المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12710 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

اثر استعمال الإدارة المشروع لسلطتها في الإنهاء الانفرادي
29-3-2016
Ergs and Joules
24-11-2020
Redox reactions in synthesis
5-10-2020
كم هو عدد العوائل الحشرية؟
17-9-2021
تفسير الاية (120-124) من سورة النحل
15-8-2020
الجيش الاشوري
26-10-2016


لماذا هي جغرافية المدن؟  
  
2570   03:00 مساءً   التاريخ: 18-2-2022
المؤلف : علي سالم الشواورة
الكتاب أو المصدر : التخطيط في العمران الريفي والحضري
الجزء والصفحة : ص 76-85
القسم : الجغرافية / الجغرافية البشرية / جغرافية التخطيط /

لماذا هي جغرافية المدن؟؟

يزود التدريب في حقل جغرافية المدن الطالب، بمزيد من المعرفة العمليـة عـن تطور المدينة ووظيفتها وموقعها من ناحية، وفهم تركيبهـا المكـاني، بمـا فيهـا علاقاتهـا المتداخلة بين الناس والأنشطة من ناحية أخرى.

ولهذا يؤكد عرض جغرافي المدن على أمرين رئيسيين هما، الموقع الجغرافي والمكان Space. حيث إن الخاصية المكانية في الواقع ما هي إلا الموضوع الجوهري في الجغرافية. كما تعتبر الخريطة أيضـاً أداة بحث حيوية، يستخدمها الجغرافيـون لـربط وتطبيق هذه الفلسفة عملياً. حيث إن الخريطة تضيف بعداً إضافياً في توضيح وإبراز أهمية المكان عند تحليل المدينة.

أما فيما يتعلق بتطور جغرافية المدن، فتعتبر الحرب العالمية الأولى الحد الفاصل، بين مرحلة نشأة علم جغرافية المدن والمرحلة التكوينية السابقة لهذا الموضوع، وقد بدأ الاهتمام بالدراسات التفصيلية للمدن ينتشر بين الجغرافيين وكذلك أبحـاث الربط والمقارنة ووضع القوانين العامة.

ففي مرحلة التكوين السابقة للحرب العالمية الأولى، ذكر الأستاذ هارولد كارتر Harold Carter أن الجغرافي سترايو Strabo في جغرافيته تلك، قد تنبه لأهمية الموقع Location مـن حيـث خصائصه الطبيعـة للموضع Site، والتي كـان يؤكد عليهـا باستمرار؛ لأنها دائمة وثابتة، ولأنها تمثل الخصائص الطبيعية للمكـان، لا كأعمال فنية، ولكن كارت لما سبقها. ولهذا يحق لنا ان ندرسه بتمعن وعناية لحد كبير.

كما قام الأستاذ كارل هازارت Karl Hasserts بنشر أول مقالة عن مدينة ليبزغ عام 1907م، حوت خلاصـة جغرافيـة المـدن حينذاك. وقام العديد من جغرافيي المدن الفرنسية بدراسات من هذا النوع للمدن الفرنسية، كالأستاذ بول ميريو P. Meuriot عام 1897م، بالإضافة إلى الأستاذ : كلارجيت P. Clarget، ورينيـه مونييه R. Maunier، والأستاذ بلانشارد R. Blanchard وقد ذكـر بلانشارد في مقدمة كتابه عام 1911م: إن الفكرة الجوهرية لهذه الدراسة، تتمثل في إبراز أصـل وتطور هذه المدينة، كوظيفة ناجمة عن ظروف موقعها الطبيعية " وقد ختم ، "نستطيع من خلال نشأتها تتبع امتدادها الحالي. فمدينة غرينوبل Grenoble الواقعة عند ملتقى الأنهار الجارية، تمتد فوق الأراضي الزراعية المتنوعة. وبالرغم من التباينات البشرية في ذلك الموقع، إلا أن الطبيعة تؤكد على المزايا الطبيعية، حتى لو كان الكائن العضوي جزءاً لا يتجزأ من مجموع المركب الكلي للمكان.

وقد أكد بلانشارد في دراسته تلك، أنه قبل دراسة المدينة من الناحية التاريخية، فلا بد من دراستها من الوجهة المكانية. فكـانـت بـذلك أول دراسة كلاسيكية لمدينة منفردة بذاتها. وقد أدت هذه الدراسات – في جغرافية المدن- إلى انعكاسها على بقيـة فروع الجغرافية لحد كبير، كما وجد الموضوع في تلك المرحلة نقطة انطلاق للعمـل خارج نطاق البيئة الطبيعية (الحتم البيئي)، بالرغم مـن ضبابية Nebulous فكـرة الإنسان Concept of Man، والذي يعتبر بدوره سيد الإمكانيات Possibilities في العالم الطبيعي. علـى حـين كانت تركز كـل المقالات ذات الموضـوع الواحـد Monographs على الصخور والتضاريس والغابات فقط ..!

