أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1585
التاريخ: 5-2-2018
1630
التاريخ: 1-07-2015
1863
التاريخ: 1-07-2015
5619
|
قال: (...في الأجسام وهي قسمان : فلكيّة وعنصريّة ، أمّا الفلكيّة فالكلّيّة منها تسعة : واحد غير مكوكب محيط بالجميع وتحته فلك الثوابت ، ثمّ أفلاك الكواكب السبعة السيّارة ، وتشتمل على أفلاك التداوير وخارجة المراكز ، والمجموع أربعة وعشرون ، وتشتمل على سبعة متحيّرة (1) وألف ونيّف وعشرين كوكبا ثوابت. والكلّ بسائط خالية من الكيفيّات الفعليّة والانفعاليّة ولوازمها، شفّافة ).
أقول
: ... بدأ بالجسم ؛ لأنّه أقرب من الجنس ...اعلم أنّ الأجسام تنقسم إلى قسمين :
الأوّل
: البسيطة ، وهي ما لم يكن مركّبا من أجسام مختلفة الطبائع بحسب الحقيقة من
الأفلاك والعناصر.
الثاني
: المركّبة ، وهي ما كان مركّبا من أجسام مختلفة الطبائع ، وهي المواليد الثلاثة ،
أعني المعادن والنباتات والحيوانات.
والبسيطة
على قسمين : فلكيّة وعنصريّة. والمراد من الفلكيّة الفلك وما فيه من الأجرام
الأثيريّة والعوالم العلويّة.
والفلك
جسم بسيط كرويّ مستدير محيط بالأجسام السفليّة قابل للحركة المستديرة الدائمة ،
وبها يكون حافظا للزمان.
والحركة
الفلكيّة تنقسم : تارة إلى البسيطة التي تسمّى متشابهة أيضا ، وإلى المختلفة.
والبسيطة
حركة تحدث بها حول المركز في الأزمنة المتساوية زوايا متساوية باعتبار الخطوط
الخارجة إلى المحيط بالنسبة إلى كلّ نقطة من نقاط الحركة.
وبعبارة
أخرى : يحدث في المحيط بسببها قسيّ متساوية.
والمختلفة
ما ليست كذلك.
وأخرى
إلى المفردة والمركّبة. والمفردة ما يصدر من فلك واحد. والمركّبة ما يصدر من
متعدّد. وكلّ مفردة بسيطة من غير عكس. وكلّ مختلفة مركّبة من غير عكس.
والفلك
على قسمين : كلّيّ وجزئيّ. والكلّيّ ما كان مستقلاّ ولا يكون جزءا لفلك آخر ،
والجزئيّ ما كان جزءا لفلك آخر.
والفلك
الكلّيّ تسعة :
الأوّل
: الفلك الأعظم ، وهو محيط بالجميع ؛ ولهذا يسمّى بـ « فلك الأفلاك » وهو غير
مكوكب ليس فيه كوكب ؛ ولهذا يسمّى بـ « الفلك الأطلس » ؛ تشبيها له بالأطلس الخالي
عن النقوش.
الثاني
: فلك البروج ، ويسمّى « فلك الثوابت » لكون الكواكب الثوابت مركوزة فيه ، وهو تحت
فلك الأفلاك.
الثالث
: فلك الزحل.
الرابع : فلك المشتري.
الخامس
: فلك المرّيخ.
السادس
: فلك الشمس.
السابع
: فلك الزهرة.
الثامن
: فلك عطارد.
التاسع
: فلك القمر.
والتعداد
المشهور على العكس بالابتداء من فلك القمر ؛ لكونه أقرب ، ففلك الأفلاك على هذا
يصير تاسعا. وهذه الأفلاك التسعة متوافقة المركز.
