أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2018
769
التاريخ: 21-4-2018
6556
التاريخ: 3-08-2015
887
التاريخ: 21-4-2018
1706
|
(هنالك بعض من) الحقائق العلمية التي ذكرها القرآن الكريم تصريحا تارة وتلميحا تارة اخرى، نحيل طالبي التفاصيل على الكتب المعنية بهذا الموضوع وهي كثيرة ومتوفرة...
فمن تلك الاشارات العلمية ما جاء في قوله تعالى:
{يَجْعَلْ
صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } [الأنعام: 125]
حيث ثبت بالتجربة وبعد أن طار الانسان وحلق على ارتفاعات مختلفة: ان الصعود في
الجو والتعرض لطبقاته العليا يصحبه حتما ضيق الصدر حتى تصل الحال الى درجة
الاختناق على ابعاد تقل فيها كمية الاكسجين (1) .
ومن تلك
الاشارات العلمية أيضا قوله تعالى:
{وَأَرْسَلْنَا
الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22]، ويقول العلم الحديث: ان التلقيح نوعان: ذاتي
يلقح به النبات نفسه، و خلطي بواسطة انتقال حبوب اللقاح من نبتة الى بويضات نبتة
أخرى، ولا بد من وجود وسائل تقوم بنقل حبوب اللقاح، وربما كان ذلك لمسافات بعيدة
جدا، وأهم هذه الوسائل هي الرياح, بل ان هناك انواعا من تلك النباتات التي يحتم
تركيبها ان تلقح خلطيا لا يمكن تلقيحها بغير واسطة الرياح (2) .
ومن تلك
الاشارات ما يؤكده علماء الفلك من أن الشمس- كأي نجم آخر- لا بد أن يعتريها ازدياد
مفاجئ في حرارتها و حجمها و اشعاعها بدرجة لا تصدقها العقول، وعند ذلك يتمدد سطحها
الخارجي بما حوى من لهب ودخان حتى يصل القمر ويختل توازن المجموعة الشمسية كلها
وكل شمس في السماء لا بد ان تمر بمثل هذه الحالة قبل ان تحصل على اتزانها الدائم،
ولم تمر شمسنا بالذات بهذا الدور بعد، وبهذا يتضح لنا بجلاء معنى قوله تعالى في
تحديد يوم القيامة وفناء العالم: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ
* وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ
الْمَفَرُّ} [القيامة: 7 - 10] (3) .
ومن
الحقائق العلمية التي ذكرها القرآن الكريم قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى
النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ } [النحل: 68]. و قد حدثتنا المراجع العلمية المعنية بهذا الموضوع ان
النحل قد اتخذت أول ما اتخذت لها مسكنا من الجبال، وكانت تعيش في المغارات وتتوالد
فيها، ثم حدثت لها عدة تطورات من جهة البيئة والعوامل الجوية اضطرتها الى الانتقال
من سكنى الجبال الى سكنى الاشجار، فكانت تنتخب الشجرة التي فيها ثغرات وثقوب
لتتخذها بيتا ومسكنا.
و لما
أراد الانسان أن يتألفها- كما فعل مع كثير من الحيوانات- صنع لها ما يشبه المساكن
التي رآها تسكن فيها، و كانت تلك المساكن مصنوعة من الطين، ثم أدخلت عليها
التحسينات باستمرار فصنعت من القش ومن الخشب، ثم تطورت الى ما هي عليه اليوم. واذن
فانحدار النحل او تطورها في السكنى من الجبال الى الاشجار ثم قابليتها للسكن في أي
بيت يعرشه الانسان هو ما ينطق به القرآن (4) .
