المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أبو حازم يبكي السلطان
27-11-2016
السيد عباس بن علي بن نور الدين علي
19-12-2017
التربة والدورة المناسبة لزراعة الترمس
10-4-2016
The diphthongs COMMA
2024-05-22
السياحة الثقافية
8-10-2020
Changing the concentration
12-1-2017


مولد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) و رضاعه الميمون  
  
3011   08:47 مساءً   التاريخ: 24-3-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1،ص 53-57
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

ما إن استنفذت الديانة النصرانية أغراضها في المجتمع البشري ولم تعد لها فاعلية تذكر حتى حلّت في الدنيا كلّ مظاهر التيه والزّيغ ، وأمسى الناس كافة ضلّال فتن وحيرة ، استخفّتهم الجاهلية الجهلاء ، ولم تكن أوضاع الروم بأقل سوءا من أوضاع منافسيهم في فارس ، وما كانت جزيرة العرب أفضل وضعا من الاثنين . والكل على شفا حفرة من النّار .

وقد وصف القرآن بصورة بليغة جانبا مأساويا من حياة البشر آنذاك ، كما وصف سيد أهل بيت النبوة علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ذلك الوضع المأساوي وصفا دقيقا عن حس ومعايشة في عدّة خطب ، منها قوله في وصف حال المجتمع الذي بعث فيه النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) :

« أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأمم وإعتزام من الفتن ، وانتشار من الأمور وتلظّ من الحروب ، والدنيا كاسفة النور ، ظاهرة الغرور ، على حين اصفرار من ورقها ، وإياس من ثمرها ، واغورار من مائها ، قد درست منار الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، فهي متجهمة لأهلها ، عابسة في وجه طالبها ، ثمرها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السيف »[1] .

في مثل هذا الظرف العصيب الذي كانت تمر به البشرية سطع النور الإلهي فأضاء العباد والبلاد مبشرا بالحياة الكريمة والسعادة الأبدية . وذلك عندما بوركت أرض الحجاز بمولد النبيّ الأكرم محمد بن عبد اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في عام الفيل سنة ( 570 ميلادية ) وفي شهر ربيع الأول على ما هو عليه أكثر المحدثين والمؤرخين .

وأما عن يوم ميلاده ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فقد حدّده أهل بيته ( عليهم السّلام ) - وهم أدرى بما في البيت - فقالوا : هو يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول بعد طلوع الفجر ، كما هو المشهور بين الإمامية ، وعند غيرهم أنّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولد في يوم الاثنين الثاني عشر من الشهر نفسه[2].

وتتحدث جملة من المصادر التأريخية والحديثية عن وقوع حوادث عجيبة يوم ولادته مثل : انطفاء نار فارس ، وزلزال أصاب الناس حتّى تهدّمت الكنائس والبيع وزال كلّ شيء يعبد من دون اللّه عزّ وجل عن موضعه ، وتساقط الأصنام المنصوبة في الكعبة على وجوهها حتّى عمّيت على السحرة والكهّان أمورهم ، وطلوع نجوم لم تر من قبل هذا وقد ولد ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يقول : « اللّه أكبر ، والحمد للّه كثيرا وسبحان اللّه بكرة وأصيلا »[3].

واشتهر النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ب : اسمين : « محمّد » و « أحمد » وقد ذكرهما القرآن الكريم ، وروى المؤرخون أنّ جدّه عبد المطلب قد سمّاه « محمدا » ، وأجاب من سأله عن سبب التسمية قائلا : أردت أن يحمد في السماء والأرض[4]. كما أن أمه آمنة سمّته قبل جده ب : « أحمد » .

وقد بشّر به الإنجيل على لسان عيسى ( عليه السّلام ) - كما أخبر القرآن الكريم بذلك وصدّقه علماء أهل الكتاب - وقد حكاه قوله تعالى : وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [5] . ولا مانع من أن يعرف الشخص باسمين ولقبين وكنيتين في عرف الجزيرة العربية وغيرها .

