أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016
2961
التاريخ: 7-02-2015
3370
التاريخ: 19-4-2016
3457
التاريخ: 20-4-2016
3163
|
اعتنى الإمام المرتضى بتربية المجتمع وحاول أن يعالج الانحراف الأخلاقي في الإنسان من جذوره العميقة ، فوصف الداء الأساسي بقوله ( عليه السّلام ) : ألا وإنّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة . ثمّ بيّن السبب الأعمق في هذا الحبّ حينما أوضح الأسباب العميقة التي كانت تكمن وراء التآمر على الأطروحة النبويّة للخلافة والسرّ في استلاب الحكم منه بالرغم من تواتر النصوص النبويّة الكثيرة وإتمام الحجّة على المسلمين قائلا : بلى لقد سمعوها ووعوها ولكن حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها .
ويترتّب على هذا الحبّ الشديد أنّ الإنسان سوف يستخدم مختلف الوسائل للوصول إلى ما يصبوا إليه فإنّ حبّ الشيء يعمي ويصمّ ولهذا برّر الخلفاء تقمّصهم الخلافة بمختلف التبريرات التي دحضتها حجج الإمام ( عليه السّلام ) الدامغة ، ولكن استمرّ التصلّب على الموقف الذي أدانه الإمام ( عليه السّلام ) . وإذا سألنا الإمام ( عليه السّلام ) عن الدواء الناجع لعلاج هذا السبب الأعمق في الانحراف ؛ وجدناه العلاج في وصفه الدقيق للمتّقين في الخطبة المعروفة بخطبة همّام حيث وضّح السرّ الذي أوصلهم إلى هذه المرتبة من الكمال المتمثّلة بالتقوى بقوله : لقد عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم . وهكذا تكون المعرفة الحقيقية باللّه العظيم سببا في حقارة الدنيا في أعين عباده المتّقين ، وإذا صغرت الدنيا في أعينهم ؛ لم تكن الدنيا غاية همّتهم ولم يجدّوا في اقتنائها ، بل يحرصوا عليها وعلى ملكها كما لم يحرص عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) عليها فقد تنازل عن الخلافة حينما استبدّت بها قريش قائلا : فإنّها كانت إثرة شحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين والحكم اللّه والموعد القيامة .
ومن هنا نشأت في المجتمع الإسلامي أخلاقيتان متميّزتان : أخلاقية عليّ النموذجية التي تدين السياسة الميكافيلية ، وأخلاقية الخلفاء التي كانت ترى مشروعية الوصول إلى الحكم بأيّة وسيلة ممكنة ، ومن هنا كان زهد عليّ في الحكم وحرص غيره عليه[1]
[1] المعجم الموضوعي لنهج البلاغة : 282 - 356 و 194 - 214 و 152 - 169 و 374 - 379 ، وتصنيف غرر الحكم : القسم الأخلاقي : 205 - 323 و 127 - 147 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|