أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2022
1641
التاريخ: 15-11-2021
1957
التاريخ: 26-5-2022
1831
التاريخ: 20-1-2022
1166
|
علاقة الجغرافيا بالحرب:
قال المفكر الصيني الشهير سون تسي Sun Tze قبل نحو 2500 سنة في كتابه القيم "فن الحرب": The Art of warإن أولئك الذين لا يعرفون أحوال الجبال والغابات والأودية الخطرة والسبخات والمستنقعات لا يمكنهم قيادة جيش ."وهذا خير دليل على الدور الذي من الممكن أن تمثله الجغرافيا للحرب.
ويملك علم الجغرافيا الكثير للمساهمة في فهم الحروب، فالجغرافيا تمثل للحرب عمقا أساسيا لكل التحركات العسكرية وسير العمليات الحربية، إذ أنه من المستحيل فصل العمليات العسكرية عن ظروف البيئة الجغرافية؛ حيث تمثل الأرض بواقعها الطبيعي والبشري مسرحا للعمليات العسكرية.
هناك عدة جوانب توضح أهمية الجغرافيا في تحليل الحروب، مثل الدور الذي تلعبه العوامل الاستراتيجية المكانية قبل وأثناء الحرب، منغل تأثير تلك العوامل على حركة المعدات العسكرية عبر المضايق الدولية ونقاط الاختناق، وتوزيع القوات والأسلحة من أجل المعركة، وتحليل موارد وقدرات الدولة، ودرجة انكشاف وتعرض خطوط التجارة والإمداد للخطر الخارجي، ويمكن للحكومات أن تستعين بالجغرافيين كمحترفين للقيام بهذه التحليلات الاقتصادية والعسكرية.
وهناك الكثير من الحروب عبر التاريخ تنبثق عن نزاعات حدودية، ويصنف الجغرافيون ويصفون الأنماط المختلفة للحدود, وقد أدرك الجغرافيون أن الحروب لا تحدت عشوائيا حول العالم، حيث تلعب المسافة دورا مهما في معظم الحروب عبر التاريخ، إذ أن الدول المتجاورة أكثر عرضة للحروب فيما بينهما.
كما تستخدم المعلومات الجغرافية لدعم العمليات العسكرية منذ بدء التاريخ، وذلك بسبب وجود علاقة واضحة وأساسية بين الجغرافيا والعمليات العسكرية, فالعمليات العسكرية تجري في بيئات عملياتية مختلفة كالأدغال والصحارى والمحيطات والمدن.
ولقد سيطرت الجغرافيا على الفكر العسكري للغرب طوال القرن الثامن عشر والتاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وكانت الجغرافيا الحربية توحد هذا الفكر العسكري الغربي، وكذلك الشرقي، أي كانت تشكل عامل مشترك للفكر الاستراتيجي العسكري للقوى الكبرى في العالم.
ولأجل أن تؤدي الجغرافيا دورها، فقد قامت المدارس والكليات العسكرية الكبرى بتدريس الجغرافيا الحربية وأصولها وقواعدها وهذا الأمر يعني ويعكس أهمية العلوم الجغرافية للأغراض العسكرية. ولقد عرفت الجغرافيا الحربية ذروتها في القرن التاسع عشر، فغي إيطاليا تؤكد دراسات Ferrucio Botti ذلك. وبان الجغرافيا كانت أهم مادة يجب أن تدرك في الفنون العسكرية، وتأثرت المدرسة الفرنسية العسكرية بالمدرسة الايطالية واشتهر في فرنسا عدد في كبار الضباط الذين تحصصوا في الجغرافية الحربية خاصة بعد الدرب الفرنسية الألمانية (1870-1871م) ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر Niox و Marga الذين قاما بتأليف موسوعة هامة في الجغرافيا الحربية الفرنسية وقاما بتدريسها حتى نهاية الثلاثينات من القرن العشرين.
أما سويسرا فقد كان لها باع كبير في الجغرافيا العسكرية الحربية التي طورها وساهم في بلورة أهميتها في المعارك الحديثة القعيد keller الذي كان رئيسا لأركان الجيش السويسري، وقام بدوره بتأليف مرجع في الجغرافيا العسكرية لسويسرا وهو مكون من 34 كتاب (جزء) بين عامي 1906 و1922م، وكان يعتقد بأن الدول الأوروبية لن تحترم كون سويسرا دولة محايدة غير حربية وغير عدوانية، وبأنها ستتعرض للعدوان المباشر أو ستستخدم أراضيها لعبور الجيوش المتحاربة.