ووجه
إثباتها ـ كما أفيد (2) ـ أنّهم وجدوا في بادئ الرأي جميع الكواكب متحرّكة بالحركة
اليوميّة السريعة من المشرق إلى المغرب فأثبتوا لها فلكا ، ثمّ وجدوا بنظر أدقّ
أنّ جميع الكواكب الثوابت متحرّكة بحركة واحدة بطيئة من المغرب إلى المشرق فأثبتوا
لها فلكا آخر. وكذا وجدوا الكواكب السبعة السيّارة ذات حركات غريبة مختلفة غير
متشابهة بقياس بعضها إلى بعض بحسب البطء والسرعة والرجوع والاستقامة ، فأثبتوا
لكلّ منها فلكا آخر ، فصارت الأفلاك تسعة.
مضافا
إلى إخبار الصانع بأنّ السماوات سبعة (3) ، وأنّه وسع كرسيّه السماوات والأرض (4)،
وأنّ الرحمن على العرش استوى (5) ، ولهذا لم يجوّز المشهور أن تكون أقلّ ، فتجويز
كون الأقلّ ثمانية أو سبعة ـ كما عن المصنّف وغيره (6) ـ محلّ المناقشة.
نعم
، في جانب الكثرة يمكن الزيادة ؛ لجواز أن يكون كلّ من الثوابت في فلك ، وأن تكون
الأفلاك غير المكوكبة كثيرة.
وبالجملة
، فتلك الأفلاك الكلّيّة مشتملة على أفلاك أخرى جزئيّة تنفصل إليها تلك الأفلاك
الكلّيّة؛ بشهادة أحوال الكواكب من البطء والسرعة والرجعة والاستقامة والخسوف
والكسوف والتشكّلات البدريّة والهلاليّة واختلاف أوضاعها المخصوصة ، كما أفاد بعض
(7) علماء الهيئة حيث قال :
«
إنّ الشمس لها فلكان متوازيا السطحين : أحدهما : الممثّل بفلك البروج ، مركزه مركز
العالم ومنطقته على سطح منطقة البروج وهو فلكها الكلّيّ. وثانيهما : خارج المركز
وهو في ثخن الممثّل مركزه غير مركز العالم ، ولكن منطقته أيضا على سطح منطقة
البروج ، ويماسّ محدّباهما ومقعّراهما على نقطتين تسمّى النقطة المشتركة في
المحدّب الأبعد عن الأرض أوجا ، والنقطة المشتركة في المقعّر الأقرب منها حضيضا.
وإنّ هيئات أفلاك الكواكب العلويّة ـ أعني زحل والمشتري والمرّيخ وكذا فلك الزهرة
من السفليّة مثل هيئة فلك الشمس من غير تفاوت إلاّ في أمرين :
أحدهما
: أنّ لكلّ منها فلكا في ثخن خارج المركز ، كما أنّ الشمس في ثخن خارج المركز ،
ويسمّى بفلك التدوير ، ويماسّ سطح الخارج المركز على نقطتين يسمّى الأبعد من الأرض
ذروة والأقرب إليها حضيضا ، وكلّ من تلك الكواكب الأربعة مركوز في تدويره بحيث
يماسّ على نقطة في سطحه.
وثانيهما
: أنّ منطقة خارج مركز تلك الكواكب ليست على سطح منطقة البروج ، بل تقاطعها على
نقطتين متقاطرتين بكونهما على طرفي قطر من أقطار فلك البروج ، ويسمّى خارج المركز
في غير الشمس بالفلك الحامل وأنّ هيئة فلك عطارد تتفاوت عن هيئات أفلاك الكواكب
الأربعة في أمرين :
أحدهما
: أنّه يسمّى الفلك الذي يكون الحامل في ثخنه مديرا ، ومركزه غير مركز العالم ،
ومنطقته في غير سطح منطقة البروج ، وهو مع الحامل في سطح واحد.
