أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1686
التاريخ: 1-07-2015
1425
التاريخ: 1-07-2015
3816
التاريخ: 4-3-2019
1336
|
قال: ( والعلّة مطلقا (1) قد تكون بسيطة وقد تكون مركّبة ).
أقول
: يعني بالإطلاق ما يشمل العلل الأربع ، أعني المادّيّة والصوريّة والفاعليّة
والغائيّة ؛ فإنّ كلّ واحدة من هذه الأربع تنقسم بهذه القسمة.
والعلّة
الفاعليّة عند المحقّقين قد تكون بسيطة كتحريك الواحد منّا جسما ما وطبائع البسائط
العنصريّة. وقد تكون مركّبة كتحريك جماعة جسما أكبر ، ومنع العقل والصورة بالنسبة
إلى الهيولى ، ومنع بعض من التركيب في العلل ، وإلاّ لزم نفيها ؛ لأنّ كلّ مركّب
فإنّ عدم كلّ جزء من أجزائه علّة مستقلّة في عدمه ، فلو عدم جزء من العلّة
المركّبة لزم عدم العلّة ، فإذا عدم جزء آخر لم يكن له تأثير البتّة ؛ لتحقّق
العدم بالجزء الأوّل ، ولأنّ الموصوف بالعلّيّة إمّا كلّ واحد من أجزائه ، فيلزم
تعدّد العلل وانتفاء التركيب وهو المطلوب ، أو بعضها وهو المطلوب أيضا مع انتفاء
الأولويّة أو المجموع ، وهو باطل ؛ لأنّ كلّ جزء لم يكن علّة فعند الاجتماع إن لم
يحصل أمر لم يكن المجموع علّة ، وإن حصل عاد الكلام في علّة حصوله.
وهذان
ضعيفان ؛ لاقتضائهما انتفاء المركّبات سواء كانت عللا أو لا وهو باطل بالضرورة.
والمادّة
البسيطة كهيولى العناصر ، والمركّبة كالعناصر الأربعة بالنسبة إلى صور المركّبات.
والصوريّة
البسيطة كصور العناصر ، والمركّبة كالصورة الإنسانيّة المركّبة من صور أعضائها.
والغائيّة
البسيطة كوصول كلّ عنصر إلى مكانه الطبيعي والمركّبة كشراء المتاع ولقاء الحبيب.
قال
: ( وأيضا بالقوّة أو بالفعل ).
أقول
: هذه المبادئ الأربعة قد تكون بالقوّة ، فإنّ الخمر فاعل للإسكار في البدن
بالقوّة ، وقد تكون بالفعل كالخمر مع الشرب.
والمادّة
قد تكون بالفعل كالجنين للإنسانيّة ، وقد تكون بالقوّة كالنطفة.
والصورة
بالقوّة كالمائيّة الحالّة في الهواء بالقوّة ؛ وقد تكون بالفعل كالمائيّة الحالّة
في مادّتها.
والغاية
بالقوّة وهي التي يمكن جعلها كذلك ، كحصول القوّة من أكل القوت قبل أكله ، وبالفعل
وهي التي حصل فيها ذلك.
قال
: ( وكلّيّة أو جزئيّة ).
أقول
: هذه العلل قد تكون كلّيّة ، كالبنّاء المطلق للبيت في الفاعليّة ، والنطفة في
المادّيّة وكذا الباقيتين ، وقد تكون جزئيّة كهذا البنّاء وهذه النطفة ونحوهما.
قال
: ( وذاتيّة أو عرضيّة ).
أقول
: العلّة قد تكون ذاتيّة ، وهي التي يستند المعلول إليها بالحقيقة وتكون علّة
حقيقيّة بالقياس إلى ما هو معلول حقيقة كالناريّة في الإحراق. وقد تكون عرضيّة ،
وهي أن تقتضي العلّة شيئا ويتبع ذلك الشيء شيء آخر ، كقوله : السقمونيا مبرّد ،
فإنّه بالعرض كذلك ؛ لأنّه يقتضي بالذات إزالة الصفراء والسخونة ، ويتبعها حصول
البرودة من جهة الطبيعة.
وكذلك
البواقي ؛ فإنّ المادّة الذاتيّة هي محلّ الصورة ، والعرضيّة هي تلك مأخوذة مع
عوارض خارجة ، والصورة الذاتيّة هي المقوّمة كالإنسانيّة والعرضيّة هي مع ما
يلحقها من الأعراض اللازمة أو المفارقة ، والغاية الذاتيّة هي المطلوبة لذاتها ،
والعرضيّة هي ما يتبعها.
وقد
تطلق العلّة العرضيّة على ما مع العلّة.
قال
: ( وعامّة أو خاصّة ).
أقول
: العلّة العامّة هي التي تكون جنسا للعلّة الحقيقيّة كالصانع للبنّاء في البناء ،
والخاصّة كالباني فيه ، وكذا الباقي ، ولكن لا يتحقّق العموم والخصوص في الصور.
قال
: ( وقريبة أو بعيدة ).
أقول
: العلّة القريبة هي التي لا واسطة بينها وبين المعلول ، كالميل في الحركة ؛
والبعيدة وهي علّة العلّة كالقوّة الشوقيّة وكذا البواقي.
قال
: ( ومشتركة أو خاصّة ).
أقول
: المشترك كالنجّار لأبواب متعدّدة ، والخاصّة كالنجّار لهذا الباب.
قال : ( والعدم للحادث من المبادئ العرضيّة ).
أقول
: الحادث الزماني هو الموجود بعد أن لم يكن ، وهو إنّما يتحقّق بعد سبق عدم علّته
، فلمّا توقّف تحقّقه على العدم السابق ، أطلقوا على العدم اسم المبدأ بالعرض مع
أنّه مقارن لما هو علّة ذاتيّة لوجود الحادث ؛ فإنّ المبدأ بالذات هو الفاعل لا
غير.
قال
: ( والفاعل في الطرفين واحد ).
أقول
: الفاعل في الوجود هو بعينه الفاعل في العدم ، ...[لان](2) علّة العدم هي عدم
العلّة لا غير ، فالمؤثّر في طرفي المعلول هو العلّة لا غير ، لكن مع حصولها تقتضي
الوجود ، ومع عدمها تقتضي العدم.
قال
: ( والموضوع كالمادّة ).
أقول
: الموضوع ـ وهو المحلّ المستغني عن الحالّ ـ أيضا من العلل التي يتوقّف عليها
وجود الحادث ، ونسبته إلى الحالّ مثل نسبة المادّة ـ أعني المحلّ المتقوّم بالحالّ
ـ إلى الصورة في أنّ كلّ واحد منهما علّة مادّيّة بالنسبة إلى ما يتركّب منه ومن
الحالّ ، فهو من جملة العلل.
__________________
(1)
أي سواء كانت فاعليّة أو مادّيّة أو صوريّة أو غائيّة. ( منه ; ).
(2) الاضافة ليست من المصنف.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|