المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Sulfolane
6-9-2017
A weird bear
8/9/2022
الأهمية الاقتصادية للخروب
14-7-2016
الاحتياجات البيئية المؤثرة في انتاج محصول جيد من الطماطم
18-3-2016
العرب
6-11-2016
إدارة كيان الجودة (الكيان الفني)
21-5-2020


الاستخارة في الزواج لماذا؟ كيف؟ بأية طريقة؟  
  
2398   10:11 صباحاً   التاريخ: 24-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص42ـ45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2018 2245
التاريخ: 14-1-2016 2120
التاريخ: 27-6-2018 1978
التاريخ: 14-1-2016 1979

قال علي عليه السلام: [العقل أفضل مرجوّ، الجهل أنكى عدو](1) .

لقد وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان أعز وأثمن جوهرة في هذا الوجود، كما أعطاه مع هذه الجوهرة كل الكرامة والعزة وهذه الجوهرة هي جوهرة العقل الذي هو كالشمس تضيء ليل الفكر الدامس، كما أن العقل ينير القلب ويوضح معالم طريق الحياة . يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: [مثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت](2) وفي ظل هذه الجوهرة ومن خلال الاستفادة منها بشكل صحيح يمكننا أن نميز بين الخير والشر والنفع والضرر وبالتالي نختار أكثر السبل فائدة وأوفوها خيرا، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: [استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا](3) . وقال الإمام الصادق عليه السلام: [إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء إلا به، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونوراً لهم. فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنهم مخلوقون وأنه المدبر لهم وأنهم المدبرون وأنه الباقي وأنهم الفانون(4).

وكل من يريد أن يستشير الله سبحانه وتعالى عليه أن يتشاور مع عقله ومع عقل المتفكرين الأمناء. قال الإمام الكاظم عليه السلام: [إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء عليهم السلام. وأما الباطنة فالعقول](5). وقال الصادق عليه السلام: [دعامة الإنسان العقل ومن العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالماً حافظاً ذكياً فطناً فهماً وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره](6).

فالإنسان بعقله يرى ويسمع ويحلل ويقيم ما يسمعه ويراه ويقارنه مع المعايير والمقاييس الباطنية ويفكر ويطلع ويصل إلى مرحلة الوثوق واليقين وعلى أساس هذا الاطلاع واليقين يمارس إرادته ويتخذ القرار وأخيراً ينفذ ويعمل بما قرره.

لماذا عدم التقدير وعدم الاكتراث والتجاهل؟!

البعض لا يكترث بهذه الجوهرة الأغلى والأثمن ويضعون على هذا المصباح الوضّاء غشاءً من الدخان والغبار والمساوئ والقبائح وتكون نتيجة ذلك أن يحرم هؤلاء بصورة تدريجية من وضوح الرؤية والوعي ومن الوثوق واليقين اللذين هما نتاج جوهرة العقل، فالذي لا يملك في بيته مصباحاً أو فانوساً لا يملك البصيرة والرؤية والقدرة على الاختيار وبالتالي يقع في وادي الحيرة ويغوص في مستنقع ظلام الشك والتردد ومع كل تأمل وتوقف يغوص أكثر فأكثر في هذا المستنقع ويواجه مزيداً من الضياع ويزداد ضلالاً وذلا ومسكنة. وفي بعض الأحيان نرى مثل هذا الإنسان يجعل من المقدسات الإلهية مبرراً لشكه وتردده حيث يغطي شكه وتردده هذين بغطاء مخادع من التدين الظاهري المزيف... فهو يرى بأن الأبواب والجدران نجسة ويقوم بغسلها، ويتوضأ عشرات المرات ويمضي ساعات طويلة في الحمام يصب الماء على نفسه ولكنه يسقط في النهاية منهوك القوى دون أن يغتسل يلجأ إلى الاستخارة لكل عمل يريد القيام به حتى إنه يستخير الله ليعرف هل يستخير أم لا؟ !... دققوا في هذه الرسالة :

الرسالة: السلام عليكم،

... لدي مشكلة، أردت أن أطرحها عليكم لتكونوا مرشدين وموجهين لأشخاص مثلي ومثل والدي...

