المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

أقسام المصطلح الديني
2024-06-05
ما بعد حرب فيتنام
13-8-2022
معنى العلاقات العامة
9/9/2022
فساد الاسماك الطازجة وطرق منعه
12-2-2016
الميكانيكا الكلاسيكية classical mechanics
25-4-2018
دور التآخي في بناء المجتمع
2024-08-27


بعض علامات ظهور المهدي  
  
3879   05:06 مساءاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2، ص634-637
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / علامات الظهور /

[جاء]في علامات ظهور المهدي المروية عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) وقد رواها أصحابنا رضوان الله عليهم بأسانيدهم المتصلة كالنعماني والشيخ الطوسي في كتابي الغيبة والمفيد في الارشاد وغيرهم ونحن نوردها بحذف الأسانيد قصدا للاختصار أو نذكر حاصل الرواية ونسردها مفصلة مرتبة بحسب الإمكان تسهيلا لتناولها ومعرفتها ثم إن هذه العلامات منها بعيد مثل اختلاف بني العباس وزوال ملكهم وغير ذلك ومنها قريب كخروج السفياني وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك ومنها محتوم كما نص عليه في الروايات كالسفياني واليماني والصيحة من السماء وغير ذلك ومنها غير محتوم قال المفيد بعد سرده لعلامات الظهور كما سيأتي ومن جملة هذه الاحداث محتومة ومنها مشترطة أقول ولعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه ولا يمكن ان يلحقه البداء الذي هو اظهار بعد اخفاء لا ظهور بعد خفاء والذي هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع وبغير المحتوم أو المشترط ما يمكن ان يلحقه البداء والمحو والنسخ في التكوين يمحو الله ما يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلك فاما المحتوم فقد اختلفت الروايات في تعداده زيادة ونقيصة ففي بعضها خمس علامات محتومات قبل قيام القائم (عليه السلام) السفياني واليماني والمنادي من السماء باسم المهدي وخسف في البيداء وقتل النفس الزكية وفي بعضها قال من المحتوم وعد المذكورات الا أنه قال بدل اليماني وكف تطلع من السماء وعد معها القائم وفي بعضها قال من المحتوم وعد المذكورات أيضا الا انه ذكر طلوع الشمس من مغربها واختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني والخسف وعد معها قيام القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) قال النعماني في غيبته هذه العلامات التي ذكرها الأئمة (عليه السلام) مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة ان لا يظهر القائم (عليه السلام) الا بعد مجيئها إذ كانوا قد أخبروا انه لا بد منها وهم الصادقون حتى أنه قيل لهم نرجو ان يكون ما نؤمل من أمر القائم ولا يكون قبله السفياني فقالوا بلى والله انه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم حققوا كون العلامات الخمس اي اليماني والسفياني والنداء من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية التي هي أعظم الدلائل على ظهور الحق بعدها كما ابطلوا أمر التوقيت وقالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا ان تكذبوه كائنا ما كان فانا لا نوقت وهذا من اعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى ذلك قبل مجيء هذه العلامات انتهى . وقال المفيد في الارشاد قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون امام قيامه وآيات ودلالات فمنها خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة وخسف بالبيداء وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حائط مسجد الكوفة واقبال رايات سود من قبل خراسان وخروج اليماني وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل أهل مصر أميرهم وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة واقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها وبشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ومسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد على بلاد السادات ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الاخبار قال ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنتها الآثار المنقولة وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق ثم اورد المفيد ره عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي إن شاء الله وعن كتاب العدد القوية قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل خراب حائط مسجد الكوفة وقتل أهل مصر أميرهم وزوال ملك بني العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم وموت عبد الله آخر ملوك بني العباس وخراب الشامات ومد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل ذلك في مدة يسيرة وانشقاق الفرات وسيصل الماء إن شاء الله إلى أزقة الكوفة أقول يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة ويمكن كون العلامة غير ما حصل بل شئ يحصل فيما بعد ولنشرع في تفصيل تلك العلامات المستفادة من الروايات فنقول .

