أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
2394
التاريخ: 12-2-2018
1947
التاريخ: 1-07-2015
2832
التاريخ: 1-07-2015
1572
|
الموضوع
: القدم والحدوث وأقسام السبق واحكامه.
المؤلف : محمد جعفر الاسترآبادي المعروف
بــ(شريعتمدار).
الكتاب :
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة.ص141-145/ج1.
________________________________________________
قال : ( والموجود إن أخذ غير مسبوق بالغير أو بالعدم فقديم ، وإلاّ فحادث ).
أقول
: هذه قسمة للموجود إلى القديم والحادث ؛ وذلك
لأنّ الموجود إمّا أن يسبقه الغير ، أو لا يسبقه الغير ، فالأوّل هو الحادث ،
والثاني هو القديم.
وقد يقال : إنّ القديم هو الذي لا يسبقه العدم ، والحادث هو
الذي يسبقه العدم.
وهذا أولى.
وينبغي أن يقسّم كلّ منهما إلى الحقيقيّ والإضافيّ ، ويعرف
الكلّ بالتأمّل.
أقسام السبق :
قال
: ( والسبق ومقابلاه (1) إمّا بالعلّيّة أو بالطبع أو بالزمان أو
بالرتبة الحسّيّة أو العقليّة أو بالشرف أو بالذات ، والحصر استقرائيّ ).
أقول
: لمّا ذكر أنّ القديم هو الذي لا يسبقه الغير أو
العدم ـ على اختلاف التفسيرين ـ والحادث هو الذي سبقه الغير أو العدم ، وجب عليه
أن يبيّن أقسام التقدّم والسبق ومقابليه ، أعني التأخّر والمعيّة.
وقد ذكر الحكماء (2) أنّ أقسام التقدّم خمسة :
[
القسم ] الأوّل : التقدّم بالعلّيّة ، وهو سبق
العلّة التامّة المستجمعة لشرائط التأثير مع ارتفاع موانعه على معلولها ، كتقدّم
حركة الإصبع على حركة الخاتم ؛ فإنّه لو لا حركة اليد لم تحصل حركة الخاتم ، فهذا
الترتيب العقلي هو التقدّم بالعلّيّة.
[
القسم ] الثاني : التقدّم بالطبع ، وهو أن يكون
المتقدّم له حظّ في التأثير في المتأخّر ، ولا يكون هو كمال المؤثّر ، وهو كتقدّم
الواحد على الاثنين.
والفرق بينه وبين الأوّل أنّ المتقدّم هناك كان كافيا في
وجود المتأخّر ، والمتقدّم هنا لا يكفي في وجوده.
[
القسم ] الثالث : التقدّم بالزمان ، وهو أن يكون المتقدّم
موجودا في زمان متقدّم على زمان المتأخّر كالأب والابن.
[
القسم ] الرابع : التقدّم بالرتبة ، وهي إمّا
حسّيّة كتقدّم الإمام على المأموم ، أو عقليّة كتقدّم الجنس على النوع إن جعل
المبدأ الأعمّ ؛ فإنّك إذا جعلت الجوهر مبدأ كان الجسم مقدّما على الحيوان ، وإن
جعلت الإنسان مبدأ فبالعكس ، كما أنّك إذا ابتدأت من المحراب كان الإمام مقدّما،
وإن ابتدأت من الباب انعكس الأمر.
[
القسم ] الخامس : التقدّم بالشرف بأن يكون للسابق
زيادة كمال ليس للمسبوق ، كتقدّم العالم على المتعلّم.
وكذا أصناف التأخّر والمعيّة.
ثمّ المتكلّمون زادوا قسما آخر وسمّوه التقدّم الذاتي ،
وتمثّلوا فيه بتقدّم الأمس على اليوم ونحوه من تقدّم بعض أجزاء الزمان على بعض ؛
فإنّه ليس تقدّما بالعليّة ولا بالطبع ، لتساوي أجزاء الزمان في الحقيقة ، ولا
بالزمان ، وإلاّ لاحتاج الزمان إلى زمان آخر وتسلسل. وظاهر أنّه ليس بالرتبة ولا
بالشرف ، فهو خارج عن هذه الأقسام (3).
وعدّه الحكماء من أقسام السبق الزماني بناء على أنّه عبارة
عن كون السابق قبل المسبوق قبليّة لا يجامع القبل معها البعد ، وهو عارض لأجزاء
الزمان أوّلا وبالذات ولغيرها ثانيا وبالعرض.
وردّ : بأنّ هذا التعريف صادق على سبق العلّة المعدّة على
معلولها ، فهو قسم على حدة ، ولهذا يحكم بتقدّم عدم الزمان على وجوده ، من غير أن
يكون مع عدم الزمان زمان حتّى يلزم قدم الزمان المستلزم لقدم الحركة والمتحرّك ،
كما ادّعى الحكماء (4).
وهذا الحصر استقرائيّ لا برهانيّ ، إذ لم يقم برهان على
انحصار التقدّم في هذه الأنواع.