لقد ضقت درعاً لان والدي يستخير الله (بالقرآن والمسبحة) لكل أمر يريد القيام به حتى عندما يريد ان يضرب زوجته فإنه يستخير الله، فهل تؤخذ الاستخارة للضرب أيضا؟؟ وهل الاستخارة ضرورية لزواجي؟! قبل فترة جاء شباب صالحون كثيرون يطبون يدي للزواج ولكن كلما كان يأتي شاب لخطبتي وأوافق عليه ونسأل ونتحقق عنه وعندما كانت الأمور تصل إلى مراحلها النهائية، فإن والدي يلجأ إلى الاستخارة، ويبدأ بأخذ استخارات عديدة حتى تأتى واحدة من هذه الاستخارات غير جيدة. وهنا أريد أن أسألكم : هل إن أخذ الاستخارة يعتبر ضرورياً في أمر الزواج؟! الذي هو عمل خير قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله: «من تزوج فقد أحيا سنتي» كما قال صلى الله عليه وآله: «من تزوج فقد حفظ نصف دينه» هل إن الرسول صلى الله عليه وآله قال، الاستخارة أولاً ثم الزواج؟! لماذا نصعّب حياتنا ونضع العقبات والمشاكل في طريقها ونحرق البعض بنيران جهلنا وتطرّفنا؟! ألا يحق لي أن أتزوج؟ إذن متى يكون ذلك؟ هل أتزوج عندما يبيض شعري؟ أوضحوا هذه النقطة وهي أن الاستخارة تؤخذ في حالات معينة، إني أعتقد بأن الاستخارة تؤخذ عندما يكون الشخص متحيراً أمام أمرين أو سبيلين لا يدري أيهما يختار ويسلك وعليه أن يختار أحد الأمرين أو السبيلين في هذه الحالة يأخذ الاستخارة. أرجوكم ان تتحدثوا حول هذا الموضوع. لأن هناك كثيرين مثلي، جزاكم الله خير الجزاء. . .

أفضل استخارة:

الاستخارة تعني طلب الخير من الله وأفضل استخارة هي أن يستفيد الإنسان من جوهرة العقل ومن قبسات أنوار التشاور مع العقلاء الأمينين، وأن يتحقق ويتصل بأصدقاء وأقرباء الشاب الذي جاء يطلب يدك ويدرس ماضيه... وبعد الانتهاء من هذه المراحل حبذا لو صلى والدك ركعتين (كصلاة الصبح) بنية صلاة الاستخارة وبعد الانتهاء من الصلاة يقول مائة مرة: «أستخيرُ الله برحمته» وبعد ذلك ينظر ماذا يقول له قلبه فيعمل بما يميل إليه قلبه ويوحي له به(7) وعند ذلك ينزّل الله تعالى عليه الخير الذي قدّره له.

أيتها الأخت الكريمة! بإمكانك أن تتبعي هذه الطريقة وتعلّميها لوالدك، عسى أن تحل مشكلتك وأن ينفض والدك بدوره غبار الغفلة عن مصباح عقله وأن يخرج من مستنقع الشك والتردد وأن يقدم عن وعي وإدراك على تزويجك ولا يتأخر أكثر من ذلك في القيام بعمل الخير هذا.

الحل الأخير!

ولكن إذا أراد والدك مرة أخرى بتردده ووساوسه أن يؤخّر زواجك فإن المحكمة المدنية الخاصة وبالنيابة عن والدك تستطيع إصدار إذن بزواجك، وأنت بدورك اطلبي من الله سبحانه وتعالى أن يفعل ما فيه الخير والصلاح فهو بكل تأكيد سيقدر لك الأفضل والأنسب واعلمي بأن الله جل وعلا خير ناصر ومعين.

____________________________________

(1) غرر الحكم ص٢٩ رقم ٥٣٤ ط الأعلمي.

(2) بحار الأنوار ، ج١ ، ص٩٩ ، كتاب العقل باب ٢ ح١٤.

(3) بحار الأنوار ، ج١ ، ص ٩٦ كتاب العقل باب ١ح٤١.

(4) الكافي ، ج١ ، ص ٧٧ كاب العقل ح٣٤.

(5) الكافي ، ج ١ ، ص ٦٤ ، كتاب العقل ح١٢ في حديث هشام بن الحكم.

(6) الكافي ، ج١ ، ص ٧٣ كتاب العقل ح٢٣.

(7) للتفصيل راجع كتاب وسائل الشيعة ، ج5 ، ص ٢٠٥ ، باب صلاة الاستخارة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.