أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2022
1328
التاريخ: 2023-03-18
2621
التاريخ: 31-8-2016
2927
التاريخ: 1-3-2022
1934
|
المدن العربية الإسلامية
مع اندحار جيوش بيزنطية بقيادة هرقـل عـن الأرض العربية، تحت ضربات الجيوش العربية الإسلامية عام 637م، وتحقيق النصر على جيوش الروم في معركة اليرموك الخالدة، ازدهرت حياة المدن في بلاد العرب والمسلمين. وذلك لما جـددوه وأحيوه من مدن الرومان السابقة، وما أنشأوه من مدن أضيفت لأغراض حربية أو سياسية أو تجارية أو اجتماعية أو دينية. ولا شك أن التجمع في المدينـة كـان قـوة للإسلام. فأنشئت الجوامع لتأدية صلاة الجمعة. وأنشئت مدن عدة لهـدف ديني، مثـل مدينة كربلاء والرباط ومراكش وفاس والنجف. كما أصبحت لمدينة القدس ومكة والمدينة المنورة مكانة خاصة في قلوب المسلمين.
وحينما اتسعت رقعة الدولة العربية الإسلامية، كان على الحكام المسلمين حمايتها من المغيرين، ولينشروا رسالة السماء. فأنشئت مدن عسكرية كالبصرة والكوفة والفسطاط والقيروان.
أما العامل السياسي، فقد تمثل في انتقال العاصمة من المدينة المنورة إلى دمشـق (العهد الأموي) والى بغداد (العهد العباسي). كما ظهرت العسكر ثـم القطـائـع ثـم القاهرة. وظهرت مدينة سامراء (سر من رأى) في العراق ومكناس في مراكش.
وبطبيعة العرب التجارية وبحكـم الموقع الفعـال، تفوق العرب في التجـارة وتدفقت الثروات الطائلة على المدن، فازدهرت وزاد حجمها. ومنهـا مدينـة بغـداد والقاهرة وقرطبة. فقد كانت كل منها في أيام مجـدهـا سـوق العـالم ومستودعه، تلتقي عندها تجارة الشرق والغرب.
وقد ورثت المدن العربية مواقع المدن القديمة. إذ ورثت بغـداد موقع بابـل والقيروان موقع قرطاجة والقاهرة موقع منف عند قمة الدلتا، وما أن ظهرت هذه المدن العربية أو المعربة حتى صار مصيرها معلقا بخطوط النقل والتجارة العابرة أينمـا اتجهت .
لقد كان هناك تنافس شديد بين موانئ الخليج العربي وموانئ البحر الأحمر. فتارة تأتي موانئ البصرة وسيراف والأبلة على الخليج العربي في المقدمة، وتستأثر بالتجارة العابرة، وتارة أخرى تنتصر مدينة القلزم (مكان مدينة السويس) وعـدن في المنافسة، إثر أحداث سياسية فتتحول إليها طرق التجارة.
وحتى على المستوى المحلي، كان تغير طريق الحج يقلل من شأن المدن والموانئ التي كانت على الطريق، ويزيد من أهمية الموانئ والمدن التي مر بها الطريق الجديد, وقد حدث ذلك مراراً في مصر. فعندما كان الصليبيون يهددون طريق الحج الشمالي، كانت القلزم تفقد بعض أهميتها، لتزداد أهمية بلدان عيذاب والقصير وفقط وقوص. ولم يقتصر إنشاء المدن على الأرض العربية فحسب، وإنما زرعوهـا في إسبانيا وساحل الزنج في شرقي إفريقية وغربها. فقرطبة كانت في عهد الأمويين (756هـ 1002م) تشغل موضعاً يربو عن مساحتها الحالية بعدة مرات. ويسكنها نحـو نـصـف مليون نسمة، بينما لا يزيد عدد سكانها حالياً عن 120 ألف نسمة. ومن المدن التي أنشأها العرب في غربي أفريقية غانة وتمبكتو. أما عـرب المشرق، فقـد أنشـؤوا مدينـة مقديشو على ساحل الصومال.
كما أنشئت على ساحل الزنج مدينة زنزبار عند خط عرض العكس فبينما كانت تزدهر المدينة عنـد العرب والمسلمين، كانت أوروبا تعيش في عصر مظلم، خربت فيه كثير من المدن، بسبب هجمات الجماعات المتخلفة من الهـون Huns والفندال Vandals . أما المدن التي سلمت من التدمير، فقد انكمشت وقل عدد سكانها. ولم يبق من معالمها الرئيسية غير الكنيسة، إلى أن ظهرت الكشـوف الجغرافيـة في أواخر القرن ال 15 م، (1490-1501م). فأخـذت تتدفق الثروات الطائلة على المدن الأوروبية مثل إسبانيا والبرتغال وهولندا وفرنسا وإنجلترا. فانتعشت بذلك المدنية الأوربية بعد تطور وسائل النقل البحري وتوفر المواد الغذائية للتجمعات السكانية في العواصم الكبرى، مثل لندن وباريس ولشبونة وأمستردام وغيرهـا لتدخل في العصـر الحديث, وفي الوقت الذي ازدهرت فيه المدن، في شمال غرب أوروبا على شواطئ المحيط الأطلسي، دخلت فيه المدن العربية الإسلامية مرحلة مظلمة، بسبب الظروف السياسية وتحول طرق التجارة الدولية عنها إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|