المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

مكافحة آفات وأمراض الورد
2024-07-21
السكان في ايسلندا
26-3-2018
تعريف تفويض (تخويل) الاختصاص
2024-07-11
القرآن فيه علم الأولين والآخرين
13-7-2021
Multiplicatively Closed
17-11-2019
خلافة جعفر المتوكل واحواله مع وزرائه
24-9-2017


الإمام علي مع القاسطين (1)  
  
1804   04:50 مساءً   التاريخ: 30-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص203-207
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2018 2871
التاريخ: 9-4-2016 3297
التاريخ: 9-4-2016 4029
التاريخ: 13-3-2019 2210

 الإمام علي ( عليه السّلام ) مع القاسطين[1]

استعدادات معاوية لمحاربة الإمام ( عليه السّلام ) :

ساورت المخاوف معاوية من استقرار الإمام في الكوفة ومضيّه ( عليه السّلام ) في خطّته لتوحيد الدولة وبناء الحضارة الإسلامية على منهج القرآن والسنّة النبويّة ، فسارع معاوية إلى الاستعانة بعمرو بن العاص لما يتمتّع به من حيلة وغدر ، وتوافق معه في العداء للإسلام وللإمام ( عليه السّلام ) ، ولم يتردّد عمرو طويلا أمام رسالة معاوية ، ولم يكن ليختار على طمعه في الدنيا شيئا حتى لو كان دينه الذي يدخله الجنّة[2].

وما أن وصل عمرو إلى الشام حتى جعل يبكي ويولول كالنساء[3] مبتدئا خطّته في التضليل وخداع الجماهير ، وبعد مراوغة ومكايدة بين معاوية وعمرو تمّت المساومة على أن تكون حصّة عمرو ولاية مصر مقابل مواجهة الإمام ( عليه السّلام ) ومحاربته ، وكتب معاوية كتابا بذلك[4].

وشرعا يخطّطان لمواجهة الإمام والوضع القائم ، فكان الاتّفاق على المضيّ في هذا المسار العدائي المشوب بالظلم والغدر والبغي ، إذ لا سبيل للوصول إلى أهدافهم وغاياتهم إلّا مواجهة الإمام ( عليه السّلام ) وهو الوريث الشرعيّ للنبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وحامل راية الحقّ والعدل ، واصطدم الرجلان إذ كلاهما خذلا عثمان فكانت خطّتهم تتطلب التشبّث بقميص عثمان كشعار لتحريك مشاعر وعقول الجماهير غير الواعية ، فرفعاه على المنبر بعد أن قدم به عليهما النعمان بن بشير ، فكان الناس يضجّون بالبكاء حتى سرت فيهم روح الحقد والكراهية والعمى عن هدى الحقّ[5].

ولتحريك جماهير الشام لمؤازرة معاوية وحشدهم للحرب اقترح عمرو أن يكون شرحبيل بن السمط الكندي المحرّك الأول ، لما عرف عنه من عبادة ووجاهة في قبائل الشام وكراهية لجرير مبعوث الإمام ( عليه السّلام ) إلى معاوية ، كما أنّ شرحبيل ممّن لا يتقصّى الحقائق من مصادرها ، وتمّت مخادعة شرحبيل الذي انطلق مطالبا معاوية بالأخذ بثأر عثمان بن عفان ، ويتحرّك بنفسه لحشد الناس للحرب[6].

السيطرة على الفرات :

بعد تعبئة الشام للحرب ؛ أخذ معاوية منهم البيعة وكتب بالحرب كتابا أرسله مع جرير[7] الذي أبطأ كثيرا على الإمام ( عليه السّلام ) ، ثمّ سارع معاوية بتحريك قوّاته نحو أعالي الفرات في وادي صفّين لاحتلالها ومنع تقدّم قوات الإمام ( عليه السّلام ) وحبس الماء عنهم ، وتصوّر معاوية أنّ هذا أوّل نصر يحقّقه على الإمام ( عليه السّلام ) . وطلب الإمام ( عليه السّلام ) من معاوية أن يسمح لجيشه بالاستقاء بعد أن وصلوا متأخرين إلى صفّين ، وأبى معاوية وجيشه ذلك ، وأضرّ الظمأ كثيرا بأهل العراق وازداد الضغط على الإمام ( عليه السّلام ) لكسر الحصار ، فأذن لهم بالهجوم على شاطئ الفرات ، وتمّ إزاحة قوّات معاوية عن ضفّة النهر .

ولكنّ الإمام ( عليه السّلام ) لم يقابل أهل الشام بالمثل ، ففسح لهم المجال لأخذ الماء دون معارضة[8].

محاولة سلمية :

رغم أنّ الإمام ( عليه السّلام ) أكثر من مراسلة معاوية وفتح عدّة قنوات للحوار محاولا كسبه وإدخاله في بيعته لكنّ ردّ معاوية كان هو الحرب والسعي للقضاء على الإمام وجيشه بكلّ وسيلة ، بيد أنّ الإمام ( عليه السّلام ) كان يأمل في محاولة سلمية أخرى بعد أن استقرّ وجيشه ضفّة الفرات ، فسادت هدنة مؤقّتة بعث خلالها الإمام ( عليه السّلام ) مندوبين عنه إلى معاوية وهم بشير بن محصن الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي ، فقال ( عليه السّلام ) لهم : « إئتوا هذا الرجل - أي معاوية - وادعوه إلى اللّه وإلى الطاعة والجماعة » .

