المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تواضع علي (عليه السلام)  
  
4064   07:54 مساءً   التاريخ: 1-2-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 312-315
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /

لم تكن حياة الإمام علي (عليه السلام) تختلف عن حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) قيد أنملة، وإنما هي المثال الأمثل لسيرة رسول الله (صلى الله عليه واله) وكيف لا وهو الذي ما فارق رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وهو القائل : (كنت أتبعه أتباع الفصيل أمه، يرفع لي كل في كل من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به ).

ولهذا نجد في مسيرته (عليه السلام) تجسيداً حياً لسيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) ، وقد ذكر المؤرخون أمثلة من تواضعه نذكر قليلاً منها:

جاء عن الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) إنه قال : (أعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها أعظمهم عند الله شأناً ، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين ، ومن شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) حقاً، ولقد ورد على أمير المؤمنين (عليه السلام) أخوان له مؤمنا اب وابن فقام إليهما ، واكرمهما واجلسهما في صدر مجلسه ، وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام فأحضر، فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطشت، وإبريق خشب، ومنديل لييبس، وجاء ليصب على يد الرجل فوثب امير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ الإبريق، ليصب على يد الرجل ، فتمزغ الرجل في التراب ، وقال : يا أمير المؤمنين الله يراني وانت تصب على يدي ؟!

قال: اقعد واغسل [اقسمت عليك] فإن الله (عز وجل) يراك، واخوك الذي لا يتميز منك، ولا ينفصل عنك يخدمك، يريد بذلك في خدمته في الجنة مثل عشرة اضعاف عدد أهل الدنيا ، وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها، فقعد الرجل، فقال له علي (عليه السلام) أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته ونحتله وتواضعك لله حتى جازاك عنه بأن تدنيني بما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبراً ، ففعل الرجل ذلك ، فلما فرغ ناول الابريق محمد بن الحنفية، وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصبيت على يده، ولكن الله (عز وجل) يأبى ان يسوي بين ابن وابيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الاب على الاب، فليصب الابن على الابن ، فصب محمد بن الحنفية على الابن ثم قال الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) : فمن تبع علياً على ذلك فهو الشيعي حقاً)(1).

(وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في خبر انه رجع علي (عليه السلام) إلى داره في وقت القيظ فإذا امرأة قائمة تقول : ان زوجي ظلمني ، وأخافني ، وتعدى علي ، وحلف ليضربني ، فقال : يا أمة الله اصبري حتى يبرد النهار ثم اذهب معك إن شاء الله فقالت : يشتد غضبه وحرده علي فطأطأ رأسه ، ثم رفعه، وهو يقول : لا والله ، او يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع، اين منزلك؟

فمضى إلى بابه فوقف فقال : السلام عليكم، فخرج شاب. فقال (عليه السلام) يا عبد الله اتق الله فإنك قد اخفتها واخرجتها فقال الفتى : وما أنت وذاك ؟ والله لأحرقنها لكلامك .

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) آمرك بالمعروف، وانهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر، وتنكر المعروف؟

قال: فأقبل الناس من الطرق ، ويقولون : سلام عليكم يا أمير المؤمنين فسقط الرجل في يديه، فقال : يا أمير المؤمنين أقلني [في] عثرتي، فوالله لأكونن لها ارضاً تطأني، فأغمد علي (عليه السلام) سيفه، فقال: يا أمة الله أدخلي منزلك، ولا تجلئي زوجك إلى مثل هذا وشبه).

وروي الفجنكردي في سلوة الشيعة له:

ودع التجبر والتكبر يا أخي           إن التكبر للعبيد وبيل

واجعل فؤادك للتواضع منزلاً          إن التواضع بالشريف جميل (2)

ومن روائع تواضعه انه (عليه السلام) : (نظر إلى امرأة على كتفها قربة ماء، فأخذ منها القربة فحملها إلى موضعها، وسألها عن حالها، فقالت : بعث علي بن أبي طالب صاحبي (زوجي) إلى بعض الثغور فقتل، وترك علي صبياناً يتاما ، وليس عندي شيء ، فقد ألجأتني الضرورة إلى خدمة الناس ، فانصرف وبات ليلته قلقاً فلما أصبح حمل زنبيلاً فيه طعام، فقال بعضهم : اعطني احمله عنك، فقال : من يحمل وزري عني يوم القيامة ؟ فأتى وقرع الباب، فقالت : من هذا ؟

قال : أنا ذلك العبد الذي حمل معك القربة، فافتحي فإن معي شيئاً للصبيان. فقال : رضي الله عنك وحكم بيني وبين علي بن أبي طالب ، فدخل وقال: إني أحببت اكتساب الثواب فاختاري بين ان تعجنين وتخبزين وبين ان تعللين الصبيان لأخبز .

فقالت : أنا بالخبز أبصر، وعليه أقدر، ولكن شانك والصبيان، فعللهم حتى أفرغ من الخبز.

قال : فعمدت إلى الدقيق فعجنته ، وعمد علي (عليه السلام) إلى اللحم فطبخه، وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره، فكلما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له : يا بني اجعل علي بن أبي طالب في حل مما امر في امرك [مما مر في أمرك] فلما اختمر العجين ، قالت : يا عبد الله اسجر التنور فبادر لسجره فلما اشعله، ولفح في وجهه جعل، يقول : ذق يا علي هذا جزاء من ضيع الأرامل واليتامى فرأته امرأة تعرفه ، فقالت : ويحك هذا امير المؤمنين (عليه السلام) قال: فبادرت المرأة وهي تقول: وا حيائي منك يا أمير المؤمنين ، فقال : بل وا حيائي منك يا امة الله فيما قصرت في امرك)(3).

ورغم كثرة عبادته، وجهاده في سبيل الله ، وتضحياته الجمة التي شهد بها المحب له والمبغض، تراه متواضعاً لله ، خائفاً أن لا يقبل الله منه شيئاً ، فقد قيل له : كم تتصدق ؟ كم تخرج مالك ؟ ألا تمسك ؟

قال: إني والله لو أعلم ان الله تعالى قبل مني فرضاً واحداً لأمسكت، ولكني والله لا أدري أقبل سبحانه مني شيئاً أم لا)(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 41/55.

(2) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 41/57.

(3) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 41/52.

(4) المصدر نفسه : 138.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.