المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



عليّ في اليمن  
  
1784   10:50 صباحاً   التاريخ: 20-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص98-99
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

استمرارا في نشر الإسلام أرسل النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى اليمن خالد بن الوليد وجمعا من الصحابة ليدعوا قبيلة « همدان » إلى الإسلام ، وظلّ خالد نحوا من ستة أشهر دون أن يحقّق نجاحا ، فلم يتمكّن من إقناع همدان في اعتناق الإسلام ، فبعث إلى النبيّ يخبره بعدم إجابة القوم له وانصرافهم عنه ، عند ذاك بعث النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وطلب منه أن يعيد خالدا إلى المدينة ويحلّ محلّه في مهمّته ، ويبقي معه من يشاء من المجموعة المرسلة مع خالد .

روي عن البراء بن عازب الّذي كان مع خالد وبقي في سريّة عليّ ( عليه السّلام ) :

كنت ممّن خرج مع خالد فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا ، ثمّ إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بعث عليّا ( عليه السّلام ) وأمره أن يقفل خالدا ويكون مكانه ، فلمّا دنونا من القوم ؛ خرجوا إلينا وصلّى بنا عليّ ( عليه السّلام ) ثمّ صفّنا صفا واحدا ثمّ تقدّم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بإسلامهم ، فأسلمت همدان جميعا وأرسل عليّ ( عليه السّلام ) إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بالخبر السارّ ، فخرّ رسول اللّه ساجدا ثمّ رفع رأسه وقال : السلام على همدان[1]  .

وروي : أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) أرسل عليّا في مهمّة ثانية إلى اليمن ليدعو « مذحج » إلى الإسلام ، وكان معه ثلاثمائة فارس ، وعقد رسول اللّه له اللواء وعمّمه بيده ، وأوصاه أن لا يقاتلهم إلّا إذا قاتلوه ، فلمّا دخل إلى بلاد مذحج ؛ دعاهم إلى الإسلام فأبوا عليه ورموا المسلمين بالنبل والحجارة ، فأعدّ عليّ ( عليه السّلام ) أصحابه للقتال ، وهجم عليهم فقتل منهم عشرين رجلا فتفرّقوا وانهزموا فتركهم ، ثمّ دعاهم إلى الإسلام ثانية فأجابوه لذلك ، وبايعه عدد من رؤسائهم ، وقالوا : له نحن على من وراءنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حقّ اللّه .

وروي : أنّ عليّا ( عليه السّلام ) قال : بعثني رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى اليمن ، فقلت : يا رسول اللّه ، تبعثني إلى قوم وأنا حديث السنّ لا ابصر القضاء ، فوضع يده على صدري وقال : اللّهمّ ثبت لسانه واهد قلبه ، ثمّ قال : إذا جاءك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر ، فإنّك إذا فعلت ذلك ؛ تبيّن لك القضاء ، قال عليّ ( عليه السّلام ) : واللّه ما شككت في قضاء بين اثنين[2].

ثمّ إنّ عليّا جمع الغنائم فأخرج منها الخمس وقسّم الباقي على أصحابه ، وبلغه خبر خروج النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى مكّة لأداء فريضة الحجّ ، فتعجّل ( عليه السّلام ) السير ليلتحق بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في مكّة ، وروي أنّ بعض من كان في سريّة عليّ ( عليه السّلام ) اشتكى من شدّته في إعطاء الحقّ ، فلمّا سمع النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ذلك قال : أيّها الناس ، لا تشتكوا عليّا فو اللّه إنّه لأخشن في ذات اللّه من أن يشتكى منه[3].

وعن عمرو بن شاس الأسلمي أنّه قال : كنت مع عليّ ( عليه السّلام ) في خيله التي بعثه بها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى اليمن ، فوجدت في نفسي عليه[4] ، فلمّا قدمت المدينة شكوته في مجالس المدينة وعند من لقيته ، فأقبلت يوما ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) جالس في المسجد ، فلمّا رآني أنظر إلى عينيه نظر إليّ حتى جلست إليه ، فقال : إيه يا عمرو ، لقد آذيتني ، فقلت : إنّا للّه وإنّا اليه راجعون أعوذ باللّه والإسلام من أن اؤذي رسول اللّه ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « من آذى عليّا فقد آذاني »[5].

 

[1] أعيان الشيعة : 1 / 410 ، والكامل في التأريخ لابن الأثير : 2 / 300 ، والسيرة النبوية لابن كثير : 4 / 201 .

[2] السيرة النبوية لابن كثير : 4 / 207 .

[3] سيرة ابن هشام : 4 / 603 ، والسيرة النبوية لابن كثير : 4 / 205 مثله .

[4] المستدرك على الصحيحين : 3 / 134 .

[5] السيرة النبوية لابن كثير : 4 / 202 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.