وهكذا نجد بأن لكل دولة أوروبية عدد من الجغرافيين العسكريين الذين ساهموا في وضع استراتيجيات دفاعية هامة عن بلادهم أخذ بعين الاعتبار الخصائص الجغرافية داخل المجال الوطني، وكذلك أخذا بعين الاعتبار شروط الموقع وخصائصه، ونستطيع أن نجد في السويد أعمال " Gunnar Aselius
وفي رومانيا أعمال Tudorel Ene وفي البرتغال أعمال Borges Toao Vieira ولا يستطيع أحد الجزم بأن الجغرافيا الحربية هي جغرافيا أوروبية فإن عدد كبببر من الدراسات الجغرافية العسكرية ظهرت في كئدا بين عامي 1867 و2002م .
وكانت الدراسات والأبحاث في الجغرافيا الحربية أو العسكرية التي عرفت ذروتها في القرن 19 أدت إلى تطوير علوم عسكرية هامة منشقة أو متفرعة منها وخاصة علم الجيوستراتيجية أو الجغرافيا الاستراتيجية.
تطورت الجغرافيا العسكرية إلى حد كبير من حيث هي موضوع أكاديمي خلال العقدين الماضيين. على سبيل المثال، تضاعف عدد برامج الجغرافيا في الجامعات التي تقدم دورات في الجغرافيا العسكرية بنحو أربع مرات منذ ,عام 2001. وقد تعزز هذا النمو جزئيا بفعل انهيار الاتحاد السوفيتي، والتحول من .عالم استراتيجي ثنائي الأقطاب كان سائدا, عام 1989، إلى عقد ساده العنف العرقي، وعمليات حفظ السلام، والحرب اللامتماثلة أو غير النظامية، ثم - حاليا - الحرب العالمية على الإرهاب. وتطلبت هذه الأحداث كما كبيرا من التحليلات الجغرافية الأكثر تطورا من ذي قبل، ومن الواضح أنها أثارت الاهتمام باختصاص أكاديمي فرعي كان في الأساس خام منذ نهاية حرب فيتنام، على الأقل في الولايات المتحدة. ولا شك في أن الوضع الجيوسياسي منذ نهاية الحرب الباردة والأحداث التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر أثبتت ضرورة زيادة الوعي والبحث الجغرافي، لأن الجهود العسكرية انتقلت إلى زمن السلم والاستقرار وعمليات الدعم، ولكن تعقيد عمليات الحرب أيضا في إطار عمليات مكافحة الإرهاب قد ولدت مجددا اهتماما عامة وأكاديمية كذلك.
قبل عام 1998، كان آخر كتاب منشور حول الجغرافيا العسكرية هو الجغرافيا العسكرية للمؤلفين لويس بيلتير وج. إي. بيرسي. ومنذ عام 1998، تم نشر سبعة كتب معتبرة في الجغرافيا العسكرية. ومن الواضح أن عام 1998 شكل نقطة تحول؛ فغي تلك السنة نشر كتاب الجغرافيا العسكرية للمختصين والعامة لمؤلفه جون كولينز، وكتاب محاربة العوامل لمؤلفه هارولد وينترز وفي عام 2001، حرر إيوجين بالكا و فرانسيس جالجانو كتاب بعنوان نطاق الجغرافيا العسكرية: الطيف الواسع من وقت السلم إلى وقت الحرب، وكان هذا أحد كتابين ينشرهما بالغا وجالجانو حاولا من خلالها تناول الطيف الواسع للعمليات العسكرية من وجهة نظر مختصين بالجغرافيا العسكرية، وقد نشرا كتابها الثاني بعنوان الجغرافيا العسكرية: من السلم إلى الحرب في عام 2005، وتضمن تحليلات من العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى مناقشة موضوعات مثل إدارة المنطقة العسكرية وإغلاق القاعدة العسكرية وإعادة التجمع. كما ظهرت ثلاثة كتب أخرى في السوق؛ فقد نشرت مؤسسة "ناشيونال جيوغرافيك" كتاب بعنوان ساحات المعارك في عام 2003، ونشرت بلاكويل كتابة جديدة للمؤلف راكيل وودوورد بعنوان الجغرافيات العسكرية في عام 2004، كما نشرت مطبعة جامعة أكسفورد كتاب حرره كولين فلينت بعنوان جغرافيا الحرب والسلم في ,عام 2005.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|