جمع المعلومات على الشكل والتوزيع

ترتبط أشكال المراكز العمرانية، ريفية كانت أو حضرية، بالنشأة التاريخية لهذه المراكز، وعليه فإن دراسة هذه المراكز تتطلب البدء بدراسة هذه النشأة التاريخية حتى اللحظة الحالية، شريطة أن تربط بتطور الوظيفة أو الوظائف التي حددت ذلك المركز العمراني. وحتى نحقق الهدف من دراسة هذا المساق، والاستفادة من الدراسة الميدانية فلا بد من استخدام الخرائط التفصيلية: (مقياس 25001/ أو 50001/). بالإضافة إلى استخدام الصور الجوية والوثائق التاريخية، والبيانات المختلفة والأدلة الأثرية. وتفيد الخرائط التفصيلية هذه مع الخرائط الطبوغرافية في إلقاء الضوء على تطور السكن والملكية وتغير الأسماء. كما تفيد الخرائط المحلية في شرح التفصيلات التي لا يمكن أن نجدها على الخريطة العامة .

وما من شك أن استخدام الصور الجوية، يغني عن الخرائط التفصيلية. إذ هي تفيد في معرفة انتشار وتوزيع المناطق السكنية، والكشف عن العلاقة القائمة بين المراكز العمرانية، ونوعية استخدام الأرض، وشكل السطح الذي تقوم عليه تلك المراكز. كما تكشف عن مواضع المراكز القديمة التي اندثرت, ولا شك أن هذه الوثائق التاريخية، تلقي كثيرا من الضوء على أسباب اختيار هذا الموضع (المكان) للاستقرار، وتبين شكل المساكن القديمة، وكيفية تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وارتباط السكن الريفي، بالملكية الزراعية والدورة الزراعية والأساليب الزراعية. كما أن للبيانات الخاصة بأسماء الأماكن، قيمة كبيرة في دراسة نشأة وتوزيع المحلات العمرانية القديمة والصفات المميزة لها. ولكن يجب الحذر لكثر اختلاط الأسماء وتشويهها خلال الخرائط الاركيولوجية، يمكن التعرف على تركيب وتوزيع المحلات العمرانية التي تقود لما قبل التاريخ، كمدينة أريحا في فلسطين. إذ أن تعاون الأركيولوجيين مع جغرافيي العمران، سوف يؤدي لفوائد عظيمة في هذا التخصص ومن الشامل.