المناهج المستخدمة في الجغرافيا السياحية:

تشتق كلمة " منهج" من نهج أي سلك طريقا معينا ،وبالتالي فإن كلمة " المنهج تعني الطريق والسبيل، ولذلك كثيرا مـا يقـال أن طـرق البحـث مـرادف لمناهج البحث. إن ترجمة كلمة " منهج " باللغة الإنجليزية ترجع إلى أصـل يـونـاني، وتعني البحث أو النظر أو المعرفة ، والمعنى الاشتقاقي لها يدل على الطريقة أو المنهج الذي يؤدي إلى الغرض المطلوب، ويحدد المنهج حسب طبيعة الدراسات السياحية وأهدافها، التي يتم تحديدها سابقاً ، ويمكن القول أنها تخضع – كمـا أشـرنـا سـابقا – إلى ظـروف خارجية أكثر منها إرادية.

ويعرف العلماء المنهج " بأنـه فـن التنظيم الـصحيح لسلسلة الأفكـار العديدة، إما من أجل الكشف عن حقيقة مجهولة لدينا، مثـل: توقعات نمو الحركة السياحية في إقليم سياحي معين، أو من أجل البرهنة على حقيقة لا يعرفها الآخرون، مثل التنبؤ بالحركة السياحية في موقع معين ، ومن هذا المنطلق، يكون هناك اتجاهـان للمناهج من حيث اختلاف الهدف، إحداهما يكشف عن الحقيقة ويسمى منهج التحليل أو الاختراع، والثاني يسمى منهج التصنيف، كما يقر البعض أن المنهج الأكثر استخداما ،هو المنهج الذي يقوم على تقرير خصائص ظاهرة معينة أو موقف يغلب عليه صفة التحديد، ويعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها واستخلاص دلالتها ،كما أنه يتجه على الوصف الكمي أو الكيفي للظـواهر المختلفة بالـصـورة الحقيقة في المجتمع للتعرف على تركيبها وخصائصها.

والواقع أن تصنيف المناهج يعتمد عـادة على معيـار مـا حتى يتفادى الخلط والتشويش، وتختلف التقسيمات بين المصنفين لأي موضـوع، وتتنوع التصنيفات للموضوع الواحد، وينطبق ذلك على مناهج البحث في الجغرافيا السياحية، وإذا نظرنا إلى مناهج البحث في الجغرافيا السياحية من حيث نوع العمليات العقلية التي توجهها أو تسير على أساسها نجد أن ثلاثة أنواع من المناهج .