أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-08-2015
2034
التاريخ: 1-07-2015
1710
التاريخ: 6-7-2019
2260
التاريخ: 2-08-2015
2279
|
قال : ( والقياس اقترانيّ واستثنائيّ ).
أقول : القياس لا بدّ أن يكون المطلوب أو
نقيضه مذكورا فيه بالفعل أو بالقوّة ، والأوّل يسمّى الاستثنائيّ ، والثاني
الاقترانيّ.
مثال الأوّل : « إن كان هذا إنسانا ، فهو
حيوان ، لكنّه إنسان » ينتج أنّه حيوان ، فالنتيجة مذكورة بالفعل. أو نقول : «
لكنّه ليس بحيوان » ينتج أنّه ليس بإنسان ، فالنقيض مذكور في القياس بالفعل.
ومثال الثاني : « كلّ إنسان حيوان ، وكلّ
حيوان جسم » ينتج كلّ إنسان جسم ، وهو مذكور في القياس بالقوّة.
قال : ( والأوّل باعتبار الصورة القريبة
أربعة والبعيدة اثنان ).
أقول : المراد أنّ القياس الاقترانيّ له
اعتباران :
أحدهما : بحسب مادّته ، أعني مقدّماته.
والثاني : بحسب صورته ، أعني الهيئة
والترتيب اللاحقين به العارضين لمجموع المقدّمات ، وهو ما يسمّى باعتباره شكلا.
وهو بهذا الاعتبار على أربعة أقسام كلّ قسم
سمّوه شكلا ؛ لأنّ الأوسط إذا كان محمولا في الصغرى موضوعا في الكبرى ، فهو الشكل
الأوّل ، كقولنا : « كلّ ج ب وكلّ ب أ ».
وإن كان محمولا فيهما ، فهو الثاني ،
كقولنا : « كلّ ج ب ولا شيء من أ ب ».
وإن كان موضوعا فيهما ، فهو الثالث ،
كقولنا « كلّ ج ب وكلّ ج أ ».
وإن كان موضوعا في الصغرى محمولا في الكبرى
، فهو الرابع ، كقولنا : « كلّ ج ب وكلّ أ ج ».
وهذه القسمة باعتبار الصورة القريبة ،
وأمّا بالنظر إلى الصورة البعيدة فهو ينقسم إلى قسمين : حمليّ وشرطيّ.
والحمليّ : ما كان مركّبا من الحمليّات
الصرفة.
والاقترانيّ الشرطيّ : ما كان مركّبا من
الحمليّ والشرطيّ أو من الشرطيّات الصرفة.
فالحمليّ كما قلنا.
والشرطي كقولنا : « كلّما كان أ ب ف ج د ،
وكلّما كان ج د ف ه ر » ينتج « كلّما كان أ ب ف ه ر ». أو نقول : « كلّما كان أ
ب ف ج د ، وليس البتّة إذا كان ه ز ف ج د » أو نقول :
« كلّما كان أ ب ف ج د ، وكلّما كان أ ب ف
ه ز » أو نقول : « كلّما كان أ ب ف ج د ، وكلّما كان ه ز ف أ ب ».
قال : ( وباعتبار المادّة القريبة خمسة
والبعيدة أربعة ).
أقول : مقدّمات القياس هي المادّة البعيدة
له باعتبار مقدّمة مقدّمة ، ومجموعها ـ لا باعتبار صورة خاصّة وشكل معيّن ـ هي
المادّة القريبة.
ومقدّمات القياس أربعة : مسلّمات ،
ومظنونات ، ومشبّهات ، ومخيّلات.
هذا باعتبار المادّة البعيدة ، وأمّا باعتبار
المادّة القريبة فأقسام القياس خمسة :
البرهان ، والجدل ، والخطابة ، والسفسطة ،
والشعر.
بيان ذلك : أنّ مقدّمات القياس إمّا أن
تفيد تصديقا أو تخييلا يجري مجراه. والثاني هو الشعري ، والأوّل إمّا أن يفيد جزما
أو ظنّا. والثاني هو الخطابة ، والأوّل إمّا أن يفيد يقينا فهو البرهان ، وإلاّ
فإن اعتبر فيه عموم الاعتراف والتسليم فهو الجدل ، وإلاّ فمغالطة.
