المدينة City

وتمثل المدينة كبرى المراكز العمرانية، سواء من حيث عدد السكان أو المساحة المبنية، أو تعدد الوظائف التي تمارسها، ومع ذلك فإنه توجد درجات متعددة للمـدن. لندن ونيويورك والقاهرة -كمدن مليونية – يمتد أثرها ليشمل مجالاً يتخطى حدود الوطنية. وهناك مدن أخرى تحمل نفس الصفحة دون أن يزيد عدد سكانها عن 25 ألف نسمة، ودون أن يتعدى أثر إقليمها المحلي المباشر. والمدن التي تعلـب دوراً كبير الأثر في أقاليمها، يطلق على الواحدة منهـا أحيانا (المدينة الأم) متروبوليـة Metropolis. وقد تكون هذه المدن الأمهات عواصم إقليمية أو عواصم وطنية، وربما تكون مدناً ذات أثر قاري، أو عالمي كالمدن فوق القارية الآنفة الذكر.

وفي عالمنا المعاصر ، تتركز في المدن كثير من الوظائف. فكلمـا امـتـد أثـر المدينة واتسع مجال نفوذها، كلما كان ذلك دليلاً على أن وظائفهـا مـن مرتبـة عاليـة. ومـن الطبيعي أن تكون المدن العملاقة ذات الملايين من السكان- أقل انتشاراً وعـدداً مـن المدن القليلة السكان، کمدن مكسيكو سيتي وساوباولو وريودي جانيرو.

ونتيجة لتطور وسائط النقل وطرق المواصلات، فقد ظهرت في بعض الأقطـار تجمعات سكنية كبرى Conurbations، تنتشر في رقعة جغرافية صغيرة، حيث تتجـاوز فيها المدن، بحيث تتلاحم لتكـون متصـلا مـدينياً كبيراً. ويقـدر أن مجتمعات المـدن البريطانية السبع تحتوي على 35.4% من إجمالي سكان المملكة المتحدة، وفي مساحة لا تتعدى الـ 4% من إجمالي مساحتها.

كما ظهرت إلى جانب المدن الكبيرة مـدن التوابع Satellite Town، التي لا توجد بها كل الأنشطة والخدمات. ولذلك فهي تعتمد على المدن الأكبر منها، والتي تجاورها في كثير من شؤون حياتها وحياة سكانها. وهي –في وضعها هـذا - قريبـة

الشبه من الضواحي Suburbs، التي لا تكاد توجد مدينة كبيرة في عالم اليوم دون أن تضم بعضاً منها.

أما في شمال شرق الولايات المتحدة، فتوجد سلسلة من المدن، تمتـد في نطـاق طويل لأكثر من 1200كم، وتكاد المدن فيه تتلاحم ببعضها، مما يوجد ظاهرة فريدة، لا في الولايات المتحدة وحدها، ولكن في العالم كله. وهذا الإقليم هو الذي يطلق عليـه إقليم المدينة العظمى Megalopolis. وقد قدر عدد سكانها عـام 1960م بـأكثر مـن 40 مليون نسمة. وهو بذلك يضم عدداً من المجمعات المدنية والمدن الكبرى والمدن التوابع والضواحي. ويكفي أن مدينة نيويورك تعتبر جزءاً من هذا الإقليم الذي يمتد من بوسطن إلى واشنطن.