أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1437
التاريخ: 1-07-2015
2304
التاريخ: 1-07-2015
1475
التاريخ: 23-1-2019
2256
|
قال : (المتى وهو النسبة إلى الزمان أو طرفه ).
أقول ، ... المتى (1), والمراد بها نسبة
الشيء إلى الزمان أو طرفه بالحصول فيه أو في طرفه كالحروف الآنيّة الحاصلة دفعة.
وهو إمّا حقيقيّ ، وهو كون الشيء في زمان
لا يفضل عليه كالصيام في النهار ، والكسوف في ساعة معيّنة. وإمّا غير حقيقيّ
كالصلاة فيه أو الكسوف في يوم كذا.
والفرق بين المتى الحقيقيّ والأين الحقيقيّ
في النسبة أنّ المتى الواحد قد يشترك فيه كثيرون ، بخلاف الأين الحقيقيّ.
قال : ( والزمان مقدار الحركة من حيث
التقدّم والتأخّر العارضين لها باعتبار آخر ).
أقول : الحركة يعرض لها التقدّم والتأخّر
وتتقدّر باعتبارهما ؛ فإنّ الحركة لا بدّ لها من المسافة تزيد بزيادتها وتنقص
بنقصانها ، ولا بدّ لها من زمان ، ويعرض لأجزائها تقدّم وتأخّر باعتبار تقدّم بعض
أجزاء المسافة على بعض ؛ فإنّ الجزء من الحركة الحاصل في الجزء المتقدّم من
المسافة متقدّم على الحاصل في المتأخّر ، وكذلك الحاصل في المتقدّم من الزمان
متقدّم على الحاصل في متأخّره.
لكنّ الفرق بين تقدّم المسافة وتقدّم
الحركة أنّ المتقدّم من المسافة يجامع المتأخّر ، بخلاف أجزاء الحركة ، ويحصل
للحركة عدد باعتبارين ، فالزمان هو مقدار الحركة وعددها من حيث التقدّم والتأخّر
العارضين لها باعتبار المسافة لا باعتبار الزمان ، وإلاّ لزم الدور.
وإلى هذا أشار بقوله : « باعتبار آخر »
مغاير لاعتبار الزمان.
وأمّا ما أفاد الشارح القوشجي (2) ـ من أنّ
معناه أنّ هذا التقدّم والتأخّر العارضين لأجزاء الزمان ليس باعتبار الزمان على ما
ذهب إليه الحكماء ، بل باعتبار آخر ؛ لأنّ تقدّم بعض أجزاء الزمان على بعض ذاتيّ
لا زمانيّ.
فغير وجيه. ويشهد على ذلك قوله : « لها »
لا « له ».
وبالجملة ، فالزمان أمر ممتدّ غير المسافة
تتقدّر به الحركة.
وقد يقال : إنّ الزمان كالحركة له معنيان (3)
:
أحدهما : أمر موجود في الخارج غير منقسم ،
وهو مطابق للحركة بمعنى التوسّط ، ويسمّى بالآن السيّال (4) أيضا.
والثاني : أمر متوهّم لا وجود له في الخارج
، فيكون أمرا ممتدّا وهميّا للحركة بمعنى القطع.
قال : ( وإنّما تعرض المقولة بالذات
للمتغيّرات وبالعرض لمعروضها ).
أقول : هذه المقولة التي هي المتى إنّما
تعرض بالذات للمتغيّرات كالحركة ، وإنّما تعرض لغيرها بالعرض وبواسطتها ؛ فإنّ ما
لا يتغيّر لا تعرض له هذه النسبة إلاّ باعتبار عروض صفات متغيّرة له ، كالأجسام
التي تعرض لها الحركات ونحوها من الصفات المتغيّرة ، فتلحقها هذه النسبة.
قال : ( ولا يفتقر وجود معروضها وعدمه إليه
).
أقول : الذي فهمناه من هذا أمران :
أحدهما : أنّ وجود معروض المتغيّرات وعدمه
لا يفتقر إلى الزمان ؛ لأنّه مقدار التغيّرات ، وهي متأخّرة عن المتغيّرات التي هي
معروضها ؛ ضرورة تقدّم المعروض على عارضه ، والتغيّرات متقدّمة على الزمان ؛ لأنّ
الشيء متقدّم على مقداره القائم به ، فتكون المتغيّرات أيضا متقدّمة على الزمان ؛
لأنّ المتقدّم على المتقدّم متقدّم ، فلو افتقر وجود المعروض أو عدمه إليه لزم
الدور.