ومادّة الشعر هي المخيّلات ، ومادّة
الخطابة هي المظنونات ، ومادّة المغالطة هي المشبّهات ، ومادّة البرهان والجدل هي
المسلّمات ؛ فالصناعات خمس حاصلة من أربع كما أشرنا.
والأولى جعل الموادّ البعيدة أيضا خمسا
بجعل مادّة البرهانيّات اليقينيّات ، وجعل مادّة الجدل المسلّمات وما بقي كما ذكر.
وكيف كان فيرد ما في شرح الفاضل القوشجي من
أنّه لا اختصاص لهذا التقسيم بالاقتراني ، كما هو ظاهر المتن ، بل الاستثنائي أيضا
ينقسم إلى هذه الأقسام (1).
قال : ( والثاني متّصل وناتجه أمران ، وكذا
غير الحقيقي من المنفصل ومنه ضعفه ).
أقول : الثاني هو القياس الاستثنائي ، وهو
ضربان :
الأوّل : أن تكون مقدّمته الشرطيّة متّصلة
، وينتج منها قسمان :
أحدهما : استثناء عين المقدّم ، فالنتيجة
بعين التالي.
والثاني : استثناء نقيض التالي المنتج
لنقيض المقدّم.
والثاني : أن تكون منفصلة ، وهو قسمان أيضا
:
أحدهما : أن تكون غير حقيقيّة.
والثاني : أن تكون حقيقيّة.
فغير الحقيقيّة ضربان :
مانعة الجمع ، وينتج قسمان منها : استثناء
عين المقدّم لنقيض التالي ، واستثناء عين التالي لنقيض المقدّم.
ومانعة الخلوّ ، وينتج قسمان منها أيضا :
استثناء نقيض المقدّم لعين التالي ، واستثناء نقيض التالي لعين المقدّم.
وأمّا الحقيقيّة فإنّها تنتج أربع نتائج من
استثناء عين المقدّم لنقيض التالي وبالعكس ، ومن استثناء عين التالي لنقيض المقدّم
، وبالعكس.
فالمعنى أنّ القياس الاستثنائي المتّصل
ينتج من أقسامه قسمان ، والقياس الاستثنائي المنفصل بالانفصال غير الحقيقي بقسميه
ينتج من أقسامه أيضا قسمان.
وأمّا القياس الاستثنائي من المنفصل
الحقيقي فينتج أربع نتائج ، فتدبّر.
قال : ( والأخيران يفيدان الظنّ ، وتفاصيل
هذه الأشياء مذكورة في غير هذا الفنّ ).
أقول : يريد بـ « الأخيران » الاستقراء
والتمثيل ، وهما يفيدان الظنّ لا العلم ؛ فإنّ الاستقراء إن كان تامّا بتصفّح
جزئيّات الكلّيّ بتمامها ، كان راجعا إلى القياس الاقتراني المسمّى بالقياس
المقسّم ، كما يقال : « كلّ عدد إمّا زوج أو فرد ، وكلّ زوج هو يعدّه الواحد وكذا
كلّ فرد » فينتج أنّ العدد يعدّه الواحد ، فيفيد اليقين.
فلا يقدح كونه مفيدا للعلم فيما ذكره
المصنّف وإن كان ناقصا ، كما هو المتبادر عند الإطلاق ، فلا يفيد إلاّ الظنّ.
نعم ، إذا انضمّ إليه الحدس الصائب أفاد
القطع وهو ليس بنفسه.
وأمّا التمثيل فهو إلحاق جزئيّ بجزئيّ في
حكمه ؛ لاشتراكهما في جامع مستنبط بالسبر والتقسيم أو الدوران.
وهذا لا يفيد إلاّ الظنّ ؛ إذ يحتمل عدم
كون الجامع علّة أو تكون خصوصيّة الأصل شرطا ، أو خصوصيّة الفرع مانعة أو نحو ذلك.
واعلم أنّ تفاصيل هذه الأشياء وبيان
شرائطها مذكورة في علم المنطق ، وإنّما ساق الكلام إليه هاهنا ، فلا وجه لإيراد
أزيد ممّا ذكر هاهنا.
__________________
(1) راجع « شرح تجريد العقائد » : 270.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|