجزاء الدولة المختلفة، وهذه الوسيلة معرضة لمخاطر البحار والمحيطات التى تخضع لحالة البحر والظروف المناخية ومشاكل المد والجزر، أو العدوان على المياه الإقليمية لهذه الدول.

أما الدول المستطيلة الداخلية مثل تشيكوسلوفاكيا قبل انقسامها أخيرا ولاوس والنمسا فتتميز بوجود الحواجز الجبلية الممتدة على طول تلك الدول مما يعوق حركة المواصلات، وهذا بدوره يؤثر على العلاقة بين شعوب تلك الدول، فقد أدت الحواجز الجبلية فى تشيكوسلوفاكيا إلى فصل الشعبين المتكون منهما الدولة وإلى عدم اندماجهما وتلاحمهما رغم مضى وقت من الزمن على توحيدهما ثم إلى انقسام الدولة أخيرا، وفى النمسا نفس الشيء حيث طالب الإقليم الغربي منها بالانفصال والانضمام إلى سويسرا نظرا لبعد المسافة بينه وبين العاصمة فيينا وقربه من سويسرا.