فالعلاقة بين الحقائق المستقلة، ترتكز على التأثير السلبي للجغرافية الطبيعية. فمن غير المنصف في ذلك الحين، توحيد الأسس والمعايير؛ لكي تدرس المدينة، وذلـك لأنها تجد في عوامل الموقع ضبطاً لتطورها.

من هنا كانت الدراسات العلمية المدعومة بالأشكال البيانية الهائلة، محاولة الإشارة إلى الموقع العقدي Nodal Situation للمراكز المدنية على غاية من الأهمية. فمن خلال هذه العبارة نجد حيزاً صغيراً لتطور أعمق على جغرافية الحضـر الحقيقيـة، بل حافزاً ولو قليلاً لجمع شتات المنفردة والمندرجة تحت موضوع واحد هو جغرافيـة المدن.

كما قام كل من الأستاذ شـارك بـوث Charle Booth عـام 1909م والأستاذ راونتري Rawentry عام 1910م بعدة دراسات، كان الهـدف مـن وراثهـا الربط بين مظاهر السطح والخصائص الطبيعية للمكان، وبين اختيار مراكز المواقع العمرانية لأغراض محددة. أي ملاءمة الغرض الذي قامت من أجله المحلة السكنية، مع ا الأخذ بعين الاعتبار مقومات البيئة الطبيعية .

وقد أطلق على هذا النوع من الدراسات جغرافية العمران، أو جغرافية السكن Geography of settlements. أما في الولايات المتحـدة، فقد وضع الأستاذ جيفرسون Jefferson, M كتاباً عالج فيه تطور المدن الأمريكية عـام 1915م، ثـم نمـو المدن البريطانية وإمبراطوريتها عام 1917م. كما قام الأستاذ فلير H.J.Fleure بأول محاولة لتصنيف أنماط وتحديد أقاليم شكل المدينة الداخلي في غرب اوروبـا عـام 1920م. ثم اتبعها بمقالات عن حوض نهر البو Po شمال إيطاليا عام 1924م. كما ورد ذلك في مقدمة الأستاذ هارولد کارتر H. Carter.

كما صيغت أول مجلة لجغرافية المدن عام 1924م، من قبل الأستاذ أوروسو .M

Aurousseau حيث وردت فيها الفقرة التالية :

إن جغرافية المدينة تضم قطاعاً كبيراً من الجغرافية البشرية، والتي كـان مـن الصعوبة بمكان التخصص بها على الإطلاق. لهذا تكمن المشكلة في إيجاد هوية مستقلة لجغرافية المدن، كدراسة علمية متميزة ومنظمة.

وعليه، كان هذا الباحث غير متأكد من طبيعة جغرافية المدن حتى تلك الفترة. وبالرغم من أن أوروسو قـد كـتـب مـقـالاً عـام 1921م بعنوان : الدراسة الجغرافيـة للمجموعات السكانية، ذكر فيهـا. أن المدن لا بد وأن تـدرس تبعـاً لوظيفتهـا Physiologically، أو طبقـاً لشكلها Morphological، أو تبعـا لتركيبها Histological كما أهتم هذا الباحث بكتابات فلير Fleure المتعلقة بالدراسات الإقليمية للمدن، وبحث بداية الدراسات الوظيفية والأعمال، والتي أكدت جميعها على أهمية وضع المدينة كظاهرة بشرية من صنع الإنسان.

وقد كان لآراء كل من الأستاذين فلير وروكسي P. M. Roxby أثر كبير على كثير من جغرافيي القرن العشرين، ليس في إنجلترا فحسب، وإنما في جميع أنحاء العالم. فقد حملت آراؤهما نفس فكرة الأستاذ فيدال دي لا بلاش Vadale De Laplache وهو التأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة.

وظهـر بعـدهما ترايوارثا  Trewartha وجايزلر Geizsler وكرسـر Christaller. وقد قام كريستلر عام 1933م، بعمل عظيم على الأماكن المركزية في جنوب ألمانيا. وتم نشر هذا العمل، بالرغم من أن تأثيره كان غير ملموس، حتى بعيـد الحرب العالمية الثانية بسنوات عدة. وقد أكد هذا العالم الألماني علـى قـوانين التباعـد والحجم، واستخدم الطرق الرياضية لأول مرة في تلك الفترة.