الأول: اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم واختلاف بني أمية وذهاب ملكهم اما الأول فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات الظهور بل في بعضها ان اختلافهم من المحتوم وفي جملة منها التعبير ببني فلان تقية قال الباقر (عليه السلام) لا بد ان يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما اما انهما لا يبقون منهم أحدا ويأتي في بعض الروايات فعند ذلك زال ملك القوم وعند زواله خروج القائم وان آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية وانه ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة وان قدام القائم بلوى من الله فقيل ما هي فقرأ {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } [البقرة: 155] الآية ثم قال الخوف من ملوك بني فلان وقال الباقر (عليه السلام) إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج وليس فرجكم الا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ولن يخرج ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم وقال (عليه السلام) ان ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار وكرجل كانت بيده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه .

وروي في غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر ان دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان و لها امارات فالزموا الأرض وكفوا حتى تجئ اماراتها فإذا استأثرت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال واستخلف بعده رجل شحيح فيخلع بعد سنين من بيعته ويأتي مالك ملكهم من حديث بدأ ؛ وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) ملك بني العباس عسر لا يسر فيه لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر لم يزيلوه حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم ويسلط الله لهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلا هدها ولا نعمة إلا أزالها الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به وقيل للصادق (عليه السلام) متى فرج شيعتكم فقال إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر السفياني واقبل اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الامر من المدينة إلى مكة الحديث وقيل للصادق (عليه السلام) ما من علامة بين يدي هذا الامر فقال بلى هلاك العباسي وخروج السفياني وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء والصوت من السماء فقال جعلت فداك أخاف ان يطول هذا الامر فقال لا انما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا وقال الكاظم (عليه السلام) لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس أسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني وقال ملك بني العباس يذهب حتى لم يبق منه شئ ويتجدد حتى يقال ما مر به شئ وقيل للرضا (عليه السلام) انهم يتحدثون ان السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال كذبوا انه ليقوم وان سلطانهم لقائم غيبة الطوسي بسنده عن الصادق (عليه السلام) من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم ثم قال إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على واحد ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله الحديث والظاهر أن المراد بعبد الله هو المستعصم آخر ملوك بني العباس وأكثر هذه الروايات دال صريحا أو ظاهرا على أن ذهاب ملك بني العباس من العلامات القريبة بل بعضها صريح بوجود ملكهم عند ظهور السفياني مع أنه من العلامات البعيدة بعد كثيرا فقد مضى على انقراض دولتهم ما ينوف عن سبعمائة سنة وكذلك اختلاف بني أمية وذهاب ملكهم كان قبل حدوث دولة بني العباس ويمكن ان يكون للعباسيين في علم الله دولة في آخر الزمان أو ان ذلك من غير المحتوم ويحمل ما دل على أنه من المحتوم ان صح على أن كونه من العلامات محتوم وكونه من العلامات القريبة غير محتوم والله أعلم واما اختلاف بني أمية وذهاب ملكهم فقد جاء في بعض الروايات عن الباقر (عليه السلام) قال في علامات الظهور فإذا اختلف بنو أمية وذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك حتى يختلفوا فإذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف أهل المشرق وأهل المغرب نعم وأهل القبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف حتى ينادي مناد من السماء الحديث.

الثاني: خروج ستين كذابا كلهم يقول انا نبي؛ روى الشيخ المفيد بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله) لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول انا نبي.

الثالث: خروج اثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه؛ روى الشيخ المفيد بسنده عن الصادق (عليه السلام) لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه.

الرابع : قول اثني عشر رجلا انهم رأوه النعماني بسنده عن الصادق (عليه السلام) لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول انهم قد رأوه فيكذبونهم .

الخامس : خروج كاسر عينه بصنعاء روى النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق (عليه السلام) السفياني فقال انى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء ويحتمل ان يكون هو اليماني والله أعلم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.