وثانيهما
: أنّ لعطارد فلكا آخر يكون المدير في ثخنه مثل كون الحامل في ثخن المدير في تماسّ
المحدّبين على نقطة مشتركة ، وكذا المقعّران. ومركزه مركز العالم ، ومنطقته على
سطح منطقة البروج ، ويسمّى هذا الفلك ممثّلا لعطارد. وأنّ هيئة فلك القمر كهيئة
أفلاك الكواكب الأربعة من غير تفاوت إلاّ في أمرين أيضا :
أحدهما
: أنّ للقمر فلكا يكون الحامل في ثخنه ، ليس منطقته على سطح منطقة البروج ، بل
مائلة عنه ، ويكون مع الحامل في سطح واحد ؛ ولهذا يسمّى ذلك الفلك بالفلك المائل.
وثانيهما
: أنّ للقمر فلكا آخر متوازي السطحين محيطا بفلك يكون الحامل في ثخنه ، ومركزه
مركز العالم ، ومنطقته على سطح منطقة البروج ، ويسمّى جوزهرّا ».
والحاصل
: أنّ الشمس لها فلكان : الممثّل ، وخارج المركز. والقمر له أربعة أفلاك :
الجوزهرّ والمائل والحامل والتدوير. وزحل والمشتري والمرّيخ والزهرة لكلّ واحد
منها ثلاثة أفلاك : الممثّل والحامل والتدوير. وعطارد له أربعة أفلاك : الممثّل
والمدير والحامل والتدوير ، فالمجموع مع الفلكين العظيمين أربعة وعشرون فلكا.
فظهر
أنّ الأفلاك الكلّيّة غير الفلكين العظيمين منفصلة إلى أفلاك جزئيّة بعضها
التداوير ، وبعضها خارجة المراكز ، وبعضها غيرهما ، والمجموع أربعة وعشرون على ما
ذكره المصنّف.
وأورد
عليه الشارح القوشجي (8) : أوّلا : بأنّ كلامه صريح في أنّ الأفلاك الجزئيّة إنّما
تكون تداوير وخارجة المركز ، وهذا خطأ ؛ فإنّ من الأفلاك الجزئيّة للقمر جوزهرّا
ومائلا وهما فلكان موافقا المركز.
وثانيا
: أنّ عدد الأفلاك ـ على ما هو المشهور ـ ترتقي إلى خمسة وعشرين ؛ لأنّ لكلّ من
المتحيّرة مع القمر تدويرا واحدا فالتداوير ستّة ، ولكلّ من السيّارة فلكا خارج
المركز سوى عطارد فإنّ له فلكين خارجي المركز فالأفلاك الخارجة المركز ثمانية ،
وللقمر فلكان آخران موافقا المركز على ما مرّ ، فعدد الأفلاك الجزئيّة تصير ستّة
عشر ، وهي مع الأفلاك الكلّيّة التسعة ترتقي إلى خمسة وعشرين.
نعم
، لو لم يجعلوا الكرة المحيطة بالمائل فلكا برأسه بل جعلوها مع المائل فلكا واحدا
تعلّق به نفس تحرّكه بحركة الجوزهرّين ، كانت تلك الكرة جزءا من الفلك ،
كالمتمّمات غير معدودة في عداد الأفلاك ، وكان عداد الأفلاك على ما ذكره أربعة
وعشرين ، إلاّ أنّ أصحاب هذا الفنّ قاطبة صرّحوا بأنّ الفلك الأوّل من أفلاك القمر
هو الفلك الممثّل ويسمّى بالجوزهرّ أيضا ، محدّبه مماسّ لمقعّر فلك عطارد ،
ومقعّره لمحدّب الفلك الثاني من أفلاكه ، ويسمّى بالفلك المائل، فتلك الكرة يجب أن
تعدّ من أفلاك القمر وليست فلكا كلّيّا ، وإلاّ لكان المائل أيضا فلكا كلّيّا
فيصير عدد الأفلاك الكلّيّة عشرة ، وهو خلاف ما ذهبوا إليه ، فهو من الأفلاك
الجزئيّة ويلزم ما ذكرنا.