الثاني : أنّ هذه النسبة ـ التي هي المقولة
ـ عارضة للنسبتين اللّتين إحداهما الزمان ، فالزمان معروض لهذه النسبة ، ووجود هذا
المعروض وعدمه لا يفتقر إلى الزمان ، وإلاّ لزم التسلسل.
قال : ( والطرف كالنقطة وعدمه في الزمان لا
على التدريج ).
أقول : الطرف عبارة عن الآن ؛ فإنّه طرف
للزمان ، والمعنى أنّ وجوده فرضي كوجود النقطة في الجسم ... لأنّه حدّ مشترك بين الماضي والمستقبل ،
والحدود المشتركة بين الكمّيّات المتّصلة ليست أجزاءها ، وإلاّ لما أمكن تقسيمها
إلى ما أريد تقسيمها إليه ؛ لأنّ التنصيف يكون تثليثا والتثليث تخميسا وهكذا.
وقد وقع هناك معارضة بأنّ الآن جزء من
الزمان ؛ لأنّ عدم الآن إمّا تدريجيّ أو دفعيّ ، والأوّل باطل ، وإلاّ لكان الآن
زمانا منقسما لا آنا ، والثاني يقتضي أن يكون آن عدمه متّصلا بآن وجوده ، وإلاّ
لزم أن لا يكون في الآن المتوسّط لا موجودا ولا معدوما ، وهو محال ، وتتالي الآنات
يستلزم الزمان ، فالآن جزء من الزمان.
والمصنّف أجاب عن تلك المعارضة بقوله : «
وعدمه في الزمان [ لا ] على التدريج » والمراد أنّ الشيء الدفعي قد يكون آنيّا لا
زمانيّا ، ككون المتحرّك في حدّ معيّن من المسافة فيما بين المبدأ والمنتهى ،
فإنّه يوجد في آن لا في زمان قطعا ، وقد يكون زمانيّا لا بمعنى الانطباق عليه، بل
على وجه يوجد في كلّ آن يفرض في ذلك الزمان ، ككون الشيء متحرّكا ، فإنّه زمانيّ
يصدق على الجسم في كلّ آن يفرض من آنات زمان حركته ، فعدم الآن دفعيّ لا تدريجيّ ،
وهو في الزمان الذي بعده ، لا بمعنى الانطباق عليه ليلزم انقسام الآن وكونه زمانا
، بل بمعنى أن لا يوجد في ذلك الزمان آن إلاّ ويكون عدمه فيه ، فالآن طرف لذلك
الزمان وعدمه في جميع ذلك الزمان ، مع أنّ وجود الآن ليس في آن حتّى يتّصل آن عدمه
بآن وجوده، وإلاّ لزم التسلسل ، فلا تتوجّه المعارضة.
_______________
(1) حول تعريف المتى راجع « المنطق عند الفارابي » 1 : 108 ؛ « المنطقيّات
» 1 : 60 ؛ « الشفاء » المنطقيّات 1 : 231 ؛« التحصيل » : 414 ؛ « المباحث المشرقيّة
» 1 : 581 ؛ « مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق » 1 : 374 ؛ « نهاية المرام » 2 : 383 ؛
« التعريفات» : 257 ، الرقم 1274 ؛ « شرح تجريد العقائد » : 307.
(2) « شرح تجريد العقائد » : 307.
(3) انظر : « الشفاء » الطبيعيّات 1 : 160 ـ 165 ؛ « النجاة » :
115 ـ 118 ؛ « التحصيل » : 453 ـ 464 ؛ « المعتبر في الحكمة » 2 : 77 ـ 80 ؛ « المباحث
المشرقيّة » 1 : 783 ـ 787 ؛ « المطالب العالية » 5 : 83 ـ 88 ؛ « نهاية المرام »
3 : 529 ـ 534.
(4) انظر : « المباحث المشرقيّة » 1 : 786 ـ 787
؛ « كشّاف اصطلاحات الفنون » 1 : 72 ـ 75.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|