والقسمة إنّما تنحصر إذا تردّدت بين النفي والإثبات كأن
يقال : إنّ المتقدّم إن احتاج إليه المتأخّر فإن كان كافيا في وجوده ، كان تقدّمه
بالعلّيّة وإلاّ فبالطبع. وإن لم يحتج إليه ، فإن لم يمكن اجتماعهما في الوجود ،
كان بالزمان. وإن أمكن فإن اعتبر بينهما ترتيب ، كان بالرتبة ، وإلاّ فبالشرف.
ولا يخفى ما فيه.
احكام السبق :
قال
: ( ومقوليّته بالتشكيك ، وتنحفظ الإضافة بين المضافين في أنواعه ).
أقول
: اختلف الحكماء هنا.
فقال قوم : إنّ التقدّم مقول على أنواعه الخمسة بالاشتراك
اللفظي.
وهو خطأ ؛ فإنّ كلّ واحد من التقدّم بالعلّيّة والطبع ـ
مثلا ـ قد شارك الآخر في معنى التقدّم.
وقال الآخرون : إنّه مقول بالاشتراك المعنوي على سبيل التشكيك
، وهو الذي اختاره المصنّف;.
وهو الحقّ ؛ لأنّ الأصناف تشترك في معنى السبق والتقدّم (5) ، وهذا المعنى المشترك يطلق على تلك الأقسام لا على سبيل
التساوي ، بل يطلق على سبيل التشكيك ؛ فإنّ السبق بالعلّيّة أولى من السبق بالطبع
؛ لأنّ الاحتياج إلى العلّة التامّة أقوى من الاحتياج إلى الناقصة ، وهكذا سائر
الأقسام ؛ لتحقّق التفاوت في الصدق لبعضها بالإضافة إلى بعض آخر.
وكذا يكون صدق التأخّر الذي هو مضايف للتقدّم على سبيل
التشكيك ، فيكون التأخّر ـ الذي هو مضايف للسبق الأولى ـ أولى بالإضافة إلى
التأخّر الذي هو مضايف للسبق الآخر.
وهكذا الحال في الأشدّيّة والأقدميّة.
فالإضافة بين السبقين إذا كانت بنوع من الأنواع الثلاثة
للتشكيك ، كانت تلك الإضافة تتحفّظ بين تأخّريهما اللّذين هما متضايفان لهما.
وقال الفاضل اللاهيجي : إنّ قوله : « بين المتضايفين »
متعلّق بقوله : « وتتحفّظ » وقوله : «في أنواعه » متعلّق بـ « الإضافة » أي
الإضافة الحاصلة في أنواع السبق ، بمعنى أنّ النسبة بين النوعين من أنواع السبق
محفوظة بين النوعين من أنواع التأخّر اللّذين هما متضايفان لهما ، فالضمير راجع
إلى السبق (6).
وهذا أولى بلا تشكيك ؛ حذرا من التفكيك الركيك اللازم على
تقدير إرجاع الضمير في «أنواعه» إلى « التشكيك » كما في شرح الفاضل القوشجي (7).
قال
: ( وحيث وجد التفاوت امتنعت جنسيّته ).
أقول
: لمّا بيّن أنّ التقدّم مقول على ما تحته من
أصناف التقدّمات بالتشكيك ظهر أنّه ليس جنسا لما تحته ، وأنّ مقوليّته على ما تحته
قول العارض على معروضه ، لا قول الجنس على أنواعه؛ لامتناع وقوع التفاوت في أجزاء
الماهيّة.
وفيه
: أن التفاوت مانع عن الجنسيّة إذا كان بالذات لا
بالعرض ، كما يقال :
الجوهر الكامل والناقص مثلا ، مع أنّه لا يتصوّر لأنواع
التقدّم جنس ، لا مطلق التقدّم.
قال
: ( والتقدّم دائما لعارض زماني أو مكاني أو غيرهما ).
أقول
: إذا نظر إلى الماهيّة من حيث هي هي لم تكن
مقدّمة على غيرها ولا متأخّرة ، وإنّما يعرض لها التقدّم والتأخّر باعتبار أمر
خارج عنها ، وهو إمّا زمان كما في التقدّم الزماني ، أو مكان كما في التقدّم
المكاني ، أو مغاير كما في تقدّم العلّة على معلولها باعتبار التأثير والتأثّر ،
وكما في تقدّم العالم على المتعلّم باعتبار الشرف وغير ذلك من أصناف التقدّمات.
__________________
(1)
أي التأخّر والمعيّة.
(2)
منهم السهروردي في « المشارع والمطارحات » ضمن « مصنّفات شيخ الإشراق » 1 : 302 ـ
303. والسبزوارى في « شرح المنظومة » 2 : 306 وما بعدها.
(3)
انظر : « مناهج اليقين » : 20 ؛ « كشف المراد » : 58 ؛ « اللوامع الإلهيّة » : 21.
(4)
« كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم » 1 : 496.
(5)
انظر : « المشارع والمطارحات » ضمن « مصنّفات شيخ الإشراق » 1 : 303 وما بعدها.
(6)
« شوارق الإلهام » الفصل الأوّل ، المسألة السادسة والعشرون.
(7)
« شرح تجريد العقائد » : 45.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|