وما يقال
: من أنّ إثبات الأفلاك على الوجه المخصوص مبنيّ على نفي القادر المختار وعدم
تجويز الخرق والالتئام على الأفلاك ، وأنّها لا تشتدّ في حركاتها ولا تضعف ، ولا
يكون لها رجوع ولا انعطاف ولا وقوف ولا اختلاف حال غيرها ، بل تكون أبدا متحرّكة
حركة بسيطة في الجهة التي تتحرّك إليها إلى غير ذلك من المسائل الطبيعيّة التي
بعضها مخالف للشرع ؛ إذ لولاها لأمكن أن يقال : إنّ القادر المختار بحسب إرادته
يحرّك تلك الأفلاك على النظام المشاهد(9) فمدفوع : أوّلا : بأنّ أكثر مسائل هذا
الفنّ ودلائله مقدّمات حدسيّة يجزم العقل بثبوتها ، مثلا: مشاهدة التشكّلات
البدريّة والهلاليّة على الوجه المرصود توجب اليقين بأنّ نور القمر مستفاد من نور
الشمس ، وأنّ الخسوف إنّما هو بسبب حيلولة الأرض بين الشمس والقمر، وأنّ الكسوف
إنّما هو بسبب حيلولة القمر بين الشمس والإبصار مع القول بثبوت القادر المختار،
بمعنى أنّ ما ذكر تحقّق بجعل الواجب تعالى وصنعه على وجه الاختيار.
وثانيا
: أنّ المراد أنّه يمكن أن يكون الأمر على الوجه المذكور ، وما تنضبط به أحوال
الكواكب على ما سطر في علم الهيئة وإن أمكن أن يكون على الوجه الآخر أيضا ، ولكن
مقتضى الحدس أن يكون على الوجه المذكور.
ثمّ
اعلم أنّ الأفلاك لها أحوال :
منها
: أنّها تشتمل على كواكب غير محصورة ، ولكن أهل الرصد توهّموا ثماني وأربعين صورة
لكواكب رصدوها وعيّنوا مواضعها طولا وعرضا ، وهي سبعة سيّارة ، منها خمسة متحيّرة
، أعني ما عدا الشمس والقمر من الكواكب السبعة السيّارة ؛ لكون حركتها تارة على
الاستقامة وأخرى على الرجعة فكأنّها متحيّرة ، بخلاف الشمس والقمر فإنّ حركتهما
دائما على التوالي وطريقة واحدة. وتلك الكواكب في أفلاك سبعة أو خمسة ـ على اختلاف
النسخة ـ على وجه سبق إليه الإشارة ، وما عداها ثوابت عيّنوها في فلك البروج ، وهي
ألف واثنان وعشرون ـ أو خمسة وعشرون ـ كوكبا كما ذكر وإن كان النيّف أعمّ ؛ لكونه
عبارة عمّا بين الواحد والعشرة إجمالا.
ومنها
: أنّ الأفلاك كلّها بسائط غير مركّبة من أجسام مختلفة الطبائع بحسب الحقيقة ،
وإلاّ لكان أجزاؤها المختلفة الطبائع قابلة للانتقال إلى أحيازها الطبيعيّة
بالحركة المستقيمة ، وما يقبل الحركة المستقيمة فإنّه متّجه الى جهة وتارك للأخرى
، وتقدّم الجزء على الكلّ يستلزم تقدّم الجهات على الفلك ، فيلزم أن تكون الجهات
متحدّدة قبل الفلك مع أنّها متحدّدة بالفلك الأعظم.
وأورد
عليه أوّلا : بجواز كون المواضع الطبيعيّة للبسائط متجاورة بحيث يكون الكلّ في
أحيازها الطبيعيّة.
