المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



أَوّل ما خلقه الله  
  
1816   08:15 صباحاً   التاريخ: 1-07-2015
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص285-287
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

 في أَوّل ما خلقه الله ، وأنّه ما هو ؟

قال الفلاسفة : إنّه العقل الأَوّل (1) واستدلوا عليه بوجوه :

1 ـ من طريق النقل والشريعة ، فعن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، ( أَوّل ما خلق الله العقل ) .

2 ـ من جهة قاعدة الممكن الأشرف ؛ إذ لا أشرف من العقل .

3 ـ من جهة قاعدة امتناع صدور الكثير من الواحد .

4 ـ من مسلك الملاءمة والمناسبة الذاتية بين المقتضي والمقتضى ، فيجب أن يكون المناسبة الذاتية الحاصلة للعقل الأَوّل والمعلول الأقدم ، أتمّ وأكمل ما يتصوّر من المناسبات بالقياس إلى أي ممكن فُرض بعده ، فإذن ، إن هو إلاّ أكرم العقول القادسة .

5 ـ من جهة إخراج ما بالقوّة إلى ما بالفعل للنفوس ، في باب كمالاتها العلمية والعملية ، فإنّ مخرِج ذواتها من القوّة إلى الفعل ليس ذواتها لوجوه كثيرة ، فلابدّ من مَعلَم قدسي ومصوّر عقلي متوسّط بين الفيّاض الحق والنفوس المستفيضة ، ويجب أن يكون بريئاً من القوّة والاستعداد والانفعال ؛ وإلاّ لاحتاج إلى مكمّل آخر يخرجه من القوّة إلى الكمال ، فيتسلسل إلى غير ذلك من المناهج التي عدّها في الأسفار إلى ثلاثة عشر منهجاً .

أقول : الوجه الثاني موقوف على الوجه الثالث الباطل عندنا بما تقدّم ، والرابع استحساني محض فهو ينفع مقام الخطابة ، إلاّ أن يرجع إلى الوجه الثاني فيكون باطلاً ، وكذا الخامس فإنّه تلفيق محض لو لم يرجع إلى الوجه المذكور ، بل أكثر الوجوه راجعة إليه . وبالجملة : هذه الوجوه العقلية التي ذكرها صاحب الأسفار ، ممّا لا يرجع إلى أساس متين وميزان عقلي ؛ لذا أهملنا تفصيلها وبيانها ، فالإنصاف أنّه لا دليل على أصل وجود العقول فضلاً عن كونها أَوّل الموجودات ، بل لو كان حقيقة العقول مناقضةً للحدوث لكان عدمها مقطوعاً به ؛ لِما عرفت من قطعية حدوث العالَم ، والقول بأنّها ليست من العالم من أرذل الكلام ، فإنّ الموجود إمّا ممكن ، وإمّا واجب بالضرورة ، ولا شق ثالث لهما ، فهي إن كانت واجبةً فتدفعها أدلة التوحيد ، وإن كانت ممكنةً فهي حادثة كبقية أجزاء العالَم الإمكاني ، فهذا التمجمج غير نافع .

وأمّا الوجه الأَوّل فهو وإن كان مشهوراً في الألسن بل في گوهر مراد (2) ، أنّه ورد في روايات الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، لكنّه لا أصل له ، ولم نجد الرواية من طرقنا ، وهذا العلاّمة المجلسي يعترف أيضاً في كتبه ـ كالبحار ومرآة العقول ـ بعدم وجدانه إيّاها ، نعم رواها في عوالي اللآلي (3) مرسلاً عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولعلّه أخذه من العامّة مع أنّه مرسل لا اعتداد به ، وقد طعن في هذا الكتاب مَن لم يكن دأبه الطعن في الروايات المجهولة سنداً.