وجاء مـن بعـده الباحث الجغرافي. بي. ركرو P. R. Crowe عام 1938 والذي انتقد الميل الحاد عند الجغرافيين في التأكيد على توزيع المواضيع غير الحيـة Inanimate، وعلى مورفولوجية الأنماط الجامدة Static Patterns. بل ركز على معالجة جغرافية المدن كمؤشر على عدم قدرة الجغرافيين على الخوض فيما هو تحت السطح (غير الظاهر). فهو يشير إلى أن تطبيق معادلة الموقع Situation، والموضع Site كانتا بدون معنى. فبينما يرى كرو Crowe أن الموضع لا يملك شيئاً سـوى الأهمية التاريخية التي يحتويها، فإن الموقع = من وجهة نظره- لا تبرز أهميته فقـط إلا بمستوى الطرق المؤدية إليه، وليس لتيارات الحركة المتدفقة نحوه. وقد جاءت ثورة كرو Crowe بعد كريستلير بعدة سنوات، لرد الفعل المتمثل في بطيعـة نمـو المدينة نفسها. فامتداد أحياء المدينة السريع والمطرد، نتيجة لتطور وسائل النقل وطرقه المشجعة، على هذا التوسع والامتداد الكبيرين، قد أدى إلى خلق مشكلات حادة في المناطق الحضرية بوجه عام. وقد عرض لنا الموقع أيضـاً بوضع غير ذي معنى، وذلك حينمـا ظـهـر للوجود التجمع المدني الهائل، أو التجمعات المدنية العظمى conurbations في شرق الولايات المتحدة . وبدأ بعد ذلك ظهـور نـوع جديد من الدراسة المدنية، وهي ايكولوجية المدن Urban Ecology، أي دراسة مجمع المدينة في إطـار بيئتها. وكـان الفضل في ذلك يعـزى للأستاذ ر. إي. بارك R.E.Park عـام 1926م، حينمـا نشـر مجموعة من المقالات المهمة في كتابة The Urban community. وتحولت مدينـة شيكاغو لمدرسة ضخمة، انتجت العديد من الأبحاث الحيوية، التي تهتم بدراسـة الظواهر الاجتماعية دراسة توزيعية مكانية داخل المدينة. ثم أضـاف الأستاذ ماكنزي Machenzie عـام 1937م، نـواة مهمة لدراسة الإقليمية Regionalism، والتنظيم المدني للمجتمع الحديث. وذلك بمعالجة المدينة المتروبولية المتعددة الوظائف The .metro Politian Community كما وجه الجغرافيون اهتمامهم إلى معالجة منظر المدينة الخارجي المعقد Town Scope، مهملين سهولة النمو العمراني السريع والمطرد لموضع المدينة، والبارزة في الخطة الشاملة لها). وقد كانت هناك حاجة ملحة بعيد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في معظم المدن الأوروبية، لمعالجة الظروف المخيفة والناجمة عن التطور العشوائي Haphazard وغير المنظم خـلال القرن 19م. فبرزت للوجـود كتابـات الأسـتاذ دیکنسون. ر.أي R. E. Dicknson، حيث أوضح في كتابه أن هذا الكتـاب لا يعتني بالتخطيط فحسب، وإنما يركز على خصائص الموضع الموروثة، أو مـا يـدعى بالبنية الجغرافية للمجتمع Geographical Structure of Society، والتي عليها تتم عمليات التخطيط والتنظيم المعد للمدينة، وفي عام 1951م، شرح الأستاذ ديكينسون عن مدينة غرب أوروبا  The West European طريقة دراسة جغرافية المدن، بحيث تشمل نقد وتحليل التركيب الطبيعي للمدينة The physical Structure، والعوامـل الـتي تـتحكم في هذا التركيب، كالظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، ثـم التطور التاريخي للمراكز الحضرية.

وجاء من بعده الأستاذ سميلز في كتابه جغرافية المدن في انجلترا  . كمـا اهـتم الباحث شابو Chapot بهذه الدراسة في فرنسا. وظهرت مدرسة اللنـد Lund School في السويد على يد الباحث ادجاد كانت E. Kant وبذلك دخلت جغرافيـة المـدن باباً جديداً، هو إقليم المدينة City Region، والنفوذ المدني Urban Frienld، وما ارتبط به من دراسة الإقليمية Regionalism.