ولو
سلّم أنّها خرجت حال التأليف عن أحيازها الطبيعيّة ، فلم لا يجوز أن تكون أحيازها
الطبيعيّة مع أحيازها التي هي فيها حال التأليف متساوية البعد عن مركز العالم ،
وينتقل إليها بالحركة المستديرة لا بالحركة المستقيمة حتّى يلزم تحدّد الجهات
قبلها؟ (10)
وثانيا
: بأنّه لو تمّ لدلّ على بساطة الفلك الأعظم المحدّد للجهات دون سائر الأفلاك ،
كما هو المدّعى (11).
وقد
يستدلّ بأنّ كلّ مركّب يتطرّق إليه الانحلال ، والفلك لا يتطرّق إليه الانحلال في
هذه المدّة المتطاولة ، فيكون بسيطا (12).
وفيه
نظر ظاهر.
ومنها
: أنّ الأفلاك خالية من الكيفيّات الفعليّة وهي الحرارة والبرودة ، والانفعاليّة
وهي الرطوبة واليبوسة ، ولوازمها كالخفّة والثقل والتخلخل والتكاثف ، وإلاّ لزم
قبولها للحركة المستقيمة ؛ لأنّها من مقتضيات تلك الكيفيّات مع أنّها متحرّكة
بالاستدارة بدلالة الأرصاد ، فيلزم وجود الميلين المتنافيين.
مضافا
إلى أنّه يلزم تحدّد الجهات قبل الفلك ، وأنّ الأفلاك لو كانت حارّة لكانت في غاية
الحرارة ؛ لبساطة المادّة وعدم العائق ، فيجب كون الهواء العالي في غاية السخونة
مع أنّه أبرد من الهواء الملاصق لوجه الأرض بالضرورة ، وكذا لو اقتضت البرودة
لبلغت الغاية وجمدت العناصر فما يتكوّن شيء من الحيوان.
وفي
الكلّ نظر ظاهر ، وغفلة عن قدرة الجبّار القهّار القادر.
ومنها
: أنّ الافلاك شفّافة ؛ لأنّها بسائط.
ونقض
بالقمر ، ولأنّها غير حاجبة عمّا وراءها ؛ فإنّا نبصر الثوابت وهي في الفلك
الثامن.
وردّ
: بأنّه ـ مع أنّه لا يتمّ في الفلك الأعظم ، وينحصر في غيره ـ ظنّي لا يفيد
اليقين ؛ لجواز صفائها ؛ فإنّ الصفيف غير حاجب كما في البلّور (13).
ومنها
: أنّ الفلك محدّد للجهات ؛ لأنّ تحدّد الجهات ليس في خلاء لاستحالته ، ولا ملاء
متشابه لا توجد فيه أمور متخالفة بالطبع وإلاّ لما كانت إحدى الجهتين مطلوبة
والأخرى متروكة ، كما نشاهد في النار والهواء فإنّهما طالبان بالطبع للفوق وهاربان
عن التحت ، وفي الأرض والماء فإنّهما بعكس النار والهواء. فإذن تحدّد الجهات في
أطراف ونهايات خارجة عن الملاء المتشابه فيكون بجسم كرويّ ، وإلاّ لا تتحدّد به
جهة السفل ؛ لأنّها عبارة عن غاية البعد عن جهة الفوق، وغير الكرويّ لا تتحدّد به
غاية البعد ، وإلاّ لتبدّلت جهة السفل بالنسبة إلى ما هو أبعد فصارت فوقا بالقياس
إلى ذلك الأبعد ، فتأمّل.
ومنها
: أنّ الفلك لا يقبل الكون والفساد والخرق والالتئام ، وإلاّ لزم كون حركته
بالاستقامة ، والفلك لا يقبل الحركة المستقيمة ، مضافا إلى لزوم اختلاف الأجزاء في
الحركة ، فبعضها إلى جهة وبعضها إلى أخرى ، ولا يتصوّر ذلك في البسيط الذي لا قاسر
فيه.