ومن تلك
الحقائق العلمية التي أنبأنا عنها القرآن الكريم ما يتعلق بالأرض، مما كان مجهولا
لم يعرفه العلماء الا في السنين القريبة الماضية، من أن الارض مهما اختلفت انواعها
لها مسام يتخللها الهواء، بل ان اختلاف حجم المسام وعددها هو السبب الرئيس في
اختلاف نوع الارض طينية او رملية و لم يعرف الا أخيرا ان هذه المسام بها هواء، وان
نزول الماء على الارض يدفع الهواء امامه و يحل محله، و بتقدم علوم الكيمياء و
الطبيعة عرف ان الطين يتمدد بالماء و ينكمش بالجفاف، وانه عند امتلاء مسام الارض
بالماء تتحرك جزئيات الطين بقوة دفع الماء في المسام، فكأن الارض اذا ما نزل عليها
الماء تحركت و زادت في الحجم، و قد أمكن قياس حركة الارض اذا أصابها الماء كما
أمكن معرفة الزيادة في حجمها. وهذه الحقائق الثابتة التي تعتبر وليدة التقدم
العلمي المعاصر كان القرآن قد أنبأنا بها بقوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ
هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5] ، والاهتزاز هو الحركة، وربت
أي زادت في الحجم، وقد فسرت هذه الحقائق ما يشاهد في بعض المباني الحديثة البناء
من انهيارات او شروخ بعد سقوط الامطار او ابتلال البناء بالماء(5) .
ومن تلك
الحقائق أيضا ما ذهب إليه العلم الحديث من: ان افرازات الجسم على نوعين: نوع له
فائدة في الجسم مثل افرازات الهضم والتناسل وبعض الافرازات الداخلية التي تنظم
اجهزة الجسم وانسجته، وهذا النوع ضروري للحياة وليس فيه أي ضرر.
ونوع ليست
له فائدة مطلقا، بل هو بالعكس يجب افرازه من الجسم الى الخارج، لأنه مكون من مواد
سامة اذا بقيت في الجسم أضرت به، و ذلك مثل البول و البراز و العرق و الحيض.
وعند ما
يقول تعالى في كتابه المجيد: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى
فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] فانه جل وعلا أراد ان
يعلمنا- قبل ان يصل العلم البشري الى مرحلة معرفة أي شيء عن الافرازات- ان المحيض
أذى وانه لا يفيد الجسم، ثم أمر البشر بالاعتزال عن مباشرة النساء خلال الحيض لأن
اعضاء المرأة التناسلية تكون في حالة احتقان، والاعصاب في حالة اضطراب، بسبب
افرازات الغدد الداخلية، ويكون الاختلاط الجنسي ضررا في هذه الحالة، بل ربما منع
نزول الحيض وأثار كثيرا من الاضطراب العصبي، وقد يكون سببا في التهاب الاعضاء
التناسلية (6) .
ومن تلك
الحقائق أيضا قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ
لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 75، 76] ، ويحدثنا علماء الفلك بأن
المسافات بين النجوم تبلغ حد الخيال، وهي جديرة بأن يقسم الخالق بها، لأن مجموعات
النجوم التي تكون أقرب مجرات السماء إلينا تبعد عنا نحو 700 ألف سنة ضوئية، والسنة
الضوئية تعادل عشرة ملايين من الكيلومترات(7) .
وحقيقة
اخرى أشار إليها قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}
[الحجر: 19]، حيث دلت هذه الآية المباركة على أن كل النباتات لها وزن خاص، وقد ثبت
أخيرا ان كل نوع من انواع النبات مركب من اجزاء خاصة على وزن محدد مخصوص، بحيث لو
زيد في نسبة بعض اجزائه أو انقص لتغيرت حقيقته، و ان نسبة بعض هذه الاجزاء من
الدقة ما نحتاج في معرفتها الى أدق الموازين التي عرفها البشر(8) .
وهكذا يكون الجانب العلمي للقرآن دليلا متمما
للجانب البلاغي في اقامة البرهان الجلي القاطع على كونه كتاب الله الذي لا ريب فيه
و معجزة هذا الدين الباقية بقاء الدهر.
{إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } [الإسراء:
9] {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا
تَفْعَلُونَ} [النمل: 88].
__________________
(1) الله يتجلى في عصر العلم: 166.
(2) القرآن الكريم و العلوم الحديثة: 81- 85.
(3) الله يتجلى في عصر العلم: 167.
(4) القرآن الكريم و العلوم الحديثة: 19-
21.
(5) القرآن و العلم الحديث: 82- 83.
(6) الاسلام و الطب و الحديث: 40.
(7) الله يتجلى في عصر العلم: 166.
(8) البيان: 1/ 54.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|