أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
13091
التاريخ: 29-4-2022
1748
التاريخ: 13-3-2019
2293
التاريخ: 9-4-2016
3968
|
كان الإمام عليّ ( عليه السّلام ) يرى أن من أوليّات مهامّه بعد غياب الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) هو صيانة الشريعة المقدسة من الزيغ والانحراف ورعاية شؤون الدّولة الإسلامية حتى تستمر من دون تلكؤ أو توقّف ، وقد بذل جهده في ذلك أثناء حكم الخلفاء متغاضيا بمرارة وألم عن حقّه في إدارة شؤون الامّة مباشرة ، وما أن أمسك زمام الحكم ؛ حتى خطا خطوات عظيمة في إحياء سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وفي الدعوة إلى الحياة في ظلّها ، واهتم اهتماما كبيرا بالقرآن الكريم وتفسيره وتربية الامّة وإصلاح الفساد أينما وجد ، ويمكننا أن نلحظ الخطوات التي قام بها الإمام عليّ ( عليه السّلام ) كما يلي :
1 - فتح باب الحوار والسؤال عن القرآن والسنّة وكلّ ما يتعلّق بالشريعة المقدّسة أمام الجماهير المسلمة وبصورة علنية وعامّة من دون أن يتردّد حتى في جواب مخالفيه وأعدائه الحاقدين عليه .
2 - الاهتمام بالقرّاء مراعيا لشؤونهم ومتّبعا فيهم سنّة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) في التعليم ، فكان تعليم قراءة القرآن مقرونا بتعلّم ومعرفة ما فيه من العلم والعمل والتفقّه في أحكام الدين .
3 - الاهتمام بقراءة المسلمين من غير العرب ، أو من الذين لا يحسنون اللغة العربية بصورة صحيحة ، فوضع علم النحو لتقويم اللسان عن اللحن في الكلام[1].
4 - دعا الإمام ( عليه السّلام ) إلى رواية السنّة النبوية وتدوينها ومدارستها ، فكان يقول : « قيّدوا العلم بالكتابة »[2] وأمر ( عليه السّلام ) بالبحث في علوم السنّة فيقول : « تزاوروا وتدارسوا الحديث ولا تتركوه يدرس »[3].
5 - ركّز الإمام على مصدرية القرآن والسنّة في التشريع والأحكام ، وأدان المصادر الأخرى كالاستحسان والقياس وغيرهما ممّا لا يكون مصدرا شرعيا للأحكام الإلهية[4].
كما أنّ الإمام ( عليه السّلام ) أحيى سنّة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في سيرته العبادية والأخلاقية ، فعالج البدع التي طرأت على الشريعة نتيجة اجتهاد وإبداع من سبقه من الخلفاء[5].
6 - استطاع الإمام أن يبني ثلّة صالحة من المؤمنين تتحرّك في المجتمع الإسلامي للمساهمة في قيادة التجربة الإسلامية والمحافظة على المجتمع الاسلامي .
ويبدو أنّ الإمام عليّا ( عليه السّلام ) بدأ عمليا في هذا المسار منذ حياة الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) وبأمر منه ، فنجد أن النبيّ كان يوكل مهمّة تعهّد ورعاية من يجد فيهم الرغبة والوعي في التحرك الإسلامي إلى الإمام علي ( عليه السّلام ) ، وكان ( صلّى اللّه عليه وآله ) يحثّ على التمسّك في العمل بخط عليّ حتى تكوّنت جماعة عرفت بشيعة عليّ في حياة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) مثل : عمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذر ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، والمقداد بن الأسود ، وعبد اللّه بن عباس ، ممّن ثبتوا على هذا الخطّ رغم كلّ الظروف الصعبة التي مرّت بها التجربة الاسلامية بعد وفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) .
وحين استلم أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) الخلافة ؛ احتفّت به جماعة من المؤمنين الأوفياء الأشدّاء ، فازداد الإمام ( عليه السّلام ) اعتناء بهم وأعدّهم إعدادا رساليا خاصا ، وأودعهم علوما شتّى في مختلف نواحي الحياة ، وقام هؤلاء الصحابة الأجلّاء بدورهم في دعم الرسالة الإسلامية ومساندة الإمامة والمحافظة على الشريعة من الزيغ والانحراف والاندثار ، فكانت مواقفهم رائعة وبطولية مقابل الحكّام الطواغيت والمتسلّطين بغير حقّ على أمور المسلمين ، ومن هؤلاء : مالك الأشتر ، كميل بن زياد النخعي ، محمد بن أبي بكر ، حجر بن عدي ، عمرو بن الحمق الخزاعي ، صعصعة بن صوحان العبدي ، رشيد الهجري ، هاشم المرقال ، قنبر ، سهل ابن حنيف وغيرهم .
[1] الأغاني : 12 / 13 ، الفهرست لابن النديم : 59 ، وفيات الأعيان : 2 / 216 ، والبداية والنهاية : 8 / 312 .
[2] الطبقات الكبرى : 6 / 186 ، وتدوين السنّة الشريفة للسيد الجلالي : 137 .
[3] كنز العمال : 10 حديث 29522 .
[4] نهج البلاغة : الخطبة ( 125 ) .
[5] صحيح مسلم : كتاب صلاة التراويح ، ومسند أحمد : 5 / 406 ، وصحيح البخاري : كتاب الخمس : باب 5 / حديث 2944 ، وسنن أبي داود : 2 / حديث 1622 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|