ونتيجة لذلك، ظهرت الكتب الأصولية Text book لهذا العلم. كما ظهر أول كتـاب تم نشره في الولايات المتحـدة الأمريكيـة عـام 1959م للأستاذين مـاير م . Mayer. M وكوهين. Kohn, F حيث كان يحتوي على بعض المقالات المنشـورة سابقاً في الدوريات الجغرافية المختلفة، والتي تعالج موضوع جغرافية الحضر. وتلاه الكاتـب ميرفي. أي . ر Murphy, E.R، وما تم نشـره عـن المدينة الأمريكيـة عـام 1966م. ثم تطرق الأستاذ جين غوتمان للمدن العملاقة  Migaloplis عـام 1961، والى خطورة الزحف العمراني في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1967  وبوجه عام، فقد احتلت جغرافية الحضـر في القرن العشرين الماضي، موقع الريادة والاكتشاف للعلاقة الوثيقة القائمة بين البيئة والإنسان، مع الأخـذ بعـين الاعتبار تحديد ووصف الأقاليم الجغرافية. لقد تركز الانتباه بصفة أساسية، على السمة المكانية التي توجد بها المدينة منذ عام 1945م، وبالتالي تحليل الموضع (المكـان) كما قام به الباحث جيمس، بي، أي James, P.E عام 1972م.

أما بالنسبة للأستاذ هارولد كارتر H.Carter، فقد استبدل وصـف الجغرافيـة الحضرية عام 1972م بتحليل الموقع Interpetation of Location والذي به وضع أسس علمية لجغرافية المدن الحديثة. وقد تركزت دراسات كل من الباحث هـازارت Harzzert عام 1970م، وبلانشارد Blandchard عـام 1911م على تحليلات الموقع والموضع الجغرافي للبلدات Towns والمدن Cites، وتعتبر هذه الطريقـة سـمـة بيئيـة تؤكد على الموقع الفلكي والمكان، والوضع الجغرافي العام Setting حيثما يعتبران مـن العناصر الضرورية لخاصية المدينة، بل هي أصول لتنمية المدينة وتطورها، استجابة للظروف الطبيعية المحلية .

وقد قام الأستاذ جريفت تايلر G.Taylor عام 1949م، بوضع كتابـه جغرافيـة المدن والذي ادعى فيه بأنه أول كتاب تم تأليفه عن جغرافية الحضر باللغة الإنجليزية. ويعتبر هذا المؤلف تصـنيفاً معقـداً لمواضـع المـدن، وتحليلا لأكثـر مـن 200 بلـدة في مواقعها الجغرافية وتضاريسها ومناخها.

فبالنسبة للأستاذ تايلر G. Taylor، فهو يؤكد على أنه كان من الأجدى دراسة وبحث مواضـع المـدن Sites، مـن أجـل وضـع أسـاس جـوهري، يقـوم علـى تبـاين الطبوغرافية المحلية لموضع المدينة City Site، وتشمل هذه الدراسة دراسـة المـدن في التلال والهضاب Cuesta والممرات الجبلية والطرق والنجـود Plateaux والقباب المعراة  والموانئ، بمـا فيهـا الفيوردات Fiords والأودية الغاطسة Rias والأنهـار والشلالات والثنيات النهرية Meanders، والمصاطب Terraces، والدالات النهرية، والمراوح الفيضية Fans، والأودية والجزر والبحيرات .

وقد تطورت المدن لخدمة متطلبات الإنسان الخاصة، كالتعدين والسياحة ومـدن السكك الحديدية. ويعتبر التعدين والسياحة على صلة وثيقة بالسمات الخاصة بالبيئة. وهذا يؤكد على أهمية البيئة الطبيعية، والتي جاءت تأكيداً لهذا الأسلوب، ولو أنهـا جـاءت متأخرة عـام 1948م، عنـدمـا حـاول الأستاذ (ديكنسـون. ر. أي Deckinson, R.E. ص 12)  دراسـة مورفولوجيـة المدينة وتسليط الضوء على مستوى المدينة وعلاقاتها بضواحيها وإقليمها الوظيفي المحيط. وعزا حالة الاستقرار - بوجه عام- في المدينة الأوروبية لأمرين رئيسيين هما: الأول: يرتبط بالريف الذي يدعو المدينة لتنفيذ الوظائف التي تخدمه. والثاني: تأثير المدينة بدرجات متفاوتة على محيطها، من خلال شبكة اتصالاتها الوظيفية. ولقد تم فحص العلاقات الريفيـة – الحضرية، والتي هي جزء من الموقع والموضع الجغرافي للمدينة، في الوقت الذي تزايـد فيه الاهتمام بأهميتها الوظيفية؛ لتصبح البؤرة المركزية في إقليمها الوظيفي.

