المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الحادية والسبعون
15-9-2016
علي (عليه السلام) وشيعته خير البريّة
29-09-2015
البطر ـ بحث روائي
25-7-2016
القرارات الادارية من حيث مداها او عموميتها
9-6-2016
خلف بن حماد
30-7-2017
سبب نزول الآية [106] من سورة التوبة
9-10-2014


نشأة الإمام عليّ ( عليه السّلام )  
  
2059   08:31 مساءً   التاريخ: 14-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص43-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

نسبه الوضّاء :

هو الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان .

جدّه الكريم :

عبد المطلب شيبة الحمد ، وكنيته أبو الحرث ، وعنده يجتمع نسبه بنسب النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وكان مؤمنا باللّه تعالى ، ويعلم بأنّ محمدا سيكون نبيّا[1].

ولمّا حضرت عبد المطلب الوفاة دعا ابنه أبا طالب ، فقال له : يا بني ! قد علمت شدّة حبّي لمحمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) ووجدي به أنظر كيف تحفظني فيه ؟ . . قال أبو طالب : يا أبه ! لا توصني بمحمّد فإنّه ابني وابن أخي[2].

والده :

عبد مناف ، وقيل : عمران ، وقيل : شيبة ، وكنيته أبو طالب ، وهو أخو عبد اللّه والد النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) لامّه وأبيه . ولد أبو طالب بمكّة قبل ولادة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بخمس وثلاثين سنة ، وانتهت إليه بعد أبيه عبد المطلب الزعامة المطلقة لقريش ، وكان يروي الماء لوفود مكّة كافّة لأنّ السقاية كانت له ، ورفض عبادة الأصنام فوحّد اللّه سبحانه ، ومنع نكاح المحارم وقتل الموؤودة والزنا وشرب الخمر وطواف العراة في بيت اللّه الحرام[3]. ولمّا توفّي عبد المطلب ؛ تكفّل أبو طالب رعاية رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فكان أبو طالب يحبّه حبّا شديدا لا يحبّه ولده ، وكان لا ينام إلّا إلى جنبه ، ويخرج فيخرج معه ، وكان يخصّه بالطعام دون أولاده .

وروي أنّ أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال : لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) وما اتّبعتم أمره ، فاتّبعوه وأعينوه ترشدوا . وما زالت قريش كافّة عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حتى مات أبو طالب[4] .

توفّي أبو طالب قبل الهجرة بثلاث سنين وبعد خروج بني هاشم مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) من الشعب وعمره بضع وثمانون سنة[5] ، وكان للنبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) تعلّق شديد بأبي طالب ، فقد عاش في كنفه ( 43 ) عاما منذ الثامنة من عمره الشريف حينما توفّي جدّه عبد المطلب . . وقد ثبت أنّ أبا طالب كان موحّدا مؤمنا باللّه ومعتقدا بالإسلام أرسخ الاعتقاد ، وبقي على حاله هذه حتى وافاه الأجل ، وإنّما أخفى إيمانه ليتمكّن أن يكون له شأن واتّصال مع كفّار مكّة ، وليطّلع على مكائدهم ومؤامراتهم ، فكان يعيش حالة التقيّة ، وكان مثله كأصحاب الكهف في قومهم ، وهو ممّن آتاهم اللّه أجرهم مرّتين لإيمانه وتقيّته [6].

أمّه :

فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، تجتمع هي وأبو طالب في هاشم ، أسلمت وهاجرت مع النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وكانت من السابقات إلى الإيمان وبمنزلة الامّ للنبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله )[7] « 2 » ربّته في حجرها ، ولمّا ماتت فاطمة بنت أسد ؛ دخل إليها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) فجلس عند رأسها وقال : « رحمك اللّه يا امّي ، كنت أمّي بعد امّي ، تجوعين وتشبعيني ، وتعرين وتكسيني ، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني ، تريدين بذلك وجه اللّه والآخرة » .

وغمّضها ، ثمّ أمر أن تغسل بالماء ثلاثا ، فلمّا بلغ الماء الّذي فيه الكافور سكبه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بيده ، ثمّ خلع قميصه فألبسه إيّاها وكفّنت فوقه ودعا لها أسامة بن زيد مولى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطّاب وغلاما أسود فحفروا لها قبرها ، فلمّا بلغوا اللّحد حفره رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) بيده ، وأخرج ترابه ودخل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قبرها فاضطجع فيه ، ثمّ قال : « اللّه الّذي يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت ، اللّهمّ اغفر لامّي فاطمة بنت أسد بن هاشم ، ولقّنها حجتها ، ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء من قبلي ، فإنّك أرحم الراحمين » وأدخلها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) اللحد والعباس وأبو بكر[8].

فقيل : يا رسول اللّه رأيناك وضعت شيئا لم تكن وضعته بأحد من قبل : فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة ، واضطجعت في قبرها ليخفّف عنها من ضغطة القبر ، إنّها كانت من أحسن خلق اللّه صنعا إليّ بعد أبي طالب رضي اللّه عنهما ورحمهما »[9].

 

[1] الطبقات لمحمد بن سعد : 1 / 74 ط . ليدن .

[2] كمال الدين للصدوق : 170 ط النجف الأشرف و 172 ط طهران عن ابن عباس . وفي موسوعة التاريخ الإسلامي : 1 / 285 .

[3] روضة الواعظين للفتال : 121 - 122 وصية أبي طالب لبني هاشم .

[4] الطبقات لابن سعد : 1 / 75 .

[5] الكامل في التأريخ لأبن الأثير : 2 / 90 ، راجع : موسوعة التاريخ الإسلامي : 1 / 436 .

[6] بحار الأنوار : 35 / 72 . وانظر : منية الطالب في ايمان أبي طالب للشيخ الطبسي ، وأبو طالب مؤمن قريش للشيخ عبد اللّه الخنيزي وموسوعة التاريخ الإسلامي : 1 / 514 - 517 و 596 - 601 .

[7] الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 31 .

[8] بصائر الدرجات : 71 عن الصادق ( عليه السّلام ) ، وراجع : موسوعة التاريخ الإسلامي : 2 / 433 – 437.

[9] الفصول المهمة لابن الصباغ : 32 ، وفي فرائد السمطين : 1 / 379 : « صنعت شيئا لم تصنعه بأحد » وروى اسلام فاطمة بنت أسد وهجرتها وحنانها ورعايتها للرسول ووفاتها وما قال النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) في فضلها كثير من الحفّاظ والمؤلّفين في كتبهم كابن عساكر وابن الأثير وابن عبد البرّ ومحب الدين الطبري ومحمد بن طلحة والشبلنجي وابن الصبّاغ البلاذري وغيرهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.