وفيه
أوّلا : أنّه لو تمّ لتمّ في الفلك الأعظم خاصّة.
وثانيا
: أنّ مشيئة الله من جهة المعجزة قاسرة ، وهو على ذلك قادر على ما يشاء كما أنّه
قادر على الإيجاد من كتم العدم ، فافهم.
ومنها
: أنّ الفلك يتحرّك على الاستدارة دائما كما هو المشاهد بالعيان ومعلوم بالرصد
بمعنى أنّ له الحركة الوضعيّة ، لا مثل حركة الجوّالة ؛ فإنّها تسمّى مستديرة عرفا
لا اصطلاحا ، بل هي في الحقيقة حركة أينيّة للجوّالة يتوهّم منها الاستدارة.
واستدلّ
على ذلك بأنّ الحركة المستقيمة إلى غير النهاية تقتضي وجود بعد غير متناه ، وهو
محال ، وبالرجوع تقتضي السكون فتكون مستديرة ، وهي حافظة للزمان ، بمعنى أنّ
الزمان مقدار لها ومنتزع منها كما سيأتي ، فتكون دائمة غير منقطعة لئلاّ يلزم
انقطاع الزمان ، فتأمّل.
ومنها
: أنّ الفلك يتحرّك بالإرادة. وتمسّكوا فيه بأنّ الحركة إمّا طبيعيّة أو قسريّة أو
إراديّة. والحركة الطبيعيّة هرب عن حالة منافرة وطلب لحالة ملائمة ، وذلك في
الحركة المستديرة محال ؛ لأنّ كلّ وضع يتحرّك عنه الجسم بتلك الحركة فحركته عنه
توجّه إليه ، والهرب عن الشيء استحال أن يكون توجّها إليه ، مع أنّها تستلزم
السكون بعد الوصول إلى المطلوب ، ولا يجوز أن تكون حركة الفلك قسريّة ؛ لأنّ القسر
على خلاف ميل يقتضيه الطبع ، وحيث لا طبع ولا قسر فتعيّن كونها إراديّة.
وفيه
نظر ؛ لجواز كونها بمشيئة الله تعالى للمصلحة من غير ميل الطبيعة والإرادة.
ثمّ
اعلم أنّ صور دوائر كرة العالم والأفلاك الكلّيّة والجزئيّة مسطورة هنا لسهولة
الأمر على الطلبة ، وهي هذه :
__________________
(1)
في نسخة أخرى : « سيّارة » كما أشار المصنّف لذلك في نسخة الأصل.
(2)
أفاد ذلك القوشجي في « شرح تجريد العقائد » : 165.
(3)
كما في سور : البقرة (2) : 140 ؛ الإسراء (17) : 44 ؛ المؤمنون (23) : 86 ؛ فصّلت
(41) : 12 ؛ الملك (67) : 3 ؛ نوح (71) : 15.
(4)
كما في سورة البقرة (2) : 255.
(5)
كما في سورة طه (20) : 5.
(6)
انظر : « شرح المقاصد » 3 : 139 ـ 140 ؛ « شرح المواقف » 7 : 80 ـ 81 ؛ « شوارق
الإلهام» 2 : 318.
(7) لعلّه بطلميوس. راجع « شرح
الإشارات » 3 : 213 وما بعدها ؛ « كشّاف اصطلاحات الفنون » 2 : 1290 ـ 1291.
(8) « شرح تجريد العقائد » : 167
(9) انظر : « شرح المقاصد » 3 : 169
ـ 170.
(10) أورده القوشجي في « شرح تجريد
العقائد » : 167.
(11) نسب القوشجي هذا الإيراد إلى
القيل ، كما في « شرح تجريد العقائد » : 168.
(12) انظر : « شرح المواقف » 7 : 87.
(13) انظر : « كشف المراد » : 158.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|