رضاعه الميمون :

أصبح محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) الشغل الشاغل لجدّه عبد المطلب الذي فقد ابنه عبد اللّه - وهو أعزّ أبنائه - في وقت مبكّر جدا . من هنا أوكل جدّه رضاعه إلى « ثويبة » وهي جارية لأبي لهب كي يتسنى لهم إرساله إلى بادية بني سعد ليرتضع هناك وينشأ في بيئة نقيّة بعيدا عن الأوبئة التي كانت تهدد الأطفال في مكة ويترعرع بين أبناء البادية كما هي عادة أشراف مكة في إعطاء أطفالهم الرضّع إلى المراضع وكانت مراضع قبيلة بني سعد من المشهورات بهذا الأمر ، وكانت تسكن حوالي مكة ونواحي الحرم وكانت نساؤهم يأتين إلى مكة في موسم خاص من كل عام يلتمسن الرضعاء خصوصا عام ولادة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حيث كانت سنة جدب وقحط فكنّ بحاجة إلى مساعدة أشراف مكة .

وزعم بعض المؤرخين أنه لم تقبل أية واحدة من تلك المراضع أن تأخذ « محمدا » بسبب يتمه ، وأوشكت قافلة المراضع أن ترجع ومع كل واحدة رضيع إلّا حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية فقد أعرضت عن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أوّل الأمر كغيرها من المرضعات وحين لم تجد رضيعا قالت لزوجها : واللّه لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه . ورجح لها زوجها ذلك فرجعت إليه واحتضنته والأمل يملأ نفسها في أن تجد بسببه الخير والبركة[6].

ويردّ هذا الزعم مكانة البيت الهاشمي الرفيعة وشخصية جدّه الذي عرف بالجود والإحسان ومساعدة المحتاجين والمحرومين .

على أن بعض المؤرخين قد ذكر أن أباه قد توفي بعد ولادته بعدة أشهر[7].

كما روي أنّه ( صلّى اللّه عليه واله ) لم يقبل إلّا ثدي « حليمة »[8].

قالت حليمة : استقبلني عبد المطلب فقال : من أنت ؟ فقلت : أنا امرأة من بني سعد . قال ما اسمك ؟ قلت : حليمة . فتبسم عبد المطّلب وقال : بخ بخ سعد وحلم خصلتان فيهما خير الدهر وعزّ الأبد[9].

ولم يخب ظنّ حليمة في نيل البركة وزيادة الخير بأخذ يتيم عبد المطلب فقد روي أن ثدي حليمة كان خاليا من اللبن فلما ارتضع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) منه امتلأ ودرّ لبنا .

وتقول حليمة : عندما أخذنا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عرفنا الخير والزيادة في معاشنا ورياشنا حتى أثرينا بعد الجدب والجهد[10].

وأمضى وليد « عبد المطلب » في أحضان حليمة وزوجها في مرابع بني سعد ما يقارب خمس سنوات رجعت به خلالها إلى أهله عند فطامه بعد أن أتم السنتين على كره منها ؛ لما وجدت فيه من السعادة والخير ، كما أن أمّه أرادت أن يشتد عود ابنها بعيدا عن مكة ، خوفا عليه من الأمراض فرجعت به مسرورة .

وروي أنها جاءت به ثانية إلى مكة خوفا عليه من أيادي السوء عندما شاهدت جماعة من نصارى الحبشة القادمين إلى الحجاز قد أصرّوا على أخذه معهم إلى الحبشة لأنهم وجدوا فيه علائم النبيّ الموعود ، لينالوا بذلك شرف احتضانه وبلوغ المجد باتّباعه [11].

 


[1] نهج البلاغة : الخطبة ( 89 ) .

[2] راجع ، إمتاع الأسماع : 3 حيث تجد جميع الأقوال المذكورة حول يوم ميلاد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) .

[3] تاريخ اليعقوبي : 2 / 8 ، السيرة الحلبية : 1 / 92 .

[4] السيرة الحلبية : 1 / 128 .

[5] الصف ( 61 ) : 6 ، راجع السيرة الحلبية : 1 / 79 .

[6] السيرة الحلبية : 1 / 146 .

[7] الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) : 1 / 81 ، السيرة الحلبية : 1 / 81 .

[8] بحار الأنوار : 15 / 342 .

[9] السيرة الحلبية : 1 / 147 .

[10] بحار الأنوار : 15 / 345 ، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 24 ، وراجع السيرة الحلبية : 1 / 149 .

[11] السيرة النبوية : 1 / 167 ، بحار الأنوار : 15 / 401 ، السيرة الحلبية : 1 / 155 .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.