أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-19
1244
التاريخ: 19-6-2022
2038
التاريخ: 26-1-2022
1879
التاريخ: 29-7-2016
2050
|
مهما بلغ الإنسان من المستوى العالي من الكمال فهو بحاجة لأن يفتش عن المثال الذي يضع اقدامه حيثما وضع اقدامه، ويترسم خطاه ، ولهذا نجد أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : (فتأس بنبيك الاطيب الاطهر (صلى الله عليه واله) فإن فيه اسوة لمن تأسي وعزاء لمن تعزي، واحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه ، والمقتص لأثره، قضم الدنيا قضماً، ولم يعرها طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، واخمصهم من الدنيا بطناً عرضت عليه الدنيا فأبى ان يقبلها، وعلم ان الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه وحقر شيئاً فحقره، وصغر شيئاً فصغره)(1)
ثم يعطي (عليه السلام) صوراً عملية لسيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) ليرسم لنا لوحة رائعة لزهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وعدم إعارته أهمية لزخارف الدنيا، فيقول (عليه السلام) : (ولقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول يا فلانه – لإحدى أزواجه – غيبيه عني فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب ان تغيب زينتها عن عينه؛ لكيلا يتخذ منها رياشاً ، ولا يعتقدها قراراً ولا يرجو فيها مقاماً، فأخرجها من النفس، واشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر)(2).
تلك هي حقيقة الزهد كما جسدها رسول الله (صلى الله عليه واله) وصورها لنا امير المؤمنين (عليه السلام) ونحن نذكر صوراً أخرى رويت لنا عن زهد رسول الله (صلى الله عليه واله) في سيرته العملية :
1- عن ابن عباس قال : (إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل عليه عمر ، وهو على حصير قد اثر في جنبه، فقال : يا نبي الله لو اتخذت فراشاً، فقال: مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها)(3).
2- وعن ابن سنان قال : (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : دخل على النبي (صلى الله عليه واله) رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه، ووساده من ليف قد أثرت في خده فجعل يسمح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر انهم ينامون على الحرير والديباج ، وأنت على هذا الحصير؟
قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لأنا خير منهما والله لأنا اكرم منهما والله، ما أنا والدنيا، إنما مثل الدنيا كراكب مر على شجرة ولها فيء فاستظل تحتها فلما ان مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها)(4).
_________________
(1) نهج البلاغة خطبة : 160.
(2) نهج البلاغة خطبة : 160.
(3) المحدث المجلسي، بحار الأنوار : 16/239.
(4) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 16/282 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|