نعم في الكافي (4) بإسناده عن سماعة بن مهران عن الصادق ( عليه السلام ) في حديث : ( أنّ الله عزّ وجل خلق العقل ، وهو أَوّل خَلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره ... إلخ ) ، بل في البحار (5) أنّ له أسانيد كثيرة ، لكنّه أيضاً غير مفيد ؛ إذ لا دلالة له على تقدّم خِلقة العقل على جميع الأشياء ، وسيأتي أنّ جملةً من الأخبار تدلّ على أنّ أَوّل ما خلق الله هو الماء ، مع أنّه ليس بروحاني .

بقي هنا ما نقل عن ابن طاووس في كتابه سعد السعود (6) من قوله : وكان المسلمون قد رووا أَوّل ما خلق الله العقل فقال له : أقبل ، فأقبل ، وقال : أدبر ، فأدبر ... الخ .

أقول : ولعلّه أراد العامّة أو اشتبه في عبارة الرواية ، وإلاّ فهذا المضمون غير ثابت في رواياتنا، وفيها : ( لمّا خلق الله العقل ) ، نعم احتمل أنّ بعض المؤلّفين ادّعى وجوده في تفسير علي بن إبراهيم ، ولكنّني لم أجده فيه ، ولا عِبرة به إن وجد ، فإنّ التفسير المذكور غير معتبر .

وممّا يدلّ على أنّ العقل ليس أَوّل ما خلق الله ما في غير واحد من الروايات : ( ما خلقت خلقاً أحبّ منك ) ، فإنّ الظاهر أنّ النفي راجع إلى الأَحبيّة وحدها دون الخِلقة أيضاً ، وإلاّ لا تكريم فيه للعقل ، والحال أنّ الله في مقام تكريمه .

وأمّا استنباط أَوّل المخلوقات من الأخبار ، فهو لا يخلو من صعوبة ، فإنّها مختلفة المضامين في بدو النظر ، ففي بعضها أنّه الماء ، وفي بعضها أنّه النور ، وفي بعضها أنوار النبي الأكرم ، والأئمة من ذريته  ( صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ) ، وفي بعضها أنّه العرش ، وفي بعضها نور النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وحده .

قال العلاّمة المجلسي قدّس سره (7) وفي بعض الأخبار العامية عن النبي ( صلى الله عليه وآله): ( أَوّل ما خلق روحي ) ، وعن تفسير علي بن إبراهيم (8) عن الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ أوّل ما خلق الله القلم ) ، وعن ابن الأثير في الكامل : صحّ في الخبر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنّه سمعه يقول : ( إنّ أَوّل ما خلق القلم ، فقال له: اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن) (9) .

أقول : والأخير معارض بما أورده في تفسير البرهان حول قوله تعالى : {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1] ، من الروايات فلاحظ .

وأمّا الأقوال فقيل : إنّه الماء ، وقيل : إنّه الهواء ، وقيل : إنّه النار ، وقيل : إنّه البخار ، وقيل : إنّه النور والظلمة ، وقيل : إنّه الأجزاء الصغار ، وقيل : إنّه المكان .

وعن التوراة : أنّ مبدأ الخلق جوهر خَلَقه الله ، ثمّ نظر إليه نظر الهيبة ، فذابت أجزاؤه فصارت ماءً .

أقول : ولعلّ الأظهر في المقام أنّه نور النبي وأنوار الأئمة ( سلام الله عليهم ) ، وفي جملة من الأخبار تقدّم الخمسة الطيبة على غيرهم ، والصحيح هو التوقّف عن الحكم فيه.

_______________________

(1) ربّما يظهر من صاحب الأسفار ، أنّه الوجود المنبسط دون العقل الأَوّل ، ولكن أُورد عليه بأنّه الصدور ، فالعقل الأَوّل هو الصادر الأَوّل ، نعم هو مسبوق بالصدور.

(2) گوهر مراد / 212.

(3) بحار الأنوار 1 / 97.

(4) الكافي 1 / 21.

(5) السماء والعالَم / 64.

(6) سعد السعود / 202، طبع النجف.

(7) السماء والعالَم / 64. الطبعة القديمة.

(8) والرواية صحيحة سنداً كما مرّ في البحث عن اللوح ، لكنّها في تفسير القمي ، وهو غير معتبر ...

(9) السماء والعالَم / 65.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.