وما كان جواب معاوية إلّا السيف والحرب ، فقال للمندوبين : انصرفوا من عندي فليس بيني وبينكم إلّا السيف[9].

الحرب بعد الهدنة :

جرت مناوشات بين الجيشين ولم تستعر الحرب بعد ، فكانت تخرج فرقة من كلا الطرفين فيقتتلان ، وما أن حلّ شهر محرّم من عام ( 37 ه ) حتى حصلت موادعة بين الطرفين ، حاول من خلالها الإمام ( عليه السّلام ) التوصّل إلى الصلح ، وكانت طروحاته ( عليه السّلام ) هي الدعوة إلى السلم وجمع الكلمة وحقن الدماء ، ودعوات معاوية وأهل الشام رفض بيعة الإمام ( عليه السّلام ) والطلب بدم عثمان بن عفان [10].

واستمرّت الهدنة مدّة شهر واحد ، ولمّا طالت فترة المناوشات ؛ سئم الفريقان من ذلك فعبّأ الإمام ( عليه السّلام ) جيشه تعبئة عامة ، وكذلك فعل معاوية ، والتحم الجيشان في معركة رهيبة ، وكان الإمام يوصي جنوده دائما فيقول : « لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤوكم فأنتم بحمد اللّه عزّ وجلّ على حجّة » ثمّ قال : « فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة ولا تمثّلوا بقتيل »[11].

واستمرت الحرب بين كرّ وفرّ حتى سقط خلالها أعداد كبيرة من المسلمين صرعى وجرحى بلغت عشرات الألوف .

مقتل عمار بن ياسر :

روي : أنّ عمار بن ياسر خرج بين الصفوف فقال : إنّي لأرى وجوه قوم لا يزالون يقاتلون حتى يرتاب المبطلون ، واللّه لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر ؛ لكنّا على الحقّ وكانوا على الباطل . ثمّ تقدّم نحو جيش معاوية وهو يرتجز :

نحن ضربناكم على تنزيله * واليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحقّ إلى سبيله

فتوسّط فيهم ببسالته التي قاتل بها مع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) صادقا مخلصا ، فاشتبكت عليه الرماح فطعنه أبو العادية وابن جون السكسكي ، وروي أنّهما اختصما في رأس عمار إلى معاوية وعبد اللّه بن عمرو بن العاص جالس فقال لهم : ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه ، فإنّي سمعت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يقول له :

« يا عمّار تقتلك الفئة الباغية »[12]  .

وكان الإمام قلقا لا يقرّ له قرار حين برز عمار للقتال في ذلك اليوم ، وأكثر من السؤال عليه حتى جاءه خبر استشهاده ، فأسرع إلى مصرعه كئيبا حزينا تفيض عيناه دمعا ، فقد غاب عنه الناصر الناصح والأخ الأمين ، ثمّ صلّى عليه الإمام ( عليه السّلام ) ودفنه .

وسرى خبر استشهاد عمار بين الجيشين فوقعت الفتنة بين صفوف جيش معاوية ، لما يعلمون من مكانة عمار وحديث الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) له . . . ولكنّ المكر والحيلة كانا بالمرصاد لكلّ ساذج جاهل ، فأشاع معاوية أنّ الذي قتل عمارا من جاء به . وأذعن بسطاء أهل الشام لهذه الضلالة[13]  .

وروي : أنّ ذلك بلغ الإمام عليا ( عليه السّلام ) فقال : ونحن قتلنا حمزة لأنّا أخرجناه إلى أحد[14] ؟

 

[1] وقعت معركة صفّين في صفر من عام ( 37 ) ه ، وكانت المناوشات بين الطرفين بدأت في ذي الحجّة عام ( 36 ) ه

[2] وقعة صفّين : 34 ، والإمامة والسياسة : 116 ، والكامل في التأريخ : 3 / 275 .

[3] الكامل في التأريخ : 3 / 274 .

[4] وقعة صفّين : 40 ، والإمامة والسياسة : 117 .

[5] وقعة صفّين : 37 ، الكامل في التأريخ : 3 / 277 .

[6] المصدر السابق : 46 .

[7] المصدر السابق : 56 .

[8] مروج الذهب : 2 / 384 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 3 / 320 ، والكامل في التأريخ : 3 / 283 .

[9] تأريخ الطبري : 3 / 569 ، والكامل في التأريخ : 3 / 284 .

[10] وقعة صفّين : 195 ، وتأريخ الطبري : 3 / 570 .

[11] وقعة صفّين : 202 ، وتأريخ الطبري : 4 / 6 .

[12] وقعة صفّين : 340 ، وتأريخ الطبري : 4 / 27 ط مؤسسة الأعلمي ، والعقد الفريد : 4 / 341 ، .

[13] تأريخ الطبري : 5 / 653 .

[14] العقد الفريد : 4 / 343 ، وتذكرة الخواص : 90 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.