فدراسات إقليم المدينة الوظيفي قد ركزت بصفة رئيسية على مجالات الوظيفة من خلال مؤشرات Indices رسم الخرائط للرحلة اليومية Commuting، والتي قـام بها الباحث Chapot - شابو عام 1938م، واستخدم الهاتف كمؤشر من قبل الباحث لاباز Labasse عام 1955م. لقد تطورت أبحاث علميـة شـاملة، تبين دور الأقاليم الوظيفية Functional Regions في عملية التنظيم المكـاني. حيث أدت دراسات دكنسون بهذه الطريقة إلى إبراز المدينة وإقليمها الوظيفي والإقليمية عـام 1947م بعيـد الحرب العالمية الثانية. كما أدت دراسات إقليم المدينة City Regional Studies إلى فتح المجال في الاستفسار الجغرافي للمدينة على المستوى الخارجي لها Inter Urban scale. فكان هذا الأسلوب هو استجابة لأسئلة، ثم طرحها في هذه الدراسـات عـن موقع المدينة الفلكي، والمناطق المخدومة مـن قبـل المدينة والأساليب الاستنتاجية Deductive التي تم تعديلها؛ لتتفق الفترة المعاصرة لجغرافية الحضر.

 وفي عام 1977م قام الأستاذ هاجيت بي P.Hagget بإصدار كتاب عن تحليـل الموقع في الجغرافية البشرية حيث تناول نظريات تركيب الموقع، وشبكات الطرق والعقد المركزية Nodes والهرمية Hierarchies، وأساليب تحليل الموقع Methods of Locational analysis، والتطبيقات الإقليمية Regional Applications، ومشاكل النقل وغيرها.

ثم تلاه الأستاذ كينج، ل.King L وريجنولد، . جي Reginold, G . في كتابهما القيم عن المدن والمكان والسلوك عـام 1978م. حيث احتـوى علـى مـادة علميـة بأسلوب راق عن جغرافية الحضر والبيئة. كمـا قـدم الأستاذ كلارك، دي Clark, D كتاباً عالج فيه ميدان جغرافية الحضر وتحديد المراكز الحضرية وتطور البلدات والمدن وتمدين المجتمع وموقع المدينة ونظامهـا والتركيب الداخلي للمدينة وأخيراً تخطيط المدينة.

ويبدو أن علماء الجغرافيـة يـركـزون جـل اهتمامهم على الأرض أو المسـرح الجغرافي الذي يلعب عليه الإنسان دور حياته. فهم ينظرون للمدينة على أنها خلاصة تفاعل الإنسان مع البيئة، أو الموقع والموضع الجغرافي الذي يمكن أن ينتفع بوضعه الطبيعي وإيجاد بيئة حضرية، فيه تتفق ومقتضيات حياته وخدمة أغراضه المتعددة.

نخلص من هذا العرض العام لتطـور جغرافية الحضـر، على أن مفهـوم هـذا العلم، يتناول دراسة المراكز العمرانية، ريفية ومدنية، من حيث مواقعها ومواضعها، نشأتها وأشكالها، محتوياتها ووظائفها، سكانها ومساكنها وتوزيعها، وتأثير العوامـل الطبيعية والبشرية على هذا التوزيع. كما تتناول دراسة مكونات المسكن وارتفاعـه وأنماطه وأنواعه، وتأثير النواحي الثقافية على هذه المساكن، بالإضافة إلى معالجة المشكلات الحضرية، كالزحف العمراني على الأراضي الزراعية، والتلوث بأشكاله المختلفة.

هذا بالإضافة إلى عجز المراكز الحضرية، عـن تقـديـم خـدماتها الاجتماعيـة والاقتصادية بكفاءة وفاعلية لمجتمعاتها الحضرية, كما أن عجز المرافق العامة عـن تلبية احتياجات المواطنين المطردة أعـدادهـم بالمدن، بجانب تقصير وسائل النقل العام داخل المدن، عن مواجهة الأعداد المطـردة؛ لنقلهم من أماكن عملهم إلى مناطق سكناهم في الزمن المحدد. بالإضافة إلى معالجة الحافة الريفية الحضرية للمدن خاصة في الدول النامية، وما تتعرض استعمالات أرضية غير مناسبة، تندرج ضمن مشكلات الحضر العصرية.

فكلها مجتمعة، وما يتمخض عنها من انعكاس سلبي على مجتمع المدينة يومياً، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالزمن ووسائل النقل، مما يوجب إيجاد مجلس تخطيط مدني وريفي؛ لإيجاد بيئة سكنية مريحة، وذلك بوضع الحلول الجذرية لمناطقنا الريفيـة مـن ناحية، ومدينتنا العصرية وإقليمها الوظيفي من ناحية أخرى.




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .